منيرة ام مصعب قط وقع في مصيدة الفئران

2.6K 67 4
                                    

بيت العوانس

الفصل الحادي عشر

خرجت منيرة من غرفة فاتن بهدوء لتترك لأبيها وفاتن فرصة التحدث معا دون حرج لتتفاجأ بوجود العمة رجاء والتي تتحدث مع نفسها حديث ممتع للغاية وهى تنظر لمصعب زوجها بنظرات تساؤل ولهفة وأمل ....
ابتسمت منيرة بمكر وهتفت بصوت خفيض
(انتي شرفتي يا عمتو .....يا تري نظراتك لمصعب معناها ايه ؟حاسة انك نفسك تفجري مصعب بقنبلة ذرية علشان اتجوزنى!!! او علي الأقل نعمل خناقة قدامك ووقتها ممكن ترتاحي نفسيا وتهدي )
وزادت ابتسامة الخبث ولمعت عيناها وظهرت الشيطنة فى صوتها وهي تهمس لنفسها
(وأنا اقدر اسيب عمتو حبيبتي كدا متعذبة؟ لا يمكن أبدا!!! لازم اسعدها سعادة الدب بخلية عسل )
واقتربت منها علي حين غرة لترتمي في حضنها وتتصنع البكاء وتهتف في مصعب
(بتنادي عليا لية؟ انت عاوز مني ايه؟ انت اللى قلت ليا من يومين امشي من قدامى ورايا شغل .....انا زعلانة خالص ومقهورة......آه يا عمتو يا حبيبتي....يرضيكي كدا؟؟؟)
ارتسمت الدهشة والصدمة علي وجه مصعب ونظر إلى منيرة وعلامات التعجب تظهر كأيقونات متقافزة علي رأسه....غير نظراته الغريبة صوب منيرة......الا إن امها أسرعت بتدارك الأمر قبل أن تبدأ منيرة  بإثارة المشاكل بغبائها وهتفت
(هو في الدنيا زي الدكتور مصعب ....ربنا يحفظه ويكرمه بالذرية الصالحة يارب)
وامسكت منيرة من أذنها وهتفت بغل
(يا ضنايا ارحمينا واسكتي شوية .....ناوية تشليني يا منيرة .....يلا قومي عالمطبخ هاتي كيك وعصير للدكتور وعمتك كمان)
لم يمهلها مصعب لتتحرك خطوة واحدة بل أمسك يديها بقوة متشبثا بها وهتف مستأذنا بأدب
( شكرا يا أمي الغالية.....بس استأذنك لازم نمشي دلوقتي حالا ....وأن شاء الله نطمن عليكم بالتليفون ونزوركم قريب)

تحرك مصعب بسرعة شديدة دون انتظار الرد ويده تقبض بقوة علي رسغ منيرة التي تقريبا كانت تجر جرا غير قادرة علي مجاراة حركته السريعة لتسرع خلفهم أمل محاولة اثنائه عن الخروج لكنه اعتذر بأدب ونزل سريعا الي حيث ركن سيارته وفتح الباب والقي بمنيرة لداخل السيارة بعنف جعل منيرة تتخوف منه وتتساءل
(معقولة يكون زعل مني فعلا....شكله اتغير ويخوف اوي ....حاسه انه عاوز يأكلني فعلا او علي الأقل ينزل ضرب فيا)
تنحنحت منيرة وحاولت أن تجلي صوتها المبحوح من شدة الخوف وهمست بضعف مستكين:

(ايه يا مصعب يا حبيبي .....حد زعلك في حاجة؟ لتكون عمتي قالت كلمة ضايقتك؟ لا مستحيل تكون امول هي اللي رخمت عليك  ولا يكون.........
طحن مصعب أسنانه بصوت مسموع وهتف بها
( اكتمي صوتك خالص لحد ما نوصل البيت ...فاهمة ولا لاء؟ )
ابتلعت منيرة لسانها علي الفور وانكمشت في ضعف لا يليق بها أبدا مما أدهش مصعب للغاية إلا أنه لم يعلق مطلقا ولم ينظر ناحيتها مرة أخرى حتي وصلا البيت .......فتح مصعب باب السيارة بعنف وهو يتنفس بشدة ويلهث كأنه كان في سباق جري لمدة طويلة ومد يده ناحية منيرة التي نظرت إلى وجهه وهيئته المرعبة....وآثرت اتقاء زيادة غضبة ومدت يدها ليجذبها نحوه بشراسة ويتحرك صاعدا نحو منزله.....وما إن أغلق الباب حتي حملها بين ذراعيه كطفل رضيع والقي بها عالسرير وهتف
( زعلانة يعني من يومين قلتلك مشغول ...وكمان امشي من قدامى.....تمام وأنا ناوى اراضيكي يا منيرة يا سلام وهاخد اجازة أسبوع يا شرسة علشان تفضلي  قدامى طول عمري.....ويلا اتحركي من قدامى عاوزه اكل مكرونة وأرز وكفتة وفراخ ولحمه كمان)
نظرت اليه منيرة بسعادة مدركة حالته واقتربت منه بدلال طبيعي وليس مصطنع وهمست بحب
(عيوني ....حالا فراخ ولحمة وسمك كمان يا سي الدكتور مصعب)
احتضنها مصعب وأغمض عينيه خوفا من القادم وهمس هو ايضا
(ماشى يا ست أمينة....حاليا هنأجل الأكل ونبدأ بالآيس كريم…..اول مرة اشوف  ايس كريم بطعم الشطة يا عالم)
لتضحك منيرة بصخب وتبدأ بالتمايل والغناء
(وأنا كل ما اقول التوبة يا ابويا ....ترميني المقادير.....
ليخرسها مصعب بطريقته فهو لا يحب صوت غنائها النشاز جدا جدا جدا.....
*********************************************************************
خرج حمدي من غرفة فاتن يجر قدمية جرا يكاد لا يري أمامه ولم ينتبه لوجود رجاء في البيت فتحدث بصوت خافت حزين
( امل اعملي حسابك بكرا ان شاء الله في ضيوف هيزورونا...)
لتهتف رجاء بسرعة دون مراعاة لحالة أخيها
(ضيوف  مين دول يا حمدى؟ ويا تري ليهم علاقة بتعب فاتن ؟يا حبيبتي يا بنتي ...يا تري اللي جرالك يا فاتن علشان تتعبي التعب دا كله وترقدي في السرير يومين ؟   هاه ضيوف مين يا حمدي؟)
استغفر حمدى في سره وحاول أن يرد بتهذيب علي أخته وهتف بضيق
( عريس متقدم لفاتن يا رجاء أن شاء الله ولازم أمل تعمل حسابها ....خلاص عرفتي؟)
جحظت عينا رجاء وبدأت تلقي الاتهامات بطريقة مستترة
( وطبعا العريس متوافق عليه من قبل ما يوصل ...وأكيد طبعا  يكون هو سبب تعبها....والله أعلم يمكن......
قاطعوا حمدى بعيون حمراء يكاد الشرر يحرق ما حوله
( العريس محدش وافق عليه ولا حاجه يا بنت ابويا.....أول مرة فاتن تشوفه وغير انها هنختار بينه وبين عريس تاني هيكون هنا برضه الجمعه الجايه بأذن الله... .اما مرضها فدا سببه انها أكلت اكله مسمومه من الشارع ....الحمد لله انها لحقت نفسها وإلا كانت  ضاعت وراحت فيها.....خلص الكلام يا رجاء ......يا تري اتعشيتي يا رجاء ولا هتنامى خفيف؟)
نظرت اليه جاء وردت بكل بساطة
( لاء يا اخويا هستني اتعشي معاك واعرف التفاصيل ....دا  فاتن بنتي وكان نفسي اجوزها لحوده بس النصيب حكم)
وهمست لنفسها بغيظ شديد
( عريسين مرة واحدة يا بنت المفترية!!!!!...
هو ايه اللي حصل في البيت دا اتحول في بحر سنة من بيت العوانس  لبيت المتزوجات السريعات .....لاء اكيد في سر ولازم اعرفه)
ثم لم تلبث أن رفعت عينيها مرة اخري لحمدى وهتفت بخبث
( صحيح نسيت اعزم منيرة والدكتور مصعب عالفرح ان شاء الله هيكون الخميس الجاي وطبعا كل البنات معزومين وبالذات رضا يمكن ربنا يكرمها هي كمان بعريس وسط الفرح والهيصة وتخلص منها هي كمان بالمرة وترتاح يا اخويا ....)
نظر إليها بحزن ومرارة تملأ الحلق وحاول أن يتماسك دون أن يظهر ضعفا أمامها وهتف
( كله قسمه ونصيب يا رجاء ....بالذات الجواز ....وعادي ربنا كرم سمر وهي أكبر منها وجوزها طيب يتمنى لها الرضا ترضى .....الله كريم يا أم محمود)
وصاح بصوت مجهد نال منه الحزن والألم ما نال
( العشا يا أمل ....العشا الله يكرمك بسرعة...)
************************************************************************
تحرك ياسين داخل الغرفة بسعادة وهو يدندن بأغاني أم كلثوم عن الحب وسيرة الحب.....وبدأ في تجهيز الغرفة لأستقبال عروسه اليوم سمر وزفر بقوة مخرجا كبتا شديدا يداريه ....كم يعشقها حقا ويتمني أن تجاريه في مشاعره وألا يضطر للغناء بصوت أم كلثوم للصبر حدود
فتح باب الغرفة لتدخل سمر بخجل واضح شديد ليقترب منها ياسين ويبتسم هامسا
( تبارك الخلاق فيما خلق ربنا يبارك فيكى  يا سمر)
رفعت سمر عينيها لتلتقي بأعين ياسين ثم تهرب منهما سريعا فيضحك ياسين ويضمها لصدره هاتفا
( لسه بتتكسفي مني يا سمر؟   ياااه دا اللي زيك انقرض من يجي عشرين سنة يا حبيبتي...انسي كدا الكسوف شوية وتعالي ناوي أمشط لك شعرك يا قلبي )
نظرت نحوه سمر وتساءلت ببراءة تسبب جلطة أو أقل تقدير شلل نصفي
( ليه يا ياسين ؟هو أنا اتشليت علشان تتعب نفسك يا حبيبي)
نظر إليها ياسين يتساءل هل خنقها في هذا الوقت حلال أم فقط شرعي وهتف مغتاظا
( لاء يا روحي ....انا اللي هتشل يا سمر بعد الشر عليكى  انتي....)
هتفت سمر بلوعة حقيقية
( بعد الشر عليك يا ياسين ؟هو أنا ليا غيرك يا حبيبي)
أمسك ياسين بذراعها بقوة وصاح
( خلاص نمسك في دى ....حبيبي اسكتي خالص بعدها بأه ولا داعي للهتاف ودعينا نعمل في صمت)
خفضت سمر عينيها للأرض مرة اخري حيائا ليهتف ياسين
( سمر يا حبيبتي....انا جبتلك هدية يارب تعجبك هغمض عيوني وتلبسى الهدية يلا بسرعة هتلاقيها قدامك في الدولاب اتحركي...)
تحركت سمر متعجبة لما الهدية الآن وفتحت الدولاب لتجد أمامها ما جعلها تغلق الدولاب بحدة وسرعة وهتفت بغيظ
( أنا يا ياسين ....تعرف عني اني ممكن البس الحاجات دى؟ ايه قله الأدب دى هبقي لابسه مش لابسه ....)
تحرك ياسين ليحتضنها من الخلف هاتفا
( براحتك يا قمر....والله لبستيه تمام)....وأكمل بخبث وهو يقبلها علي  غفلة منها
( مش لبستيه مش يضر برضه ....مش لازم قميص يا حبيبتي ....كلك مفهومية برضه)
ارتجفت سمر تحت يديه وتملصت منه لتسحب القميص وتجري ناحية الحمام هاتفة
( لاء هلبس أحسن....انت رهيب ....أنا كان مالي ومال الجواز ياربي)
لتسمع ضحكات ياسين السعيدة العالية بصخب
*********************************************************************

بيت العوانس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن