بارت ١٣

7 1 3
                                    

..
آمال تروي

كنت خائفة على حياة كثيرا كنت اشعر اني سأخسرها وحلمها كان مخيفا رغم انه جميل ... كانت حياة متعبة وارادت النوم فقلت لها ان تنام وان لا تتعب نفسها نامت حياة وذهبنا انا وزمرد لننام ايضا
في الصباح استقيظنا على صوت ركض الممرضات الى غرفة حياة  نهضنا انا وزمرد  بسرعة الى حياة وانا خائفة ومرعوبة  وقلت ماذا حصل مابها اختي
بعدها قالت لي الممرضة
البقاء في حياتك وإنا لله وانا إليه راجعون
صرخت وبدأت بالبكاء اقتربت من حياة  وضعت خدي على خد حياة وصرخت باعلى صوتي...((حياة....))

زمرد تروي

صرخت آمال وبكت كثيرا قامت بمعناقتها وبدأت بالصراخ  ارجوك استيقظي ....ارجوك قلتي انك لن ترحلي اذا لماذا رحلتي  ...لماذا تركتني ...حياة استيقظي ارجوك ....هيا انهضي انا بأنتظارك..لا استطيع  فعل شيء من دونك ... وانتي الم تعدينني ان تكوني طبيبة  وستساعدين الفقراء وتعالجينهم  مجانا..هيا انهضي  لتكملي دراستك....هيا ))
عندها جاء الممرضات ورفعن آمال عن جثة حياة كانت آمال متأثرة وتبكي بحرقة وهي جالسة على الارض  جئت  أنا وعانقتها وبدأنا بالبكاء كلينا .....
بعدها اخذنا جثة حياة  الى المغتسل وقمنا  بتغسيل الجثة ذهبنا بها الى ساحة التحرير وعملنا لها تشيعا كانت آمال تصرخ((حياة هذه ساحة التحرير وهذا صفاء السراي..هذا عمر سعدون..وهذا فلان وهذا فلان..انا اعدك ياحبيبتي بأني  سأكمل  ماكنت تتمنينه اما الموت او الحصول على الحرية))كان جميع من في الساحة  يبكون لكلمات آمال
بعد ذلك اخذنا جثة حياة الى مقبرة وادي السلام ودفناها بالقرب من أهلها كما طلبت
كانت آمال تقول(( ابي هذه حبيبتك حياة..جائتك اليوم وهي تدافع عن حريتها..كانت فقط تريد وطن
عمي هذه ابنتك حياة لا اريدها ان تبرد فانا اخاف عليها كثيرا..امي عمتي عمي حسن..هذه حياة جائتكم اليوم وفروا لها كل ماتطلب ولاتزعجوها ابدا..لاترفعوا اصواتكم عليها لان مشاعرها حساسة..))
كان الجميع يبكون وعدنا الى بغداد..اردت اخذ آمال معي الى البيت لكنها لم تقبل لان امي قامت بطردها قبل سنوات...فذهبت  مع جلنار استقبلتنا ام جلنار بالمواساة والبكاء بعد ذلك ذهبنا الى غرفة جلنار
وبعدها طلبنا من آمال ان تذهب لتنام وانا ايضا استلقيت على السرير ونمت ولم استيقض الا في الصباح..اردت إبقاء آمال نائمة لترتاح لكنها استيقظت لوحدها وقالت انها تريد ان تذهب الى ساحة التحرير لتنفيذ وصية حياة..بعد ان تناولنا الفطور مع جلنار وامها خرجنا انا وجلنار وآمال الى ساحة التحرير  وبقينا في الساحة حتى جاء الليل قامت آمال بأشعال ستة شموع وقامت بتسميتهم((عمي..عمتي ام حياة..ابي..امي..العم حسن..وحياة)) كانت في كل ليلة تفعل هكذا وتشعل الشموع في احد الايام قالت لي انها قامت بطباعة قطعة وتريد ان تأخذها لتضعها على قبر حياة...
اتفقنا انا وآمال وجلنار ان نذهب يوم الجمعة الى النجف الاشرف لنزور امير المؤمنين وبعد ذلك نذهب الى قبر حياة..
في يوم الجمعة خرجنا معا وكانت مع آمال قطعة كبير مغطاة بقماش ابيض..سالتها
زمرد: امال..ماذا مكتوب في هذه القطعة
آمال : ستعرفين عند وصولنا..

كنت افكر لماذا آمال لم تخبرنا..مالذي كتبته فيها..
وبعد وصولنا الى قبر حياة ركضت آمال والقت بنفسها على القبر وهي تقول اشتقت لك ياحبيبتي..
بعد ذلك قرأنا الفاتحة للجميع وطلبت منا آمال ان نقوم بتثبيت القطعة..
بعد ان ثبتناها رفعت آمال القماش الابيض من القطعة
كان مرسوم عليها ساحة التحرير مع نصب الحرية ومكتوب عليها باللون الاحمر

جنون الموت
وانتظار من لاياتي في ذلك الليل المخيف
وظلم الحياه
والزوجه الحائره
والهاتف الذي يرن
والانامل التي تجمدت من الموت
واشباح الظلام
التي تتقرب الى الله بقتل الابرياء
وجنون الامهات
وصرخات الارامل
ودموع الاصدقاء
وانكسار الغرباء
وفساد الحكام والقاده
في اي زماناً نعيش

..
..
رماد ابيض 
رواية لـــ كرار الحمداني

🎉 لقد انتهيت من قراءة رماد أبيض 🎉
رماد أبيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن