رماد أبيض
في احدى ايام الخريف من عام ١٩٩٧ حيث الجو المعتدل و الجميل ونسيم الهواء الدافئ العليل والاوراق المتساقطة تحت الاشجار والمتناثرة في كل مكان تذروها الرياح لتملئ شوارع بغداد بها لتصبح بغداد باللون الممزوج بين الاحمر والاصفر وسواد الشوراع فيصبح المنظر لوحة فنية لخريف بغداد ترسم احلامنا كأنها اوراق متساقطة ولكنها لا تزال جميلة حتى بعد سقوطها ترسم الامل بعد اليأس حتى لو كانت ذابلة لأنها جميلة بكل حالاتها لأنها بغداد فبدت اكثر جمالا وهي مزينة بأوراق الخريف ....
كان هناك ابوان ينتظران قدوم مولود لهم كان اول مولود .وكان الابوان ينتظران هذه السعادة منذ 7 سنوات وشغفهم لقدومه اكثر مما نتخيل..في تمام الساعة السابعة صباحا من صباح يووم ٢٥ أكتوبر استيقظت الأم من النوم ولم تكن قد مضت ايام كثيرة على دخولها بالشهر التاسع فكانت تشعر ببعض الآلام في بطنها تشبه آلام الولادة اخبرت زوجها بأنها تشعر ببعض الالم في بطنها فقال لها بفرح كبير هل حان موعد قدوم الطفل
ردت الزوجة لااعلم ربما فأنا اشعر ببعض الآلام ...لنذهب الى المستشفى ونعرف فأخذها زوجها الى المستشفى وفي الطريق زادت الآلآم كثيرا وعندما وصلوا الى المستشفى وضعوها على كرسي متحرك وادخلوها مباشرة الى صالة الولادة وبقي الاب في الانتظار متحمسا وخائفا وفرحا في نفس الوقت.. بعد دقائق من دخولها الى صالة الولادة ولدت الطفلة كانت طفلة جميلة جدا ..لكنها لم تبكي عندما ولدت فأي طفل عندما يولد يبدأ بالبكاء ولكن هذه الطفلة لم تبكي فكانت الام خائفة جدا و تبكي وتقول ((ابنتي....ابنتي مابها ايتها الطبيبة لماذا لا اسمع صوتها مالذي حدث لأبنتي اخبريني ارجوك)) كانت تقول ذلك وهي تبكي بحرقة خائفة ان تخسر الفرحة التي انتظرتها طويلا قالت لها الطبيبة انتظري قليلا واهدئي .... وبعد ثواني سمعت الام صراخ طفلتها وهي تبكي فانقبض قلبها من شدة الفرح وقالت ابنتي اعطوني ابنتي والدموع تسيل من عينيها فحضنت طفلتها وشمت رائحتها وقالت الحمدلله الذي لم يحرمني منك يا ابتني الجميلة الحمد لله وهي تبكي . كان الاب ينتظر خارجا وهو يسير يمينا وشمالا ودقيقة يجلس ويرجع ليقف مجددا كان متوترا ومتحمسا لقدوم ابنته وقد مضى زمن منذ دخول زوجته صالة الولادة ولم يسمع صوت الطفل حتى الآن وفجأة سمع الاب صوت الطفلة تبكي بدأ هو بالبكاء ايضا من فرط سعادته وهو يردد الحمدلله على نعمتك يارب كانت سعادة الابوين لاتوصف سعادة ممزوجة بدموع الفرح . كانت فرحة كبيرة لهؤلاء الزوجين . فعندما ولدت الطفلة أخرجتهم من ظلمة الوحدة والوحشة الى نور المؤانسة حيث رجعت الحياة لدى هؤلاء الزوجين. و عند رجعوهم من المستشفى اقاموا وليمة كبيرة وعزموا فيها الكثير من الناس من في المنطقة التي يسكنون فيها بمناسبة ولادة ابنتهم التي انتظروها طويلا. كانت الام تريد تسميتها حياة..اما والدها فكان يريد تسميتها(( امل او نور)) جميع الاسماء الثلاثة كانت بمثابة حياة جديدة لدى الوالدين عند قدومها...كانت حياة طفلة جميلة جدا واجمل مافيها عينيها كانتا جميلتان وواسعتان جدا . كبرت حياة تحت دلال والديها لانها كانت البنت الوحيدة كانت تحصل على كل ما تطلب ..كانت حياة مرحة جدا ونشيطة لاتحب ان تبقى خاملة تريد ان تكون صاحبة رأي وتترأس كل شيء منذ بداية طفولتها..
أنت تقرأ
رماد أبيض
Romanceرواية رماد أبيض للكاتب كرار الحمداني تدور أحداث هذه الروايه عن فتاه عاشت يتيمة منذ صغر سنها وواجهة ظلم وقساوة الحياة لها... تركت كل شيء من أجل الحرية والعدالة ونادت بأمها اقرأ وستعرف أكثر