مرتبى كله يا بشر

2.2K 77 3
                                    

بيت العوانس
الفصل الثالث
《أنتى اكيد بتهزرى.....،مصروفى كام بتقولى؟!!! 》
قالها وهو في حاله صدمة شديدة ....
ابتسمت وقلت بجديه واضحة
《لاء...بتكلم جد....الأطفال محتاجه مصاريف كتيره،،،أنت هتحتاج المصروف ليه ؟!!لا سمح الله 》
بدأ في الندب سريعا حتي قبل الزواج مسكين
《يا وقعتك البيضا يا ياسين،،ايه يا بنتي
قررتي تربيني مع العيال ولا ايه؟》
واكمل بتعجب مذهولا يحاول ان يستوعب المبلغ....
(افرضي مثلا طلبت خارج البيت شاى ولا قهوة،،،،ولا كنت مضطر أركب مواصلات،،،الميه جنيه مصروف اسبوع يا ستي!أيه رأيك؟)
أضحك من كل قلبي،،ياسين له قلب من ذهب....لا يوجد أنسان يتحمل تربية تسعة أطفال إلا ياسين،،،أنسان نادر الوجود فعلا..
قمت بالرد عليه بفكاهة سعيدة؛
《انت هتفاصل معايا يا كابتن،،مرتبك علي مرتبى ويعلم ربى ويحاسب....هبذل كل جهدى علشان كلنا نعيش عيشة معقولة مستورة من غير ديون،ولا احتياج لأي طفل فيهم》
.. لمعت عيناه بشدة ،،ورد بحروف تقطر سعادة ورضا....
《هتفاصل وكابتن كمان،،،خلاص النصيب حكم وأمرى لله...ووقعنا في المحظور واتدبست في الجوازه دى 》
ثم نظر إلى بعمق قائلا
《تعرفي احساسى دايما صح،،،من أول مرة شفتك،،وعرفت انك انتي اللي هتقدرى تربى معايا أخواتي...،بس أمانة يا سمر لو حسيتى في يوم من الأيام انك مش قادرة تكملي...،بلاش تظلميهم ولا تقسي عليهم...،حقيقي هتشوفيهم بنفسك الحزن والإنكسار ظاهر عليهم...)
واكمل بحزن لحال اخوته :
(لا أب ولا أم  والناس كلها حتي أقرب ما ليهم مريم وناصر بيؤذوهم بالكلام والشخط،،،،ناصر اخويا بيقولهم أخركم الشارع بعد ما ياسين يزهق منكم،،،ولو اتكلمت معاه يقلبها زعله ويتلكك علشان لا يزورهم ولا يساعد في مصاريفهم....كلنا يا سمر صراحة محتاجين وجودك في حياتنا....وعد هساعدك بكل قوتي حتي في شغل البيت....)
ونظر الي نظرة اقشعر لها بدني كأنها ....كأنها نظرة استعطاف
لا تليق أبدا بهذا الرجل نادر الوجود نقي القلب واكمل :
(أوقات كتيره مش بعرف هل هم جعانين  ولا لاء.....،حتي لو في اكل  ....معرفش أعمل ايه وادبرها ازاي.....اتمني انك تقدرى....ومش عاوز مصروف يا ستى....،كفاية آكل وأشرب صح)
اتسعت ابتسامتى وقلت بوعد صادق ويشهد الله ....
《وانا اوعدك بأذن الله هنقدر نكون أفضل من الأول بكتير》
نظر إلي  بتمعن هامسا...
《تصدقي ليكى أجمل ابتسامه في الكون،،،وعيونك جميلة جدا 》
نظرت إليه بحدة وغضب..
《أيه ده!!!أنت بتعاكسني ولا ايه؟》

صدم وقاربت عيناه علي الخروج من شدة الجحوظ......ثم أنفرجت شفتاه عن ابتسامة عريضة
(ما أنا قلت برضه يا عم سمير....،،هى قسمة ونصيب مفيش فايده....قومى ابعتيلي حمايا وحماتي علشان نتفق على الفرح)

تحركت ببساطة دون أن أرد مطلقا،،،،،كيف صمت؟ لقد أطلق عليا لقب سمير تمتمت في نفسي متوعدة
《بتتريق عليا،،،،طيب ،،،حاضر ،،،،ماشى ،هنشوف عمك سمير هيعمل فيك أيه يا ياسين ....والله والله مش عارفه اعمل فيك أيه؟》
وتم الاتفاق على تفاصيل الزفاف......وأمى الغالية قررت أن تجهز موائد الرحمن.......
أقصد تقوم بعمل وليمة ضخمة وتدعو لها الاطفال،وأخوه ناصر  وزوجته......،ومريم اخته وزوجها واولادها......
بمعنى أصح وأوضح أصبح البيت مطعما لجميع الأعمار.....
وكافة الطلبات مجابة......كان ينقص أمى فقط قائمه الطعام ليختاروا منها.....
الأستاذ المبجل "ياسين سالم "أحضر الأطفال وجعلهم يقفون طابورا وبدأ في ذكر أسمائهم علي حسب الترتيب الأبجدي  هم أربع أولاد وخمس بنات
《 أحمد، ،،،أمير،،،،بسمة،،،،ثريا،،حاتم خالد،،،،ميادة،،،،نورا ،،،وأخيرا انتظروا لالتقط انفاسى........ياسمين》
فعلا الخوف والحزن محفور على وجوههم.....،،ليسوا مثل الأطفال العاديين يتحركون بهدوء شديد وبدون صوت حتي لا يضايقوا من حولهم او يحطموا اي شئ في البيت......
كان لدى اعتقاد أن المشكلة تتمحور في أخيه ناصر......

بيت العوانس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن