قبلة كدمغة الذهب

568 31 14
                                    

وصلت العربة إلى القصر، و في ساحة القصر، نزلت السيدة الأنيقة من العربة و أشارت إلى آيزيه بأن تفعل، و سارتا عبر الساحة إلى أحد المباني الجانبية، و هناك تركت السيدة الانيقة آيزيه تنتظر أمام أحد الأبواب و غادرت، لم تدر آيزيه ما تفعل فظلت مكانها تنتظر، بعد مدة قصيرة فتح الباب من الداخل و أشارت إليها إحدى السيدات كان جليا أنها من الخدم باللحاق بها، و هكذا سارت بها السيدة نحو أحد الغرف، كان المبنى واسعا جدا وكثير الأبواب و الطوابق، السلالم الحلزونية التي تثير الغثيان، و بعد العديد من اللفات نحو أعلى و أسفل، يمين و شمال، استقر بهم الأمر أخيرا في غرفة مضاءة، بها سريرين، و لكن من الواضح أن السرير الثاني كان شاغرا.

_ستكون هذه غرفتك، أين لوازمك؟
_ماذا؟ هل يجب أن أستقر هنا؟
_هاه، كل من يعمل في القصر يقيم هنا، ألم يعلموك بذلك؟
_لا، بالواقع لقد وردني فورا خبر طلبي للعمل هنا، ونقلوني مباشرة
_كيف يعقل هذا؟ بأمر ممن؟
_لا أدري
_حسن، لم يحدث هذا مسبقا، لكن في القصر لك أن تتوقع كل شيء.
قطع طرق مفاجئ على الباب حديثهما ، ثم دخلت خادمة شابة ترتدي ملابسا كالتي ترتديها السيدة الأكبر سنا،
_لقد أحضر أحدهم هذه البقجة و طلب تسليمها للخادمة الجديدة.
_أجل، إنها لي شكرا ، إنه فستان لائق.
_لن تحتاج إليه - قالت السيدة الأكبر سنا- سترتدين ثيابا كالتي نرتديها جميعا ، ثياب خادمة في القصر.
كانت الخادمة الشابة تحمل أيضا لباسا أبيضا إن صح أن ندعوه فستانا، و سلمته إلى آيزيه.
_النظافة هنا أمر رئيس قالت السيدة الكبيرة و هي تنظر إلى بقع الوحل على ملابس آيزيه.
_معذرة، ولكن كيف أعتن بحصان إذا كنت أرتدي ملابس كهذه؟
_تعتنين بحصان ؟ قالت السيدة بصوت عال، ثم سرعان ما غلبها الضحك و مثلها فعلت الخادمة الشابة، بعد ضحك طويل هدئتا من روعهما.
_حسنٌ، لكن لم يسبق لسيدة و أن اشتغلت في رعاية الأحصنة ، لديهم رجال أشداء ، لابد وأنك أخطأت السمع.
_لكن لا أريد أن أعمل كخادمة
_ما العيب في العمل كخادمة ؟قالت الخادمة الشابة معترضة .
_لا عيب في ذلك ، لقد استقدموني لرعاية حصان الأميرة الجديد
_أوه يا إلهي، هل جيء بحصان آخر للقصر، قالت الخادمة الشابة بنفاذ صبر، نهرتها السيدة الأكبر سنا.
_إذن أنت ترافقين الحصان، لم يحدث هذا قبلا، لكن مع ذلك سيتعين عليك ارتداء هذه الملابس، كل الخدم في القصر وكل العمال يلتزمون بأزياء موحدة، ولك فيما بعد أن تعرضي مشكلتك على المسؤول عنك، أعتقد في هذه الحالة سيكون السيد وليام كبير العمال، هل أنت جائعة ؟
_أجل ، قالت آيزيه
_إذن غيري ملابسك وستنتظرك ماري لتقودك إلى المطبخ ،
وهكذا حصلت آيزيه على زي و طعام لذيذ، وبينما تتناول طعامها ، استدعيت إلى الاسطبلات، فتركت طعامها و غادرت على وجه السرعة، وهناك قابلت كبير العمال السيد وليام، وكان كهلا ضخم الجثة، قوي البنية، تفحصها بإمعان، وصمت طويلا ، قبل أن يقول أخيرا
_لم يحدث قبلا و أن كان لحصان يستقدم إلى القصر مرافق ، لم أصدق عندما قالوا إنها فوق ذلك فتاة، ولكنه حصان مميز ، رأيت البعض من فصيلته قبلا، وأعتقد أنك أتيت إلى هنا بطلب خاص، هل تعرفين أحدا مقربا من حاشية الملك؟ سأل السيد وليام هامسا .
_لا أدري سيدي ، حتى صباح اليوم لم أكن أعلم أني ذات يوم سأتخطى بوابة القصر ، بل وصرت الآن مرافقة لحصان لأول مرة أرى مثله.
_أوه حقا ؟ مسد السيد وليام لحيته الكثيفة في تعجب .
_أين الحصان على أية حال ؟
_في حجرته ، لقد خصص له شبه جناح خاص ، هل تصدقين ؟ لم يحدث أمر كهذا قبلا.
ثم أشار إليها بأن ترافقه ، فسارا معا ، و مروا ببعض العمال المنشغلين بأعمالهم بين تنظيف الحجرات ، و قيادة الأحصنة خارج الاسطبل و نحوه ، و توفير الطعام من حزم تبن و صناديق خضر بل و فاكهة ، تفاح ، إذن أحصنة القصر تتناول تفاحا طازجا فكرت آيزيه ، ثم فكرت أن تسأل ،

لا ظلال تحت شجرة التفاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن