اعتِرافات| ١٠

4.6K 517 232
                                    

ارتَضيتُ أن أُرافقِه إلى منزِله لسببٍ يجهله، ألا وهُو قضاءُ المزيد مِن الوقت معَه، لخوفي أنَّ عودَة أمِّي ستسلُبنا حريَّتنا تمامًا، ربَّما لأنِّي غير مُستعدَّة لافتِضاحِ خيانَتي لها مَع الرَّجل الَّذي مالَ إليه فُؤادي، وربَّما لأنِّي غير واثقةٍ با...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ارتَضيتُ أن أُرافقِه إلى منزِله لسببٍ يجهله، ألا وهُو قضاءُ المزيد مِن الوقت معَه، لخوفي أنَّ عودَة أمِّي ستسلُبنا حريَّتنا تمامًا، ربَّما لأنِّي غير مُستعدَّة لافتِضاحِ خيانَتي لها مَع الرَّجل الَّذي مالَ إليه فُؤادي، وربَّما لأنِّي غير واثقةٍ بانفِصالِه عنها، قد أُهمّش مرَّة أُخرى، ما إن يلمَح ظِلَّها في الأفق، فأدرِك بأنَّه استغلَّني لترميم صدوعٍ أحدَثها غِيابُها، ما يهمُّني في هذِه اللَّحظة هُو الحُصول على حبِّه حتَّى وإن كانَ يدَّعيه!

تشارَكنا في تَحضيرِ العَشاء، وكُلَّما ودَّ افتِتاحَ حديثٍ معِي استَخدم يداه، صارَ بارِعًا في لغةِ الإشارة خِلال ظرفٍ قِياسيّ، وذلِك أبهَرني. لقد استَغرقت نايون وقتًا طويلًا لتلقُّنِها، ما جعلَني في حيرةٍ مِن أمري، إمَّا أنَّه خارِق الذَّكاء أو أنَّها الغبيَّة. إن عجزتُ عن فهمِ إيحاءاتِه التجأ إلى الهاتِف وراسَلني كما تفعَل صديقَتي جوان غالِبًا، هِي سيِّئةٌ في الحِفظ وما بنيَّتِها الخَوضُ في مَعمعتي، يكفي أنَّنا نفهَم على بعضِنا مِن المَلامح الَّتي تعلو وجوهَنا.

أسكَتنا جوعَنا بأطباقَ دسمة شهيَّة، إضافة إلى التَّحلية الَّتي تطوَّعتُ لإعدادِها، عِندما يتَعاون الشِّيف المُخضرم بيكهيون والموهِبة الخِصبة مينجونغ، فالنَّتيجَة ستَكون عظيمَة طبعًا، وها نحنُ ذا متكدِّسان على الأريكَة في غُرفَة الجُلوس، إذ أبى السَّماح لي بالقُعودِ فُرادى، وحبَّذ طرحِي فوقَ صدرِه، لخفَّة وزنِي.

الخَجل يستَوطِن خدَّاي مُنذ ذلِك الحين، وقبلاتُه الخبيثَة ما أفسَحت لي أيّ مجالٍ لتنظيمِ وجدانِي، كُلَّما انبَلج جفنايَ أحلَّ ثغرُه عليَّ ليلًا ناعِسًا، حاوَلت الهرب مِرارًا وتكرارًا لكن عبثًا، فبعنادٍ تُقيِّدُني ذِراعاه، وتلحَمانني بِه، تجعلانِني أندَم على قرارٍ طائِش اتَّخذتُه في التحرُّك، شهِدتُ فيه ما يَكفي مِن الجرائِم الَّتي استَفحلت بينَ شوارِعه لأرضَى بالسّكون. خِبرتُه في البغاءِ بينَ حاناتِ الإناثِ وضَّاحَة، فلَمساتُه لا تعرِف الرويَّة، بل بثباتٍ تُفسدِ اتِّزانِي، ومِن بِئري استَخرجت شفَتاه دِلاءَ مِن القُبلات، فيما أوصَدتُ عينيّ، مُستسلمةً لأساطيله الطَّاغِيَة.

«أنت شهيَّة، chefs kiss.»

بتلكّؤ راقصَ الكلمات، فتخثرت حرارةُ انفاسِه حُمرةً على وجنتيّ. حينما لم أعثر على ردٍّ مناسب لكمت صدرَه. كانَ العَبث معَه فِكرةً سيِّئة، إذ كبَّل كِلتيّ يديّ وراءَ ظَهري، وغرِقَت شَفتاي في عينيه المُظلِمتين.

شهِيَّة| Chefs Kiss  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن