القصة الحادي عشر : سر التعلق
_منذ أن وعيت على الدنيا ، وأنا لا أعلم سر تعلقي بسيدة النساء فاطمة الزهراء "عليها
الصلاة والسلام" ،كلما نطق أحدهم أسمها يهتز قلبي ... علما أني كنت لا أعلم الكثير
حول قصتها ، كنت صغيرة في السن ،كل ما كنت أعلمه أنها أبنت رسول الله "صلى الله
عليه واله وسلم " وأنها ماتت شهيدة ، لكن كيف ؟ لم أكن اعلم وبعد أن انتبهت إلى شدة
تعلقي بها ، صرت أتساءل وابحث عن قصتها لاعرف كل ما يخصها ، وبعد أن حكت لي
والدتي حكايتها و كيف غادرت دنيانا مظلومة شهيدة من أجل الحق ، وكيف أنها تحملت
كسر الضلع وإسقاط الجنين مقابل الحفاظ على الستر والحجاب، تأثرت كثيرا ، و أزداد
ارتباطي بها ، إلى أن صرت أخط اسمها على أوراقي ودفاتري المدرسية وكتبي ، مما
يبعث في قلبي الطمأنينة طيلة ساعات الدوام .
صارت أقرب إلى روحي من الام الحنون ، أحدثها بصمت ، أخبرها بأنها أمي الأولى
الاحب إلى قلبي من أمي التي ولدتني ... صرت أشعر بأنها ترعاني وألطافها لا تفارقني ،
كأني أبنتها المدللة .. كلما صليت صالة الاستغاثة بالبتول أجزم بقضاء حاجتي ، فكم من
مرة أغاثتني وانتشلتني من الشدائد ، ((يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني)) صارت من أورادي
التي افتتح بها يومي و كذلك به اختتم يومي ، لتغيثني من كل ما لا يرضى الله
، وتغيثني
من الوقوع في الزلل و الخطأ ، وتغيثني من التقرب إلى الأشخاص الغارقين في فتن الدنيا
..الخ . تعلقت بها إلى( أن صرت لا أشتري غير عطر يسمى فاطمة) قالدتي باسم فاطمة
أحب أن أملك يجمل أسم فاطمة ، وضعت لوحة باسم (( فاطمة)) على مرآة غرفتي ، حتى
أنظر إلى أسمها ، هل سترضى علي أن خرجت بهذه الهيئة أم لا ؟.
كنت أستمع القصائد التي تنعى مصابها و ابكي بشدة ، وخصوصا حين أستمع إلى نعي
السيد جاسم الطويرجاوي والشيخ عبد الحميد المهاجري ، كانوا كثيرا ما يذكرونها في
مجالسهم ، مما جعلني أهتم لسماع محاضراتهم( . في أحد الأيام رأيتها في منامي ، تقف
في طريقي المؤدي إلى مدرستي ، تقف منحنية الضلع وتتكئ على جدار وتسلم علي كلما
مررت في ذلك الطريق . ومنذ أن رأيتها في المنام صرت كلما أمر في الطريق الذي
رأيتها تقف فيه في منامي ، أتذكرها وأقول بصوت خافت : (( السلام عليك سيدتي
ومولاتي يا فاطمة الزهراء )) . بعد أن كبرت قليلا ، صرت أكتب قصائد مديح و رثاء في
حقها ، أعبر بها عن حبي المكنون لها ، أبين كيف أنها سكت شغاف قلبي .
وفي أحد الأيام دار نقاش بمحضري بين أثنين ، أحدهما ينكر كسر ضلعها و الأخر يدافع
عنها و يبين مظلوميتها ، حينها تأذيت كثيرا .. لم أكن أصدق أن هناك من ينكر
مظلوميتها ، وفي اليوم ذاته رأيتها في منامي وخلفها تقف أبنتها الحوراء زينب"عليهن أفضل الصلاة والسلام " كانت السيدة الزهراء "عليها السلام" تحمل قلما وسجال
وكأنها تدون أسماء ، و بهذه الأثناء سمعت صوت شخص ينكر كسر ضلعها فتوقفت عن
الكتابة وتركت القلم و وضعت يدها على ضلعها ، وكأنها تتذكر ألم الضلع عند سماع صوت
ذلك الشخص ، وتكرر المشهد ذاته في نفس المنام.
حين استيقظت من ذلك المنام بكيت كثيرا ، و أزداد حزني عليها ، ذلك المنام أسكن جمرةُ
في سويداء قلبي
صرت أستشعر وجودها بقربي دائما ، كأنها تنظر إلي .... وبسبب ذلك الشعور كنت أحاول
أن أعمل كل ما يرضيها ويسعد قلبها الحزين . لم أجد ما يسعدها أكثر من التزامي بالحجاب
والعباءة ، والدفاع عن الحق ونصرة أمام الزمان ، حيث أنها فاض دمها الزكي لأجلها .
إضافة إلى الالتزام بالصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلما رأيت فعلا
مشينا من بعض الطالبات في المدرسة .
حينها كنت اشعر أني أدخلت البهجة على قلبها الشريف .
و أرجو أن أكون من حاملات رايتها ، ومن الطالبين بثأرها مع أمام منصور من آل بيت
محمد (( عليهم أفضل الصلاة والسلام)) ، دائما ما أرجو من الله أن أخرج من هذه الدنيا شهيدة
لأجل مولاتي فاطمة "عليها السلام" فأحشر معها وتقول :"أبنتي استشهدت من أجلي".
أنت تقرأ
قصص الالتقاء بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
Nouvellesقصص حقيقية لاشخاص تشرفوا بلقاء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام