الفصل الثاني

8.1K 48 6
                                    

الفصل وصل يا بنات

رواية قلوب قاسية
 
الفصل الثاني :- الغضب

تناولت حقيبتها مغادرة المنزل…. وما أن تركته حتى وقفت بأسفل درج البيت…. ملتصقةً بظهرها إلى الحائط خلفها…. غير قادرة على منع دموعها أكثر من ذلك.

قائلة لنفسها ببكاء: لأمتى يا ندى هتخبي حبك له في قلبك وهوه مش شايف غيرها…. آه يا خالد آه لو تبصلي مرة واحدة بس، على اني انثى مش الطفلة الصغيرة اللي بضفرتين بتاعت زمان.

شردت بذهنها بموقف ما حدث بينهما في الماضي منذ زمن بعيد وهي طفلة… وعمرها في ذلك الوقت عشر سنوات.

تأملته كثيراً وهو يجلس أمامها يستذكر دروس كُليته قائلة ببراءة: خالد انت عندك كام سنة.....؟

ضحك خالد من براءتها وهو يرفع بصره من فوق كتابه قائلاً بعدم اهتمام: ليه بتسألي السؤال ده....؟

تأملته ندى على استحياء قائلة بخفوت: أبداً بس عايزه أعرف.

ترك كتابه الذي يذاكر به وتفحص وجهها البريء قائلاً باللامبالاة: عندي عشرين سنة ها حلو كده، ياريت بقى تكوني ارتحتي دلوقتي…. يالا هاتي كتاب الحساب بتاعك خليني اسألك في درس امبارح وأشوفك حليتي الواجب ولا لأ.

تنهدت بضيق من سخريته الواضحة من حديثه إليها... وابتعدت عنه باضطراب قائلة بصوتٍ خفيض: حاضر يا خالد هجيبه... بس أنا بقى محلتش الواجب ومش هحل واجب النهاردة كمان.

قطب حاجبيه بحدة وسخط ثم هب من مكانه بتهديد قائلاً لها بغضب: بقى كده… طيب…. على العموم انتِ عارفه العقاب.

هنا شحب وجهها بشدة تحاول الهروب من أمامه، ورمقته بمزيد من التوتر والفزع قائلة برهبة: طب... طب سامحني المرادي يا خالد معلش.

ضيق عينيه بحنق شديد قائلاً بعصبية: مش هسامح علشان ترتاحي... وإيه كمان كلمة خالد دي اللي كل شوية تقوليهالي…. شكلك أخدتي عليه أوي.

جف حلق الصغيرة شاعرة بغصة قوية في حلقها من شدة تأثيره الواضح عليها... وهو يقف بالقرب منها قائلة بعفوية: أمال... أمال أقول إيه يا…. قاطعها بحده هذه المرة.

قائلاً بانفعال: قوليلي يا بشمهندس خالد…. وتاني مرة لو لقيتك بتقوليها تاني هيبقى حسابك معايا ساعتها مضاعف فاهمة.

هزت رأسها سريعاً بالموافقة من الخوف الذي يعتريها قائلة بطاعة: ماشي يا بشمهندس… حدق بها بضيق ثم اقترب منها أكثر منحنياً أمام وجهها عابس الملامح.

قائلاً بخبث: بس مش معنى كده إني مسامح وانك مش هتتعاقبي على عدم كتابتك للواجب…. يالا هاتي العصاية اللي خبتيها مني من يومين.

امتقع وجهها كثيراً وهي تتهرب من نظراته القاسية لها قائلة بكذب: مش... مش فاكرة أنا شيلتها فين….!!!

رواية قلوب قاسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن