يوم ميلادهُ، وإنقلاب <٢٤>

5K 123 288
                                    

_ بسم الله الرحمَن الرحِيم 🍁

تجاهل وجعك حتى يتخدر، فليسَ كُل الملح لاذعاً..!

هذا مَا كان يؤمن بهِ چون قبل أن يراها، فحين ينظر لها، تكون أسوأ من الملحِ على الجرحِ، وألعن من عقدة المِنشار في المُهجة.

كانت نائمة بعمقٍ، ولسبب ما وجد مُراقبتها نائمة في الظلامِ مُمتعة ومُسلية، حقٌ من حقوقهِ عليها بعدما أمتلك كل إنش فيها

لكن وجنتها المُتورمة بسبب صفعهُ لها، خدها المَجروح طولياً، وجفونها المُتلهبة بسبب شدة بكاها، جانب الخدوش الرقيقة على وجهها بسبب يديها.!

كلمَا سكنت عيناه، يسمع صرخاتها الرافضة تعلو مُجدداً حين كانت أسفله على منصةِ الملهى، رفضها وكُرهها الذي أزداد بسبب ليلة فقد فيها حواسه الأدمية، لكن الأسوء وسط أوجاعه من نفورِها، كانت نشوته الخاصة رغم الألم.

أزدرد ريقه مع أعين أشد وجعاً مما سَبَق، النص الشعري لنزار، هي لا تُدرك كم ظل يقرأه، أو كم أمر رجله العربي بترديده ليتمكن من قولهِ لها في يومٍ

ظن أن اللحظة التِي ستغادر فيها الكلمات الشاعرية ثغره، ستقع الشرقية في سحرهِ

والآن .. ما الذي تغير ؟

لمَا لا تزال تكرهه ؟

تمقتهُ لأشد درجات النُقم ؟

'ليس لأنِي تصرفتُ كالبشر، أنني لمْ أعد مَسخاً'

هذا ما كان مُدركهُ تماماً وسط مهزلة أختلاله وأختلالها ..

لكنها مَن اِبتدأ ..

هي من وضع لهُ السم في العسل.

تنهد چون بمرارة، ثم عاد يُراقبها من جديدِ، ولمْ يعلم أبداً متى غَفى .. ؟

____________
_______

فِي بدايةِ يوم جديد، أنتفض من فوقِ الفراش، لكنهُ لمْ يجدها بجانبهِ ولمْ يَسمع صوتها في المِرحاضِ

مَرر أنامله على شعرهِ مُتنهداً بنعاسٍ، ثمَ نهض بخطواتٍ مُنظمة جهة الحمَام لغرض الإغتسَال

~ كنتُ أشعر بنفسِي أنسى الكُره حتى بتُ لا أذكر سوى حقيقة حبي لكَ ~

أغلق عيناه وأستند على السيرامِيك البارد بتعبٍ، بإرهاق ووجع ليس لهُ حدود:

"ولو أخبرتيني تلكَ الكلمات قبلها.. فقط بيومٍ، يوم واحد يا سيڤار"

~ لكنني كرهتك الآن..
سأموت في سبيل دمعة منكَ..
أنصحك حقاً بأن تقتلني. ~

"لا أستطيع ، القتل ، قتلك ، ليست رفاهية مَسموحة لي"

ثمَ لعن تحت أنفاسه مَاسحاً وجهه بكفٍ مُرتجف، هي لا تزال تجعله ينبح كالنساء.!

سيڤارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن