"عِندمَا تُبْصِرِينَ عَيّنَاي، ستُدرِكِين أَنّ الظَلَامِ لَيْسَ فِي الْلَيّلِ فَقَط.. رِيَا." نَطَقْ بِنَبْرَتهُ العَمِيقة بَعد أن إقتَربَ مِنِي خُطوَتيّن يَفركُ مُقدمةِ سِيجَارَتُه المُحْتَرِقَة فِي الحَائطِ الذِي يَقعُ خَلفِي. "عِنْدَمَا أَنْظُرُ إلَيّكَ أَرَي المُسْتَقْبلُ المُظْلِم الذِي يَنْتَظِرُكَ!" رَددتُ عَلَيّهِ بِنَبْرَة جَامِدة، لَمْ يَكُن هُوَ نَفسُه .. أشْعُرُ بِعدمِ الإرتِيَاح حَوّلُه الأَن، الهَالَة، العَيّنَان، النَبْرَة و الصَوتُ، طَرِيقةِ التَحدثُ، حَتَي شكليًا و جِسميًا .. لَم يَكن الشَخصُ الذِي عَهدتُ. لَمْ أُدركُ بأنْ خَمْسُ سَنَوَاتٌ كَانَتْ أكْثَرُ مِن كَافِيّة لتَغِيِير شخصٌ مَا تمَامًا كَما لَو لَم يَكُن. . . . الثانوية، حيثُ المَرَاهَقة، التَهوّر، الإنفِعَال، تدَفُقُ الأدرينَالِين، مشاعرٌ فائضَة و جيّاشَة بِشتَي أنْوَاعِها، الرَغبّة فِي التَألقُ أو الإنْحِدَار... هُناكَ طرِيقَيّنِ فَقَط كَمخرجٌ مِنها، إمَّا الإشرَاق و النَجَاح و الرِضَا، أوّ الإخفَاق و الفَشَل و النَدَم. و كِلاهُما يُؤدِيَان إليٰ طريقٌ واحد.. المُستقبل .. بِنَوعيّه، إمَا الضِيَاء أو الظَلَام. ـــــــ "جمِيع الحُقوق المَحفوظة تَعود لِي©.