اقتباس متقدم

424 10 8
                                    

أنا بحس وأنا معاها إني مش طبيعي.
هكذا تحدث خالد إلى صديقه وشريكه بالمكتب الهندسي الذي ابتسم بتلقائية.

مردداً بهدوء: إزاي يعني مش طبيعي... ابتلع ريقه بضيق من نفسه

قائلاً بجمود: معرفش ده اللي بحسه أو علشان أريحك أكتر، زي ما تقول كده بنسى إني مهندس وكده... وبحس.. وبحس...

قاطعه بضحك هذه المرة فهو شاعراً باستمتاع عظيم بهذه اللحظة الذي يتحدث بها عن نفسه وبهذه الصراحة التي لم تسبق من قبل.

مردداً باهتمام: ما تنطق يابني بتحس بإيه.

أشاح بصره بغيظ من ردت فعله المضحكة بعيداً عنه متحدثاً باقتضاب مختصر: بحس... إني مراهق.

إعتلت شفتيه اتساع ضحكته اكثر من قبل رغم صدمته حتى تحولت نظرات خالد إلى الغضب.

صمت الآخر في الحال متحدثاً بهدوء حذر: أنا آسف بس عادي يعني إنت ليه محسسني إن عندك مية سنة.

زفر بحنق قائلاً بحدة: انت ناسي فرق السن الكبير اللي مابينا أد إيه... ده غير إني مهندس وميلقش اللي بحسه ده.

دقق بصره عليه بدهشة ثم مط شفتيه باستلام: مش كبير للدرجادي إيه يعني عشر سنين فرق بينكم.

هز رأسه بالنفي قائلاً بحدة: لأ طبعاً كبير ومحبش أعيش دور مش دوري.

تنهد صديقه قائلاً بتفهم: خالد عيش حياتك عادي ليه تخلي شوية أوهام تسيطر عليك.

ضم قبضته بغضب مقترباً منه بقوة حتى ظن أنه سيلكمه بوجهه قائلاً بجمود: دي مش أوهام ده واقع بعيشه معاها في كل نظرة من نظرات بعض اللي شغالين معانا هنا وبالأخص في واحد هنا عينه عليها.

ذهل من تلك الكلمات الذي يعرفها لأول مرة، ضيق عيونه بترقب قائلاً بتساؤل: مين ده!!!

ألقت حبيبه بحقيبتها على الفراش بعدما أنهكها السفر طوال الطريق إلى الفندق.

فتحت باب الشرفة المطلة على البحر مبتسمة لأول مرة بعد ذلك الصراع الذي يحتل كيانها بتلك الأيام، تاركة الرياح تتلاعب بثيابها الفضفاضة وبنقابها التي ترتديه إلى الآن.

استندت إلى سور الشرفة تمتع عيونها بذلك الموج الذي يتخطى الشط، ثم يعود أدراجه من جديد إلى الداخل.

بمنظر متناغم مع طبيعته المعتادة، تذكرت حبها للبحر منذ أن كانت صغيرة حيث تترك قدميها داخل المياه على الشاطىء.

وبصحبتها شقيقتها الصغيرة ندى ومعهم عادل حيث كان طفل صغير هو الآخر، يلهو معهم وهم لا يلقون بالاً لما سيحدث معهم بالمستقبل.

قاطع ذكريات طفولتها طرقات على الباب، ابتسمت بسعادة عائدة إلى الداخل.

فخلعت عن وجهها النقاب ملقيةً به على حقيبتها قائلة بنبرة فرحة: ده أكيد عادل.

فتحت الباب سريعاً مستطردة بلهفة: تعالى يا عادل أنا مستنيا... لم تستطع أن تستكمل حديثها

حيث رأت وجه آخر شخص تود رؤيته بتلك اللحظة وإلتجم لسانها شاعره  سيغشى عليها هذه المرة ونبضات قلبها أخذت ترعبها.

هامسة بصدمة: هوا إنت...!!!


لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 29 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية قلوب قاسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن