تاتيانا الهجينة النادرة

خيال ام حقيقة؟

🎋بسم الله الرحمن الرحيم 🎋

جاء الخريف وسقطت أوراقه وجاء الشتاء وتغنى بحلته البيضاء وجاء الربيع وزقزقة العصافير وفرح الصيف باشعته البراقة ودارت الأيام والشهور بدورة الفصول ليستلم الصيف ميعاده ويودع الربيع ذكرياته وبقيت تاتيانا ذكرى من الذكريات  تغير الكثير وتغيرت معه أحوال الجميع من القطيع لالفاهم الشجاع العادل البهي .

حزن أفراده على اللونا بعد أن اثلجت قلوبهم بلقياها إلا أن الحياة دائما ما تسلبنا كل عزيز   .انعزل الألفا الذي كان لا تمر دقائق إلا وهو يزورهم ويسأل عن حالهم واحتياجاتهم رغم حدته وجديته المعهودة  إلا أنه يساعد الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي رغم كل وحدته وطفولته الحزينة التي لم يعيشها واخذته المسؤولية عنها والآن أصبح قاسي بارد مكتئب وبائس بعد أن انطفئ نوره فهي كانت من انارت ظلمته لم يرى أحد منذ تلك الليلة المشؤومة اتخذ  غرفته كملجا له لم يسمح لأحد أن يدخل عليه حتى أخته التي بدورها حزنت عليها فقد احبتها كما فعل الجميع أعمال القطيع تحسنت من الأحسن إلى الأفضل اكتسح ماكس السوق وتربع  على اقتصاد الدولة وبهذا طور وأنشأ وقدم الكثير لقطيعه إلا أنهم لا يتمنون سوى رؤيته .يسير كافة أعماله من غرفته يسأل بيتاه عن أحوالهم وحاجاتهم ويطلب مايحتاجه كل هذا والباب يفصلهم لقد ياس من ايجادها جال كل بقاع الأرض بحثا عنها دون جدوى وكأن الأرض انشقت وبلعتها ولو لا القليل من الأمل يشعر به لكان فارق الحياة بحثا عنها في عالم الأموات فذئبه تخلى  عنه أصبح ضعيف لايقوى على الوقوف نجده جالس على الارض متكئ بظهره على طرف السرير شارد في الفراغ أو الأصح الصورة الكبيرة التي تستوطن الحائط لا يمل ولا يكل من تأملها   لحبيبته  وزوجته وبيده فستانها الذي كان آخر مارتدته قبل فستان زفافها  يشد عليه تارة وتارة أخرى يستنشق رائحته فهو مايخفف عليه فراقها أغلق قلبه على حبها أضحى قاسيا على نفسه يعاتب حاله لعدم حمايتها .

أما جدتها تعيسة حالها  رفضت عرض ماكس ببقائها فرجعت لبيتها  مع ماثيو الطفل المرح الذي تغيرت حاله وانطوى على نفسه واتخذ غرفة تاتيانا له يبكي على فراقها من قدمت له فرصة العيش سعيدا  و جدتها أرادت أن تبقى مع ذكرياتها التي تملئ أرجاء المنزل .
               
لقد حاولت الأخيرة برفقة جدها الآخر الذي حزن لإختفاء حفيدته ووزع اتباعه باحث عنها في كل مكان الا  انه قوبل بالفشل وهذا ماحصل عند محاولته رفقة جدتها بتعاويذ مختلفة للعثور عليها وكأنها خارج الكرة الأرضية وهذا بالفعل مكانها فالأمر أصبح عسيرا فياسا .
نتركهما ونذهب لنرى ماحدث لبطلتنا لحظة ظهور البوابة .

عند ظهور البوابة واليد التي أمسكت بها وادخلتها قسرا فصرخت صرخة مدوية فزعة اخافت  الطيور لتحلق بعيدا أما هي فوجدت نفسها تسقط أرضا من علو البوابة لتختفي الأخيرة فتقوم تاتيانا تشتمها "الا يمكنها أن تنخفض اكثر"لتضحك عليها ذئبتها فتنزعج فهي بحالة نفسية عكرة  لترد عليها إلا أن المنظر أمامها اسكتها