آسفه جدا جدا على التأخير مستنيه رأيكم
رواية قلوب قاسية
الفصل الثالث:-
طرقت ندى بهدوء باب منزل خالتها بتردد... وهي تمسح دموعها على عجل خوفاً من رؤيتها هكذا... لم يُفتح لها الباب سريعاً كما توقعت.
فقررت الطرقات مرةً ثانية... فُتح بغتةً أمام وجهها ارتجف قلبها بقوة وعيونها المتسعة تتعلق بالشخص الواقف أمامها والتي لم تكن تتوقع أن تجده أمامها على الفور هكذا.
قائلة بذهول: خالد....!!!
تسمرت في مكانها دون حراك تطلع إليه.... بصدمةٍ كبيرة غير مصدقة أنه يقف أخيراً أمامها بعد فراق دام عدة سنوات.
عجزت عن تذكرها... مسترجعة في خيالها كل ماضيها معه منذ الصغر وإلى الآن.
تلك اللحظات التي تعجز عن التعبير عنها سوى بالصمت الثائر بداخلها...
أما خالد حدجها بنظراتٍ لا مبالية كعادته معها منذ نعومة أظفارها هامسة لنفسها بحزن:- ياه يا خالد نفس النظرة من سنين عُمرك ما هتتغير أبداً.
رمقها بنظراتٍ ساخرة هاتفاً بها بجمود: هتفضلي تبصيلي كده كتير ولا إيه إدخلي.
أغمضت عيونها للحظات تستمتع بنبرات صوته العذبة التي اشتاقت إليها كثيراً.
قائلة بتوتر: حا...حا..ضر.
أغلق الباب مشيراً إليها بيده بالدخول إلى غرفة المعيشةقائلاً بتهكم:- إدخلي جوه هتلاقيهم عند تيته... شردت به بهيام ولم تنتبه لكلماته، رغماً عنها فقلبها يرتجف كورقة شجر في مهب الريح في فصل الخريف.
زفر بضيق من ذلك الشرود التي مازالت تتحلى به إلى الآن.
مما جعله يردف بحنق: إنتِ لسه فيكِ الخصلة الزفت دي... ما تنتبهي لكلامي.
لمعت عيونها بالدموع في الحال إثر تنبيهها بهذه الطريقة المهينة لها ولمشاعرها... فهو كلما تحدث إليها يزيد من اهانتها كلما إلتقيا سوياً.
لم تقوى على الرد عليه... انسحبت من أمامه مهرولة صوب حجرة المعيشة.
استقبلتها خالتها ولم ترى بعد عبراتها الموجودة في مقلتيها قائلة بترحاب: أهلاً ندي إذيك يا حبيبتي...
أجابتها بخفوت: كويسة فين ماما، اندهشت منها مترقبة لمحياها الغاضب نوعاً ما... لمحت بعدها دخول خالد وراءها ففهمت بتلقائية لماذا تبدو غاضبة هكذا.
قائلة بهدوء مفتعل: مامتك جوه مع جدتك... ثم حدجت ولدها باستفهام... عبس وجهه قائلاً ببرود: في حاجه يا ماما.
زفرت بغيظ قائلة له بنفاذ صبر: مفيش... طالما مفيش فايدة في الكلام معاك.
ثم غادرته وهي تبدو أنها قد تأثرت بما تشعر به ندى... تهلل وجه منيرة عندما رأت ندى تدخل إليهم... تشير إليها بالجلوس بجوار جدتها.
![](https://img.wattpad.com/cover/247205106-288-k880139.jpg)