دخل مكتبه وهو غاضب مما حدث اليوم مع تلك الطبيبة التي احتدت عليه أمام لجنة التحقيق دون أن تنتبه في إسلوبها لحديثها إليه كما يفعل الآخرين...
جلس خلف مكتبه بضيق متأملاً مدير مكتبه بحنق قائلاً بنبرة يشوبها الغرور:- بسرعة لازم تعرفلي من هيه الدكتورة حبيبه دي... وتجبلي كل أخبارها مفهوم.
هز رأسه بالموافقة ثم غادر إلى مكتبه هو الآخر.... زفر بحدة متذكراً حديثها الغاضب التي وجهته إليه بطريقة غير لائقة لشخصه هاتفاً لنفسه بسخط:- بقى آدم الشرقاوي يتعمل فيه كده ومن مين من حتة دكتورة لا راحت ولا جات... تقوم تعلي صوتها عليه أنا.... إن ما وريتك مين ده اللي عليتي صوتك ميبقاش أنا...!!!
اقتربت منال صديقتها المقربة منها قائلة بترقب: ها عملتي ايه في التحقيق.... تنهدت بغيظ قائلة بخفوت غاضب:- أبدا خانقت فيهم وسيبتهم وكل ده بسبب المغرور اللي شايف نفسه فوق الجميع.
ضحكت منال بحذر شديد قائلة بمزاح:- يليق له بصراحه يعمل كده وأكتر.... شكلك أول مرة تشوفيه.
رفعت بصرها إليها بسخط قائلة بغضب: ومش عايزه أشوفه تاني.... ثم تعالالي هنا مين ده اللي يليق له هوه مين ده يعني... علشان ميعجبوش لبسي... ألبس نقاب ملبسشي ده شيء ميخصوش بحاجه... طالما شايفه شغلي.
ابتسمت منال وهي تقترب منها قائلة بهدوء:- عارفه كل ده.... بس بردو مش ده اللي يتوقف قصاده.... إنتِ شايفه أهوه مدير المستشفى نفسه مقدرش يتكلم معاه نص كلمة بعد ما سيبتيهم وخرجتي، تقومي حضرتك تكلميه بانفعال.
حدجتها بغيظ وهي تقطب حاجبيها بدهشة ساخطة قائلة بحنق:- هوه السبب محدش قاله يغلط فيه وفي لبسي... وكمان هوه ماله أساساً بيه من البداية، إيه اللي يدخله مكتب التحقيق بدون إذن... وعصبيته دي بقى يوفرها على غيري.
هزت منال رأسها باعتراض قائلة بتردد:- حبيبه شكلك متعرفيش مين هوه آدم الشرقاوي.... قاطعتها بعصبية قائلة بحدة:- ومش عايزة أعرفه... انا ماشيه رايحه أشوف شغلي... عن إذنك.
تنهدت منال بنفاذ صبر قائلة لنفسها:- ربنا يستر عليكِ منه يا حبيبه.... فعلاً شكلك متعرفهوش...!!!
هاتي العصاية يا ندى بسرعة...!!! انطلقت هذه الجملة كالسهم القاسي إلى قلبها....من فم حبيب اشتاقت إليه ولرؤيته كثيراً.
قائلة بتوتر:- مين دي اللي تجيب العصاية.... ضحك باستهزاء وهو يتأملها باللامبالاة قائلاً بلهجة غامضة:- إنتِ طبعاً هوه في هنا حد غيرك بضفرتين.
طفرت دموع عينيها على وجنتيها قائلة بخفوت متردد:- بس أنا خلاص كبرت....و.... قاطعها ببرود ساخر قائلاً بلهجة مستفذة:- مين دي اللي كبرت... فعلاً هتفضلي طول عمرك عقلك صغير..
زاد انهمار دموعها من هذه الإهانة الذي دائماً ما يوجعها به منذ الصغر قائلة بضيق:- بس انا فعلاً كبرت ومش بضفرتين زي ما انت ما بتقول.
انطلقت من عيونه نظراتٍ نارية صائحاً بها بخشونة: لا بضفرتين وهتفضلي طول عمرك بضفرتين.... واعتذري حالا يا إما انا اللي هجيب العصاية بنفسي.... ومش هستكفى بيها وبس خلي في بالك.
انتفض قلبها بهلع من هذا التهديد الصريح بكلماته القاسية الموجهة إليها....احتدت تغمغم بصوت خفيض مذعور:- مش هجيب ولا هعتذر أنا ماشية.
أتت لتنصرف من أمامه.... كان هو أسرع منها مغلقاً الباب أمامها قائلاً بلهجة تهديدية:- فعلاً واضح كده انك نسيتي نفسك إنتِ بتتكلمي مع مين.... وغيبتي من هنا نسيتك مين هوه خالد الخطيب.... ثم صمت برهةً يقترب منها ببطء مخيف، مضيقاً لعينيه بدهاء كبير... متابعاً بعبث:- دلوقتي بقى متلوميش إلا نفسك وبس.
#رواية_قلوب_قاسية
موعدنا يوم الثلاثاء الموافق ١٢/١٥ بإذن الله تعالى
اتمنى تعجبكم وتقولولي رأيكم فيها بصراحة.... من غير لا تم أو م
بقلم
يويو