على سريرٍ أبيض وَأجهزةٍ تكابلت على جسدها الضعيف في محاولةٍ بائسةٍ لإنعاشه، كانت ما تزال في آخر دقائق وعيها قبل أن تبدأ العملية التي سيشرف عليها ذات الطبيب "المغرور." على حدّ وصفهم، وَكما يُلقبونه..
شعرت بجفنيها تثقل تدريجيًّا إثر المُخدّر ثم تلاه صوته وَهو ينحني لمستواها:
-تشهدي، فبعد هذا ليس ثمة شيءٌ عدى الموت.
فابتسمت بتعبٍ وسقطت دمعةٌ -حبستها طويلًا- مرورًا بجسر أنفها نحو المجهول كمصيرها، ثمّ أردفت بأنفاسٍ ثقيلةٍ رُسمت على جهاز التنفس:
-سأستيقظ وسأمشي بقدميّ أمامك إن شاء الله.
حديثها جعله يُقهقه بسخريةٍ ريثما يرمقها بتحدي:
-ستحتاجين معجزةً لتفعلي، ستحتاجين مُعجزةً للعيش.
_____
﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(106)﴾