لاشيء جديد
منذ مناقشة مشروع التخرج وكأن الحياة قد توقفت منذ ذاك لا جديد هنا، ولا هناك.
منذ أشهر وأنا سجينة المنزل كل يوم يشبه سابقه يكاد يكون هو ذاته لولا بعض التغييرات الطفيفة أمي تندب حظها الذي لم يمنحها من الأبناء غيري وأبي فرحٌ بي يراني والثريا سواءً في سماه
خالتي التي تشاركنا بيتها منذ أن قررت الحكومة إزالة منزلنا لأنه معرض للسقوط في أي لحظة
مازلنا ننتظر التعويض وهي تنتظر الفرج
والدي يخرج يومياً منذ الصباح إلى وقت نهاية الدوام الحكومي، ينتظر توقيعات على ورق يُفرج عن مستحقاتنا من الدولة الحبيبة، وهم كغيرهم سيمررونه بينهم كلٌ يشوطه للآخر مثله كمثل غيره من المواطنين الذين لم يملكوا حق الوساطة من أحد كبار البلد لتتم له إجراءاته، (لو كان يملك واسطة لما آل المنزل للسقوط من الأساس منذ متى تسقط منازل من لديهم واسطة؟) وأنا كغيري من أبناء وبنات جيلي تخرجت وتوسدت شهادتي ودراستي التي بدأت معلوماتها تتساقط من دماغي كما يتساقط الشعر من رأسي وربما أكثر بقليل
انتهت الدراسة وتسكرت الأبواب على حجتي التي لطالما تمسكت بها في وجه كل عريس تأتيني به أمي...
أكملتها ويجب عليّ الآن أن أقف في وجه قطار الزواج، الذي إما أن الحقه واما أن يدهسني
تُرى لماذا وصف الزواج بالقطار؟ لماذا لم يكن سيارة الزواج أو سفينة الزواج؟طائرة الزواج حصانه أو حتى حماره؟ هه حمار الزواج هذه
ترى أي حمار زواج سيدهسني فأنا قد اتخذت قرار أن أدهس في كل الأحوال. .
رويدااااااااا.. صاحت أمي بصوت هز أرجاء المنزل وأدرك الجيران أن أمي قد استيقضت
قالت والدك منذ ساعة ينتظرك في السيارة إن لم تجهزي حالاً سيذهب ويتركك فهو لن يفوت موعد ذهابه من اجل شخص كسول مثلك، هنا تسائلت خالتي أين ستذهب؟
إلى الجامعة لتسحب الإفادة، أضافت خالتي ماذا؟ للأن لم تستخرجها؟؟؟
أمي: ولمن ستترك النوم لمن ستترك فراشها لماذا ستستيقظ كباقي الفتيات على هذه الكرة الأرضية بنت عمتها سعاد قد ذهبت منذ شهرين واستخرجت إفادتها وتحصلت على عمل، تلك سعااااد يا حسرتي على حظك يا عبلة بنت واحده ولا تصلح إلا لنوم من بعمرها قد....
(قاطعت أمي لأكمل النشيد الصباحي) من بعمري لديهن أربعة أولاد وخمس بنات ويعملن بدوامين وصعدن للقمر وحضرن الذرة في مطابخهن
امي انجبتي بنت لا تصلح لشيء يااااا حظك
أتهزئين بي؟ آرأيتي يا حنان بنت واحده ولم أعرف تربيتها كله من والدك الذي دللك حتى أفسدك
ياأمي.... آسمعتي ياحنان؟؟ كيف ترفع صوتها على صوتي.. قالت خالتي مقاطعة ومن يستطيع يا عبلة، من ذا الذي يملك حنجرة تملك صوت يعلو على صوتك.. عبلة أختي الحبيبة سألتك بالله الجيران الجيران سترك الله.. الجيران كلهم عرفوا اني استضيف اختي وابنتها رويدا..
قاطعت خالتي وهي لم تنجب غيري وكيف شاء الله أن أكون بنت ولم أكن ولد وكيف أني لا أمارس حقي الطبيعي فالنوم واني أملك عمة اسمها سعاد التي بدورها لديها بنت من نفس عمري...
ضحكت خالتي ..فاستشاطت أمي غضباً، كله منك يا حنان أنت من يناصرها على فسادها هذا ..خرجت انا بتجاه والدي الذي كان ينتظرني منذ خمس دقائق وفق الزمن الطبيعي ومنذ ساعة وفقا لتوقيت امي....سامح الله الامهات وما يفعلنه بالزمن من جرائم ضحك ابي مستفسرا!!!! كم من الزمن أضافت هذه المرة ؟ ليس بالكثير خمس وخمسون دقيقة فقط...؟
قام أبي بتشغيل المذياع معلنا بذلك انطلاق رحلتنا بإتجاه الجامعة...
ليقول عاصي الحلاني مقاطعأ...
(وانا مارق مريت...جنب بواب البيت ...بيت الكانو سكاااانو..
ع بوابو دقيت..مافي حد لقيت.. ردو عليا حيطانُ...) كم أحب أغاني هذه الحقبة وهذه الأغنية على رأسهن..وكأن من بالمذياع أراد أن يعوضني قليلاً عن ما لاقيته في بداية نهاري...
أنت تقرأ
خير من ألف ميعاد
Romanceمررتُ بدارهم شوقاً إليها لعلي ألمحُ الأحباب فيها فما من نائمٍ في الدار يصحو ولا من زائرٍ يدنو إليها سألتُ الجارَ:ماالأخبار قل لي؟! فقال:الدارُ أبقى من ذويها أما تعلم بأن الناس تمضي وأن الدار تنعي ساكنيها؟! #شاكر الشمري