حبيب أمِّي| ٠٣

5.6K 566 200
                                    

بانتهاء عُطلةِ الشِّتاء التَهمت الثَّانويَّة ما وهبته لي الحياةُ من وقت، إذ أوليتُها كامل انتِباهي، سُمح لي بارتِياد المَدرسة العاديَّة، مذ أنِّي طالبةٌ ناجِحة، لستُ الأولى ولكنَّ مراتبي لا يُستهانُ بها، بمَا أنِّي أنافس أُناسًا يتمتَّعون بكامل حو...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بانتهاء عُطلةِ الشِّتاء التَهمت الثَّانويَّة ما وهبته لي الحياةُ من وقت، إذ أوليتُها كامل انتِباهي، سُمح لي بارتِياد المَدرسة العاديَّة، مذ أنِّي طالبةٌ ناجِحة، لستُ الأولى ولكنَّ مراتبي لا يُستهانُ بها، بمَا أنِّي أنافس أُناسًا يتمتَّعون بكامل حواسهم.

توالَت الأيَّام برتابة، على الأقلِّ بالنِّسبة لي، فنايون كانت مُنشغلةً معَ قضيَّة إعجابها-الَّتي تظنُّها سريَّة- تبحَث عن طريقةٍ مناسبة لمُفاتَحته عن مشاعِرها الدَّفينَة دونَ أن تخسرَه ودَّه، خرَجا معًا في بضعة مواعيد غير رسميَّة خِلال الشَّهر المُنصرِم بحجَّة التسكُّع سويًّا، هل ما يزالان مُراهقين ليستَخدما هَذا المُصطَلح بعبثيَّة؟

أخبَرتني قبل أن أذهب إلى دوامِي أنَّها ستُقابِله مساءً، ومن المُحتمل ألَّا أجدها حينما أعود إلى المنزِل، وبالفعل كانَت الحجراتُ خاليةً من أيِّ أثرٍ لها، عدا الفوضى الَّتي خلَّفتها موجَة التأهُّب الَّتي سبقت الموعد في حُجرتِها.

طهوتُ كيسًا مِن النُّودلز إذ شفَط الإرهاقُ جميعَ أفكاري، ثُمَّ اعتَكفت بين جدران غرفتي الَّتي يطغى عليها الأزرق معَ زخَّات مِن البيَاض تُسجِّي خشَب أثاثِها، السَّرير، المَكتب، والخِزانَة، أذاكِر ما تلقنَّاه هذا اليوم، إلى أن دوهِم كتِفاي على حينِ غرَّة، لم تكُن سِوى نايون الَّتي أقامَت ملامِحُها للبَهجَة عُرسًا، بأهازيجَ صاخِبَة، قطَّبت حاجِبيّ عاجِزةً عن تكهُّنِ ما دهاها، وجاهَرت يداي بفُضولي.

«ما الَّذي حدث؟»

وثَبت مِثل الأطفال، في حينِ صوَّبتُ ثغرَها ببصري، علِمتُ أنَّ حماسَها سيُنسيها لُغتي.

«لقد طلب مواعَدتي، نحن نتواعَد».

ابتَسمت بتكلُّف، ليسَ لأنِّي قانطةٌ من خبرِ مواعدتِها للسيِّد بيكهيون، بل لأنِّي غيرُ مستعدّة بعد لمشاركة المنزل مع رجلٍ غريب، والتحوُّل إلى الطَّرف الدَّخيل.

«هنيئًا لك».

ما كانَت لديها أيَّة نية في إعتاقي إذ انتَشلتني مِن مكتَبي وجرَّتني نحوَ السَّرير، حيثُ قعدنا جنبًا إلى جنب، وشرعت تسرد عليَّ وقائع موعدهما بأنامِلها كأنِّي أهتمّ.

شهِيَّة| Chefs Kiss  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن