إنه صباح يوم جديد ، استيقظت آيزيه و وجدت أن السعادة التي غمرتها منذ البارحة مازالت تتلبسها ، بقيت تبتسم لوحدها بينما ترتدي أسمالها البالية ليوم آخر في الحقل تحت شمسه الحارقة ، و حتى عندما لم تجد شيئا لتأكله و تذكرت أنها لم تمر بكوخ العمة ميريديث لتحضر بعض الطعام كما وعدت ، و حتى عندما اكتشفت أن خنازير جارها المزعج تتخذ من عتبة باباها ساحة لتمرغ نفسها بالوحل فيه .
هل أمطرت ؟ سألت آيزيه جارها المزعج الذي ينظف حضيرة الخنازير التي تقابل كوخها .
لا و لكن خنازيري الصغيرة تحب أن تلعب هنا تماما ، فبللت المكان لأجلها
أوه حقا ، قالت آيزيه مبتسمة ، و هي تعرف أنه يفعل ذلك دائما ، لأنه ببساطة يريدها أن تبيعه كوخها و الأرض الذي تحته ، و لكنها لن تفعل أبدا ، حتى لو بلل سريرها لخنازيره اللعينة .
ابتعدت آيزيه عنه بهدوء ، استغرب الجار ذلك ،
ماذا لا شجار لليوم؟ سمعته يحتج بينما تبتعد و لم تكلف نفسها عناء الرد .
سارت بين مختلف البيوت و الأكواخ ، روائح الطعام الشهي و روائح الروث و الخنازير القذرة و رائحة الخبز الساخن، كلها لم تميزها هذا الصباح ، لاشيء يتفوق على عطر الفتاة الأجنبية ، إنه أجمل عطر يشمه أحد من العامة أبدا ، كانت متيقنة من ذلك .
في الحقل كانت النسوة يتوافدن و يجتمعن لتبادل الأخبار و الاشاعات و الأحاديث اليومية ، مرت آيزيه بهن مباشرة نحو صف الأشجار المثمرة ، قطفت تفاحة مسحتها بباطن لباسها و التهمتها بينما تقطف ، القريبة تقطفها بيديها العاريتين و للحبات البعيدة تستعمل عودا معقوفا في آخره ، اعتادت ذلك .
بين مجموعة النسوة لمحت آيزيه العمة ميريديث ، حقا هل تتبادل العمة الثرثرة مع النسوة ؟ تساءلت آيزيه ، إنها لا تفعل ذلك عادة ، بل أحيانا عندما تصل إلى الحقل تجد العمة ميريديث قد انطلقت في عملها ، رغم أن كل النسوة التي كن ينطلقن بعدها كن يسبقنها إلا أنها كانت تجد في عملها ، ورغم ذلك إنها أول مرة تراها تشاركهن حديثهن ، و عندما انطلقت آيزيه في عملها ، سارت نحوها العمة ميريديث بثقلها المعتاد ، فكرت آيزيه و هي تلمحها أنه لابد و أن يكون أمر جلل ، يتعلق بشيء حدث البارحة ، يا ترى هل صافحتهن الأميرة ؟ أو أنهن جلن في القصر ؟
انتظرت مرورك البارحة ، ما الذي حدث ؟ تساءلت العمة ميريديث ،
في لمح البصر استرجعت آيزيه ما حدث البارحة ، و ارتسمت على وجهها ابتسامة لم تدركها ، و لكنها اختارت أن تبقي الأمر لها ، و قالت أنها تعبت جدا لدرجة أنها نامت دون أن يوقظها احساس الجوع ، لقد اعتقدت ذلك أيضا ، قال العمة ميريديث ، و أسهبت في الحديث ، إنك تنهكين نفسك كثيرا ، خذي الأمور بجد أقل ، وإلا فإنك ستستهلكين نفسك قريبا جدا بحيث سيكون جسدك عبأ عليك ، تماما كما يحدث معي ، بود أجابت آيزيه موافقة ،
أنت تقرأ
لا ظلال تحت شجرة التفاح
Romanceللبعض منا الحياة رحلة بحث عن الحب، قد نجوب شوارعا و مدنا و بلدانا بحثا عن صوره، في حين أن الحب قد اختارنا منذ زمن و لكن الحياة تبعثرنا عبر شوارعها و مدنها لأننا إن لم نقدر قيمة البحث عن الحب لن نقدر قيمة الوقوع فيه. قصة آيزيه و فيلانيل، قصة حب عاتٍ،...