بارت 2

14 3 2
                                    



آمال تروي

في عام ١٩٩٧ وصل لنا خبر بأن عمي رزقه الله ببنت وأسماها حياة..كان عمري حينها ثلاث سنوات
كنت متشوقة كثيرا لرؤيتها
وكنت اتمنى ان تكبر بسرعة لنلعب معا..ذهبنا انا وابي وامي الى بيت عمي لنبارك لهم بمجيء حياة
رأيت حياة كانت تبدو على ملامح وجهها البراءة وكانت جميلة جدا..
كبرت حياة وكان عمي وحياة دائماً يزوروننا الى بيتنا في الكاظمية بعد زيارة باب الحوائج موسى الكاظم عليه السلام..كنا نلعب انا وحياة..بالرغم من انني اكبرها بثلاث سنوات لكني كنت احبها كثيرا واحب اللعب معها فقد كانت حياة مرحة وتحب اللعب كثيرا ..
وفي احد الايام وصلنا خبر من المستشفى بان والد حياة وامها وحياة قد اصيبوا نتيجة سقوط صاروخ في السوق
ذهبنا انا وابي وامي الى المستشفى وكنا خائفين جدا  وكان هناك عدد كبير من  الناس و صوت الصراخ عالي جدا ..بقينا نبحث بين جثث الموتى  عنهم فسمعنا صوت طفلة تصرخ..
((ابي انهض.. هيا استيقظ بسرعة لنذهب ونبحث عن امي المسعف قال انه سيأخذني الى امي ولكني لم أجدها هنا والمكان مخيف جدا ... انا خائفة يا ابي ارجوك أستيقظ .... ارجوك ..))

عندما وصلنا الى المستشفى كان مليئا بالناس وكان هناك الكثير من  الجثث و الصراخ... أناس فقدوا احبائهم 
كان المكان عبارة عن احلام دفنت وقلوب فجعت وآمال كسرت .....
وكان هناك طفلة تبكي كثيرا وتصرخ ابي استيقظ
عندما اقتربنا منها وجدنا انها حياة ورأينا عمي نائما على السرير والدماء تخرج من جسده....

رماد أبيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن