الحلقه الخامسه المخادعه
**************************كانت صوفي لا تزال مستيقظة قرابة منتصف الليل نهضت من الفراش، وارتدت معطفا حريريا قمحي اللون ناسب قميص نومها ، وسارت نحو الباب ،وخرجت متوجهه الى الشرفة بخطى بطيئه حتى لايشعر بها احد
كان هواء الليل باردا ،ومفعما برائحة طيبة، وسمعت صوت تلاطم الامواج على الصخور فشعرت بحنين مفاجئ لأن تكون قرب الشاطئ لتشعر برذاذ المياه المالحة على وجهها،واستدارت وعادت الى الغرفة وانتعلت حذاء خفيفا ،وفتحت باب غرفتها.كان البيت ساكنا، ولم يعكر صفوه سوى دقات الساعة ، ولم يكن اندرو قد عاد بعد ،لكنها لم تهتم للأمر لم تتوقعه ان يعود قبل الفجرهبطت الدرجات الحجرية نحو الباحة . بدت الحديقة غريبة ،وغير مألوفة في ضوء القمر، وتحولت الوان الزهور الى لون فضي اضفى عليها سحرا غير عادبه
كان الجو اكثر برودة على الرصيف ، لكنها رحبت به بعد النهار الحار. تلاطمت المياه على الصخور، ونثرت رذاذ ابيض لمع في ضوء القمر الذي اضفى تلك الليلة لونا فضيا ، انعكس على الصخور، وجعلها شعور العزلة تعود الى صعود الدرجات ثانيه،.وسمعت أصواتا من اعلى. لم يكن هناك ضجيج محرك ، لكن حفيف الدواليب القوي كان واضحا ثم سمعت صوت اغلاق باب سيارة. فظنت على الفور ان اندرو ربما يكون قد عاد
بسرعة اكثر مما توقعت . توقفت عن الصعود ، وابعد وجوده على الاقل شعور الخوف الذي انتابها قبلا . لم تعد تقوى على الصعود ،ومواجهته. قد يعتقد انها تراقبه ، ثم أي سبب معقول يمكنها ان تعطيه لتفسر وجودها على الرصيف في تلك الساعة من الليل؟! كلا،كان عليها ان تنتظر بضع دقائق، وتعطيه الوقت الكافي للذهاب الى غرفته قبل ان تتجاسر، وتدخل الى المنزل مرة اخرى. ارتعدت . اصبحت البرودة التي تلذذت بها ساعة. قارصة الآن ،وأحدثت أعصابها رعدة خاصة بها. فوجدت نفسها تتمنى لو انها لم تترك غرفتها الآمنة نسبيا حتى سريرها بدا أكثر جاذبية.
اخيرا ،عندما شعرت انها ترتجف من شدة البرد , صعدت الدرجات الحجرية بسرعة , محاولة ان تدفئ نفسها بعض الشئ. حتى انها شعرت بقدميها تتصلبان، ورؤوس اصابعها قد جمدت من الصقيع. كان المنزل مظلما ،وتنهدت تنهيدة ارتياح. عبرت الباحة ثم صعدت الدرجات المؤدية الى الشرفة . ،وادارت مقبض الباب بثقة ثم تراجعت الى الوراء مذعورة. كان الباب مقفلا من الداخل، ولم يكن في امكانها الدخول ثانية. عاد الذعر الذي انتابها سابقا بكل قوته ماذا تستطيع ان تفعل الان؟!كيف يمكنها الدخول من دون ان توقظ اهل البيت ؟! هدأت من روعها، وحاولت ان تراجع موقفها بهدوء. وبدا واضحا ان الأبواب كانت موصدة ،لكن قد تكون نافذة ما مفتوحة. عليها ان تتحرى الامر. سارت عبر الشرفة وحاولت بتفاؤل ان ترى اذا كانت الابواب مفتوحة، لكنها كانت مغلقة ايضا.
استدارت صوفي الى الناحية الاخرى،عابرة الباب المشبك ثانية وصعدت بضع درجات لتصل الى ابواب اخرى،. وتلك ايضا مغلقة ضغطت انفها بألم على الزجاج محاولة ان ترى الداخل.عرفت ان الغرفة كانت مكتب براندت ، وكادت ان تستدير، وتبتعد بيأس عندما أمسكت يد قوية بذراعها . أجفلت من الخوف ،وأدت تخيلاتها السابقة بها الى حالة من الهلع الهستيري ناضلت بعنف، ولكن الصوت كان اليفا، وطمأنها.
فارتخت اعصابها ، وارتخت كتفاها فنظرت الى وجه اندروا المكفهر الذي بدا عليه اللوم.
همست ،وهيا ترتجف:-
- انا....انا لقد حبستني في الخارج.
- حبستك في الخارج؟!
هز رأسه من دون ان يفهم ثم شعر ببرودتها تنسل عبر معطفها الى حيث قبض على ذراعها،ثم تمتم
بعنف:-
- ماذا تعتقدين انك تفعلين خارج المنزل في مثل هذا الوقت من الليل؟!
كان واضحا ان سؤاله لا اجابه له ،وسحبها معه ،وهو يخاطبها عبر الشرفة ،والباب المشبك،. وتوقف لحظة كي يقفله ثانية’ ثم سار بخطى ثابته عبر القاعه المظلمة ،والى الردهة ،. واغلق الباب وراءه، وتركها وذهب ليشعل مصباحا ، ثم استدار وقد اكتسى محياه الوسيم تعبير متجهم وسألها:-
- حسنا ؟ ماذا كنت تفعلين؟!
لملمت صوفي اطراف ردائها. ،وتمنت لو انه يتوقف عن النظر اليها بتلك الطريقة المحتقرة، وكأنها شئ غير مستساغ وجده على عتبة منزله. تنهدت بعمق، وقالت:-
- نزلت الى الرصيف..! لم استطع النوم ،ورغبت في السير. عندما...عندما عدت كان الباب مقفلا ،ولا بد انك انت حبستني خارجا.
- ولماذا انا؟!
- لماذا، لأن ....في الواقع. حيث انك الشخص الوحيد المستيقظ فلا بد ان تكون انت.
- اوه .حقا؟!
- في أي حال، كيف علمت ان الشخص الذي كان خارجا هو انا؟!
رفع اندروا كتفيه ثم ارخاها بحركة عفوية:-
- لم اعلم، ولكن عندما يسمع أحد شخصا ما يحاول
فتح جميع الابواب، والنوافذ يستنتج ان ذلك الشخص يحاول الدخول . انك لا تصلحين لمهمات سرية . فأنت تحدثين الكثير من الجلبة.
- اوه شكرا لك. لأنك ادخلتني المنزل ،اعتقد انه من الافضل ان اذهب الى غرفتي ،وانام الآن.
- انك ترتعدين من البرد، وانت في حاجة الى ما يدفئك، والا ستصابين بالنزلة الصدرية.
- اوه. لا، حقا سأكون على مايرام عندما انام.
- ولكني اصر.
أعطاها شرابا، وراقبها وهي ترشفه. كانت تضع يدا على ياقة ردائها وتمسك بالكأس باليد الاخرى. فشعرت بضعف تجاهه ، وتمنت لو انه يذهب ،ويجهز لنفسه كأسا. لو يفعل شيئا ما عوضا من الوقوف امامها . جاء صوته ليقطع حبل تفكيرها:-
- هل تشعرين بتحسن الان؟!
- اوه. ...اجل , شكرا لك ،اني آسفة لانني ازعجتك.
ضاقت عينا اندروا:-
- يجب ان تخبري الناس عندما تنوين الخروج للتنزه في منتصف الليل. لربما لم اكن هنا لأدعك تدخلين، او كان من المحتمل ان تتعرضي لحادث.
- ماذا تعني؟!
- ان تلك الدرجات قد تكون خطرة خصوصا في الليل. كان من الممكن ان تقعي او تلوي كاحلك ،وعندها ماذا كنت ستفعلين؟!
- لا ادري، وناولته كأس شرابها قائلة، لا اريد المزيد شكرا.
- انهي الكأس!
- كلا. انا...انا لا أحبه كثيرا.
- ليس القصد ان تحبي طعمه هذا دواء، وانت تعلمين ماذا يقولون عن الادوية.؟!!
اخذت صوفي نفسا مرتجفا وقالت:-
- لا استطيع ان اشرب المزيد منه.
نظر اليها بأمعان، وركز بصره على وجهها، وشفتيها.
،وقال لها:-
- اخبريني اليس هناك شاب متشوق الى عودتك الى لندن؟!
خطت صوفي خطوة الى الوراء وقالت:-
- انا . لا اعتقد ان هذا من شأنك.
عبر اندرو ا المسافة التي فصلت بينهما بتأن وقح قائلا:-
لكنني مهتم.
قال لها ذلك ،وعيناه العسليتان تلمعان بشكل مثير. خطت صوفي خطوة اخرى الى الوراء ،ونظرت حولها بيأس كي تضع الكأس في مكان ما.
،واعترضت قائله بغضب:-
- انه من السخف ان نتحدث بمثل هذه الأمر في الساعة الاولى بعد منتصف الليل.
- اذن اجيبي على سؤالي.
خطت صوفي مرة اخرى الى الوراء ،واصطدمت بمقعد قريب من الباب ،وقالت ترجوه:
أرجوك توقف عن أيذائي ، واسمح لي ان اذهب للنوم!
- انا لا احاول ايذاءك.
توقف اندروا ، ولم يكن يفصل بينهما الا بضع سنتمترات.
،وبتمهل مد يده ،وجذب خصلة من شعرها بقوة:
- اريد ان اعلم. اخبرني والدي انك وافقت على البقاء هنا لمدة اسبوعين آخرين، واريد ان اعلم السبب.
حاولت صوفي ان تهدئ تتفسها المتسارع:-
- حسنا. حسنا. يجب ان تعرف لماذا سأبقى . لقد احببت ، براندت ،وجان ، واحببت الأقامة هنا.
خفض نظره ،وبدا انتباهه مركزا على اصابعها التي امسكت بعنق ردائها. علق بصوت أجش:-
- الاحظ ان اسمي مشبوه بسبب غيابه من مجموعه الناس الذين تحبين.
ارتعشت صوفي:-
- انا لم اعتقد انك تأبه للأمر.
حاولت ان تبدو غير مهتمة ثم تابعت:-
- يبدو ان هناك اناسا يشعرون بأكثر من ميل نحوك.
فتح عينيه قليلا ،ونظر اليها بأمعان:-
- وكيف تعلمين ذلك ؟! قد اكون غير محبوب الى درجة ملحوظة.
- اشك في ذلك , ونظرت صوفي بعيد عنه, أوه أرجوك , دعني اذهب.
تمعن فيها ،وعلت وجهه انفعالات الانزعاج:
- انت لا تنفعين كمتواطئة، اليس كذلك ؟!!
نظرت اليه بسرعة:-
- لا ادري ماذا تقصد.؟!!
- لا تدرين ،وشعرت بالخوف فطمأنها قائلا،استرخي ،لن اؤذيك.
- دعني....دعني اذهب.
- واذا لم ادعك ،ماذا تفعلين ؟! تصرخين للنجدة؟!
- أرجوك.
وصلت صوفي الى درجة أصبحت معها مستعدة لأن ترجوه.
- اني متعبه.، وأريد ان انام.
عندها اقترب....،.وشعرت بأنقباض أنفاسها، وعجبت كيف انها لا تزال متماسكة الذهن.
- قلت لك.لن اؤذيك.
- اندروا ...
تهدج صوتها، ونظر الى عينيها وشعرت به يجذبها نحوه ،وأرادت ان تقاوم لكنها لم تستطع . وفجأة تكسرت الكأس التي لاتزال بيدها، وهوت على الارض وتيقظت ،والتقطت انفاسها ، وحاولت ان تفلت منه لكنها لم تتمكن وما ان تراخت حتى وضع يديه خلف ظهره وأزاح ذراعيها عنه محاولا ابعادها عنه قائلا:-
- لا. ياألهي. لا.
وهزها بعنف، وتخضبت وجنتاها خجلا ،وبأصابع مرتجفة لملمت أطراف ردائها:-
- الوقت تأخر قليلا لتفعلي هذااليس كذلك ؟!
سألها, بفظاظة ،واستدار بعيدا وظهر عليه الأحتقار.
- يا الهي . فقط اغربي عن وجهي
لبرهة لم تستطع ان تتحرك لكنها تحاملت على نفسها وكادت ان تغادر
![](https://img.wattpad.com/cover/251050924-288-k768658.jpg)
أنت تقرأ
المخادعه مترجمه
Romance"المخادعه المقدمه" **************** الصدفة تلعب دورا هاما في الحياة الانسان أشلى لا تخلو حياتها من الدهاء ،والخبث طلبت من صديقتها واعدةإياها بدفع المبالغ المترتبة لمدرسة الرقص في حال قيامها برحلة بدلا منها لزيارة جدها الذي لا يعرفها صوفي قبلت ال...