ظلَّت نايون تُثرثر في سيرتِه لشهرين مُتوالِيين، أحيانا يتملَّكُني الضَّجر مِن مُعاقرة ذات الموضوعِ مرارًا وتكرارًا، فأتغافَل عنها، وكلَّما تفطَّنت إلى شرودي، هزّت كتفي حريصةً أن أنتبِه لِما ترويه عليَّ مستخدمةً يديها.
بدا رجُلًا مشغولًا على الدَّوام، يغادر مُنذ الصَّباح الباكِر، ولا يعود حتَّى الغسق، وإن امتنَع عن العودة ليلًا، يقضي النَّهار بطوله في منزله، هناك بعض الشَّباب يتهافَتون عليه غالِبًا، وما تنتَهي زيارتهم إلَّا باصطِحابه معهم، مِن الجليّ أنَّ جميعهم ينتَمونَ إلى أُسرٍ مُخمليَّة، ذلِك ما تُفشي عنه هيئاتُهم الرَّاقيَة، وسيَّاراتُهم الفاخِرة.
لفرطِ ما راقبته نايون، صارت تحفظ جميع مواعيده، وقبل خروجه مِن آفاقِ بابِه، تتربّع أمامَ الشُّرفَة بحلَّة غاوِية، وتُلقي عليهِ التحيَّة مِثل أيَّة جارةٍ صالِحة، خاضَت حُفنةً مِن الأحاديث المُحرجَة معه، هُو مَن يُعدِمها، لأنَّه في عجلةٍ مِن أمرِه دائِمًا، على الأقلِّ تمكَّنت من استِلال اسمه!
ما انفكَّت تنهب مِنِّي وجباتي، وتبعث بي إلى منزلِه، حتَّى طفح كيلي، وجهَّزت له على هاتِفي خطابًا طويلا، يعفيني من الشَّقاء، حمَّلتُه في يدِي اليُمنى، وعلى الأخرى وازنت قالبًا تسكُنه فطيرةُ فَراوِلة، يوحي الدُّخان المُتصاعِد مِن قِممها بأنَّها طازجة، قرَعتُ جرسَ منزِله بحافَّة الخلويّ مُذ أنِّي محجوزةٌ بالكامِل، ووقفتُ أمامَ بابِه بانتِظار أن يفتَحه لي، حينَما اقتَحمت هيئَته المُتعجرِفة مجالَ بصرِي عرضتُ شاشَة الهاتِف على عينيه.
«هل أنتَ بليد أم حقًّا تظنُّ أنَّ هذه الهبات نابعةٌ عن حسن نيّة؟ بربِّك نحن في القَرن الحادي والعشرين! أمِّي معجبة بك، وهي تحاول لفت انتِباهك منذ فترة، فلتعرها شيئًا منه رجاءً، أو ضع حدًّا لهذه المهزَلة، لا يروقني دور الكيوبيد».
ما نلته في المُقابل كانَ ربتةً مشاكِسةً على رأسي وسُخريةً قرأتُها على شفتيه.
«أنت حقًّا ظريفَة».
استَعار الهاتِف منِّي، حيثُ مسَح مقالي الَّذي أنهى مهمَّته، ودوَّن عوضًا عنه كلامًا خفِي عنِّي، سرعان ما أحطت به علمًا.
أنت تقرأ
شهِيَّة| Chefs Kiss
Fanficكُنتَ قُنبلةَ جلجَلت عالمِي الصَّامت، ما خلتُ يومًا أنِّي قد أترشَّف نغمة دِفء، أو أُسامِر صَدى الاهتِمام، وها أنا ذا أصحو وأتمسَّى بترانيم الحُبّ. «أنتِ شهيَّة؛ Chefs kiss.» ● Byun Baekhyun ● Kim Minjeong بُعِثت بتاريخ: ٠٥ - ١٢ - ٢٠٢٠