خريفُ الخيبة| ٠٥

5K 542 405
                                    

مُنذ أن جاهَرت برغبتي في البَقاء خارِج نِطاق العِشق الَّذي يشمُلهما مُنذ شهرين، انفكَّا عن توزيعِ دعواتٍ غبيَّة لي لحُضور أيٍّ مِن مواعيدِهما الغَراميَّة، لكنَّهما لم يتخلَّيا عنِّي خِلال الكريسماس، واحتِفال رأس السَّنة، اقتَنت لي نايون صُندوقًا م...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مُنذ أن جاهَرت برغبتي في البَقاء خارِج نِطاق العِشق الَّذي يشمُلهما مُنذ شهرين، انفكَّا عن توزيعِ دعواتٍ غبيَّة لي لحُضور أيٍّ مِن مواعيدِهما الغَراميَّة، لكنَّهما لم يتخلَّيا عنِّي خِلال الكريسماس، واحتِفال رأس السَّنة، اقتَنت لي نايون صُندوقًا مِن مساحيقِ التَّجميل، في حينِ جلبَ لي بيكهيون دُبًّا محشوًّا، كِدتُ أنتحِب لمَّا رأيتُه، كأنَّه يُخبرني أنِّي مُجرَّد طِفلةٍ بنَظره.

قلَّصت أمِّي مِن مساحَته ضِمن أحاديثنا، ومِن الواضِح أنَّها تلقَّت الموعِظَة مِنه، فهِي لا تُبالِي عادةً بأحاسيسي، الآن لا تذكُره أمامِي سِوى لتُفضفِض لي عن جَفائِه معَها، إذ ما تخطَّيا مرحَلة القُبلة بحجَّة أنَّه يُريد التروِّي، بالطَّبعِ هِي تُريدُ المَزيد!

سافَرت نايون إلى دايجون بعدَ أن ورَدها خبرُ انتِكاسِ والِدتها؛ هِي امرأةٌ عجوز تعيشُ بمُفردِها في قصرٍ وحيد، لا يُحيط بِها سِوى الخَدم، أخبرتني أنَّها قد تُطيل الغِياب هذِه المرَّة، ما استَطعت مُرافقَتها بسببِ مدرستي؛ العائِق الوحيدُ في حياتِي، وملاذِي الوحيد حالِيًّا، فلستُ مخوَّلة بالتخلُّف، مُذ أنِّي لا أمتلِك مَن ينوبُ عنِّي.

في ذاتِ الأمسِيَة، وجدتُ بيكهيون بمنزِلنا، حيثُ احتلَّ المَطبخ وحوَّله إلى فوضى ساكِنة، بدَا مرآه الخلفيُّ جذَّابًا، لاسِيما وسع ظهرِه البيِّن، بفضلِ القميصِ البسيطِ الَّتي يدثِّر جسَده. مكَثت أتأمَّله، آملةً أنَه لن يرصُدني ما لم أحدِث أيَّة ضجَّة، لكنَّه كان مُلِمًّا بوصولِي مُنذ البِدايَة، وتظاهَر بالانشِغال، إلى أن ضاقَ ذرعًا بسُكوني، واستَدارَ نحوي.

«ما الَّذي تنتَظرينَه لإلقاءِ التحيَّة عليّ؟ أم أنَّك غير سعيدةٍ برُؤيَتي؟»

اعتَصمت بحبليّ حقيبَتي، كي لا أتهاوَى في فجوتيه، ودنوتُ مِن منبتِه مُحافِظةً على ملامِح جامِدة، ذلِك أكثَر ما أجيدُه.

«لماذا أنتَ هُنا؟»

كُلَّما أُبصره أتذكَّر لقطات مِن قبلتِه الحميمَة معَ أمِّي، فيطفَح الألَم في فُؤادي. مسَح يداهُ المَبلولتان في المريلة الَّتي تُحيط بخصرِه مُفصِّلةً قوامَه، ثُمَّ استَخرج هاتِفه وخاطَبني.

شهِيَّة| Chefs Kiss  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن