الرسالة الاولى.

2.1K 93 17
                                    

ماذا إن لم اكُن أنا ؟ لطالما فكرتُ كثيرًا ماذا إن لم تكن تِلك أنا، ثم أعود لأنظر إلى نفسي، وما أفعله، وأشدد على لومِها إن شعرتُ بإن هُناك لحظة ما كُنت بها ما لا أرضاه، ولكني ادركتُ إنني لا أعلم ماهية نفسي، ومن أنا، عزيزي إريك، إنني أكُتب إليك كُل يوم، وكأنك هُنا، أسئلك بين سطور الاوراق عن ما يُشغل عقلي، وينهش بالي كُل يوم قبل النوم، لا أستطيع التذكر مُخطط رسائلي فرُبما تِلك الكلمات تعدت حواجز الالآف في سطوري، ورُبما أكثر، وأكثر في صدري، لا أكترث إن كانت تنهش في قلبي كُل يوم، ولا أكترث بآلام قلبي التي تنهشني لانني فقدتك، إنني أكترث لشيء أعظم من ذلك كُله، أكترث لنفسي التي تغرق شيئـًا فشيئـًا في الظلام، أنت تعلم إنني أحُب الكتابة، ولكنني توقفت عنها مُنذ فترة، أتذكر قولك لي ذات مرة عندما كُنت خائفة، وتمسكت بك جيدًا أخبرتني "إننا يجب ان نتعلم كيف نترك الاشياء التي تغرق بها قلوبنا حتى لا نترك لها فُرصة لتجعلنا مُجرد اشلاء ضحايا تحطيمها" لرُبما أنا كُنت خوفك الذي تخشاه كُل ليلة ؟ لرُبما كُنت أنا أمانك ومصدر خوفك، لرُبما لذلك تركتني، عقلي لم يعُد يكفي أفكاري، أشعر وكأني أريد عقل جديد بمساحة ضعف عقلي الحالي، أستطيع الشعور بتزاحم الافكار في قلبي، وضيق صدري بالكلمات، لا أعلم لما أعذب قلبي كُل يوم، وأكتب لك على الرغم مِن أستحالة رجوعك، أعطي لنفسي آمالا في الصباح الباكر بأن كُل شيء سُصبح بخير، ولكني أخذل فأعود مُحملة بالخيبات، ولا أجد إنائك المُعتاد لأرمي به ما بجبعتي دون قلق، عزيزي إريك لقد طالت كلماتي، وضاق صدري بما به أكثر فأكثر، وكعادة خطاباتي إليك اتسائل إلى متى سيُخبرني عقلي بأستحالة وجودك مرة أخرى؟

طبقت تِلك الورقة ثُم تنهدت عِند تذكُرها يومها المُرهق غدًا، رُبما هي ستظل كذلك حتى مماتِها.

دِيسَمْبِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن