بارت 11

5 1 1
                                    

آمال تروي

بعد ان تم الاعلان عن ثورة 25 اكتوبر وكان مصادفا لعيد ميلاد حياة قررنا انا وحياة الخروج مع المتظاهرين نريد الحصول على وطن تسوده الكرامة والامن والاستقرار وطن تكون جميع ثرواته لاهله وليس للاحزاب والمليشيات..كان طمعهم في ثروات وطننا كطمع آل اميه في نهب معسكر الحسين عليه السلام حتى انهم نهبوا ثيابه...عاد بهم الزمان لينهبوا ارض الحسين ابن علي عليه السلام..
احتفلنا انا وحياة ليلة 25 اكتوبر بعيد ميلاد حياة وذهبنا لننام للخروج صباحا الى المظاهرات..
في صباح 25 اكتوبر كان الجو مختلفا لاول مرة استيقظ وانا متحمسة بعدها ايقضت حياة وغيرنا ملابسنا وذهبنا الى ساحة التظاهر...احتفلت حياة بعيد ميلادها الثاني والعشرون بين اصوات الهتافات الثورية هيهات منا الذلة وبين دخان القنابل المسيلة للدموع..بين صراخ الناس سقط شهيد هنا وبين آخر يصرخ اصيب جريح هناك
وفي وسط هذه الزحمة والصراخ والهتافات ضد الظلم التقينا انا وحياة ((بــ زمرد)) زمرد هذه البنت التي اخذنا والدها عندما وجدنا تحت الجسر والمطر بلل ملابسنا كانت قد دخلت المعهد التقني الطبي وتخرجت منه..
آمال : زمرد.. زمرد
زمرد: نعم..
آمال : هل تذكرينني
زمرد: كلا..من تكونين
آمال : انا آمال وهذه اختي حياة..ذات مرة اخذنا اباك من تحت الجسر الى منزلكم
زمرد : اهاا تذكرت  آمال..كيف حالك
آمال : الحمد لله
دار حوار بيننا وبعد ان انتهينا قررنا ان نعمل فريق نحن الثلاثة ونقوم باسعاف المصابين..اخذنا نتنقل بين الناس وبين دخان القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية..كنت انا خائفة على حياة كانت متحمسة جدا ولن تتراجع حتى من صوت القنابل..صرخت لها باعلى صوتي ((حياة..اعتني بنفسك))
في ضلمة الدخان وفزع الناس عندما يصاب احدهم مشهد يشعرك بالقشعريرة.. شجاعة لاتوصف
ونحن بين اسعاف هذا وذاك  ضيعنا بعضنا..كنا انا وزمرد معا لكن حياة لم نعثر عليها..بقينا نصرخ (( حياة حياة : اين انتي)) بعد ذلك ونحن نبحث عن حياة رأيت بعيني احد الشباب قد اصابته قنبلة مسيلة للدموع  في عينه رماها احد قوات الشغب ..سقط على  الارض ركضت باتجاهه واخبرت زمرد ان تبحث  عن حياة.. حاولت ان ارفع القنبلة من عينه لكنني لم استطع..
كان منظرا صعبا ومؤلما كيف دخلت في عينه والغاز يخرج منها وهو يصرخ ((انا الشهيد التالي)) حاولت انا وبعض المسعفين اخراج القنبلة لكن لم نسطتع..
حمله اصدقائه الى المستشفى لكن لا اعتقد انه سيعيش .....كان موقف صعب جدا لأنه كان فاقد الوعي  بعد بضع دقائق جاءت حياة و بدأت تصرخ تعالوا إلى هنا..احدهم اصيب جاء اصحاب التكتك وحملوا الشاب ونقلوه للمستشفى..بعدها اخبرت حياة ان زمرد ذهبت للبحث عنها لنبقى وننتظرها حتى تعود..انتظرنا قليلا ونحن نشاهد قسوة قوات الشغب مع المتظاهرين..وكأنهم ليس شعبهم ويفرحون عندما يقتلون واحدا من ابناء شعبهم فرحتهم كان مقرفة تشعرك بالاشمئزاز وكأن لا ضمير لهم ...
بقي بعض المسعفين الشباب يعالجون الذي يصاب هذا من اصابته القنبلة وهذا من اصابتة الرصاصة وهذا من سقط جراء الغاز الخانق...
بعد ذلك جاءت زمرد وقالت
زمرد: حياة
حياة : نعم
زمرد : الحمد لله انك هنا وبخير..بحثت عنك في كل مكان ولم اجدك
حياة : وصلت هنا قبل قليل

رماد أبيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن