**ماري
مزيج من مشاعر خوف و دهشة مش حاسة بالجاذبية، حاسة انها بتتسحب جوة اعصار بس لونه اسود،فيه في آخر الأعصار ده لون ازرق، دي سماء!
فجأة حست بالجاذبية الأرضية و بدأت تقع، شايفة تحت أرض صفراء ، قعدت تضرخ، بتقع لتحت، لغاية ما وصلت للنهاية، و لقت نفسها بتطفو لغايت ما هبطت بسلام!
قعدت علي الرمل، هي مش بتحلم، لو كانت بتحلم مكانتش عرفت تصرخ ، ايه اللي بيحصل، طب هي فين من البلد؟
هي في حتة فاضية و مافيهاش بيوت، و الشمس قوية و هي بدأت تحس بالعطش، وقفت و قعدت تمشي يمكن تلاقي حد، بعد ربع ساعة مشي لقت شاب واقف بعيد، لبسه غريب، لابس بنطلون واسع و فوقه حاجة زي قميص بس الزراير بتاعته من الدراع!
جريت عليه بسرعة و قعدت تناديه لغايت ما التفتلها، كان شعره اسود و قصير و عينه خضراء.
-لو سمحت!
-ايوة اتفضلي
-هو احنا فين بالظبط؟
-فين يعني ايه؟
-اسم المكان اللي احنا فيه ده ايه؟
بصلها لفترة و بعدين ابتسامته وسعت فجأة:
-نبيلة!
-نعم؟
-انتي نبيلة!
قعدت بصاله خمس دقايق في عدم فهم لحد ما قالي فجأة:
-ممكن تيجي معايا لحظة؟
مكانش قدامي حل تاني غير اني امشي وراه شكله فاهم، او يمكن مجنون،معرفش!
فضلنا نمشي تقريبا نص ساعة كاملة، حاولت فيها اتصل بماما اكتر من مرة بس مفيش شبكة
وصلنا لمكان فيه بيوت متجمعة، تصميمها قديم ،الرجالة هناك لابسين زي الشاب اللي هي ماشية معاه، و الستات لابسي فساتين بسيطة و الوانها هادية جدا، و كلهم عاملين ضفاير
الناس كلها بتسلم علي الشاب اللي هي ماشية جنبه، و كلهم بينادوه بإسم "كاي" و كلهم بيبوصولها بصة غريبة، و هي بتبادلهم نفس النظرة
وصلوا لحد بيت اقل ما يقال عنه انه ابسط من البساطة نفسها،حواليه جنينة خضراء واسعة و الجو حلو اوي.
دخل كاي البيت ده و نادى ماري:
-اتفضلي
بصتله ماري بنظرة من الشك ، فقالها في محاولة انه يطمنها:
-اتفضلي متخافيش.
بتدخل ماري ببطئ البيت، الأول فيه صالة صغيرة في ركن من اركانها في مطبخ علي طراز قديم جدا، و في الصالة فيه كنبتين متآكلنين و حالتهم مزرية.
-اتفضلي
قالها كاي و هو بيشاور علي كنبة منهم.
دخلت ماري و قعدت علي كنبة منها و حواسها كلها متوترة.
دخل كاي اوضة داخلية لفترة، بصت علي الحيطان اللي دهانها شبه ميت، و متعلق عليهم لمبات جاز!
هو ايه الولد اللي عايش في العصر الحجري ده؟
خرج كاي و في ايده كتاب عتيق و ضخم جدا
بصتله ماري باستغراب و قالتله:
-انا ممكن افهم انا هنا ليه دلوقتي؟
كاي ببصة كلها طيبة:
-هتفهمي كل حاجة دلوقتي.
فتح الكتاب قدامها و بدأ يقرأ:
"عهدنا مع عالم الحضر سيستمر حتى ان ينتهي عالم من العالمين ، و من ينقض العهد يكون له الهلاك المؤكد"
وقف ثانية و كمل:
"لن يؤذى اي من عالم الحضر، ولن يلتقي العالمين مدى الحياة، الا إذا كان هناك أمر هام يستدعي التقاء العالمين، و انتقال حضري من عالمه الى عالمنا ليحل العقدة، و يعيد زمام الأمور، عندها فقط، يمكنه العودة"
بصتله ماري بعينين مفتوحة و بتطلب منه انه يكمل، فبيقولها بابتسامة:
-يعني باختصار انتي انتقلتي لبلدنا "نورديانا" علشان في حد استدعاكي تحلي مشكلته، عالمنا عالم موازي لعالمكوا، و اللي بييجوا لمهمة معينة بيبقوا اسمهم "نبلاء"
بصتله ماري بعين صدمة مع حزن مع شك، خليط مشاعر هي نفسها مش فاهماه!
**باكوغو
ايه الجنان ده؟ مهمة ايه؟ البنت دي اكيد مجنونة!
-انت بتقولي ايه يا اسمك ايه انتي؟
قالها باكوغو للبنت اللي واقفة قدامه، بعد ما وقع و لقى نفسه في سوق كبير و معاه ميدوريا!
البنت بعصبية:
-اولا اسمي ميليسا، ثانيا بقي عايز تصدقني صدق مش عايز انت حر!
و لفت البنت ذات الشعر الأحمر و البشرة البيضاء ذات النمش، و بيطير فستانها الوردي العفيف.
استوقفها ميدوريا:
-ميليسا!
بصتله ميليسا، قالها:
-طب احنا نعرف مهمتنا منين؟
-هي اللي هتلاقيكوا
و مشيت ميليسا، بصله باكوغو باستغراب و قاله:
-انت مصدق المجنونة دي يا متخلف انت كمان؟
ميدوريا بتلقائية:
-عندك تفسير تاني للي حصل؟
باكوغو:
-ل...لا
ميدوريا:
-يبقي هي دي الحقيقة، و لازم تصدقها.
سكت باكوغو، مكانش عنده حاجة يقولها.
ميدوريا بص لإيده اللي عليها وشم فيه تلت اربع نقط وقال:
-ميليسا قالت ان العلامة دي بتظهر لما بيبقي معاك شركاء في المهمة، احنا تلاتة، انا و انت، يبقي مين الشخص التالت؟
باكوغو لسة ساكت، حاسس ان تفكيره اتشل، شوية و لقوا ميليسا رجعالهم تاني و بتشدهم من ايديهم، هنا كان باكوغو وصل للذروة و قال بصوت عالي لدرجة ان الناس سمعتهم:
-بتعملي ايه يا مجنونة انتي؟!!!
-عندكوا حتة تناموا فيها؟!
ميدوريا:
-ل..لا
-يبقي هتيجوا تباتوا عندي لحد ما نلاقيلكوا مكان.
ماري بصعوبة شديدة وافقت انها تبات عند كاي، ميدوريا و باكوغو عند ميليسا، مفيش حد فيهم عنده حل تاني،التلاتة قاعدين في وضع النوم اللي مش عايز ييجي لولا واحد فيهم.
ماري خايفة، لأول مرة من فترة عايزة ترمي نفسها في حضن مامتها، يا تري مامتها عاملة ايه دلوقتي؟
ميدوريا كان بيفكر نفس تفكير ماري، و كان خايف علي مامته جدا.
الوحيد اللي كان بيفكر بطريقة مختلفة هو باكوغو، حاسس ان الموضوع مش فارق معاه، اهله اكيد ملاحظوش اختفاءه، و حتى لو لاخظوا، هو عارف ان عمرهم ما هيقلقوا عليه.
حتي لو فضل هنا للأبد، مش هتفرق.
الشمس بدأت تطلع، بدأت تشرق معلنة عن بداية رحلتهم في "نورديانا" ....