لغة الجسد

im mine , not yours

دهب الذين تحبهم دهبوا
فإما ان تكون او لا تكون

محمود درويش

**************

كان التعب يغلف جسدها .. تتمشى بتقل صاعدة درج غرفتها .. عقلها المنهك يفكر في النوم فقط .. الايام مرت بسرعة و الاحدات جرت بلا تخطيط منها .. شعرت حقا ان الايام الفائتة مضت ، لكن عليها .. و الان كانت كل من جسدها و روحها و عقلها يطالبها بان تلقي نفسها في عالم الضلام و الراحة ..عالم النوم المحبوب .. طرق على الباب اعاق طريقها ..تنهدت و بخطوات تقيلة رجعت أدراجها لتفتح الباب  ضنتا منه انه سيكون هو ، و من غيره يخرب راحتها في كل مرة .. فتحت الباب لكن ما ورائه كان اسوء من شبح الكوابيس نفسه  .. قالت بصوت غير مصدق

جيني

نعم كانت جيني الواقفة وراء الباب  جسد بلا روح .. حتى انها اعتقدت انها شبحها رجع للانتقام منها ..وجه ازرق اللون مغطى بالدماء .. ملابس ممزقة ملطخة بالتراب و الدماء .. بين يديها غطاء بني اللون تتتمسك به كاأنه سيحميها .. افاقت لينا من صدمتها للتقدم بسرعة اليها قائلة

يا الهي مالدي حدت لك ، هل انتي بخير .

لكن صوت صدح جعل لينا تشعر بقشعريرة في كل جسدها .. كان بكاء طفل صغير صادح من وسط الغطاء الملفوف حول يديها .. وجدتها بعينين باليتين و دموع بالية تعطيها الغطاء بين يديها .. مسكته منها بيدين مرتجفتين شاعرة بالحجم الصغير تم قالت بصوت بدا عليه الهلاك

صغيري امانة بين يديك لينا ، انا مت لكي يحيا فلا تقتلي صغيري ، كوني اما له بعدي فليس له من الدنيا غيرك

نفت لينا برأسها بهستيرية و هي تقول

لا مالدي تقولينه هل جننتي ، انتي امه انت من سيكون امانة عندك و اللعنة انت من ستربيه ..

وجدتها تبتسم بابتسامة جميلة جدا تم قالت

انا ، لقد فات علي الاوان .. سامحني لينا ، ارجوك سامحني . 

عقل لينا لم يكن يتفهم ما وقع ، هي حتى لا تستطيع التفريق بين الحلم و الحقيقة .. صوت البكاء المستمر و البرد ينفخ في وجوههم كان مزعجا .. فجأة وجه جيني تحول من الزروقة الى البياض .. لم يكن بياضا جميلا بل كان سيئا شاحبا .. على وجهها  زالت الابتسامة و عينيها مركزتان على خاصتها .. تم وجدتها تغمض عينيها و جسدها يستهوي بتقله الارض .. مسكت جسدها بسرعة قبل ان يسقط ارضا بيد واحدة و الاخرى لا زالت تحمل طفلها بين يديها .. نظرت الى وجهها تم قالت بعيون بدا الاسى يتجسد على محياهما