العاشق المجنون

2K 68 7
                                    

#بيت العوانس
بيت العوانس

الفصل الحادي والعشرين

وقف آسر محاولا الكلام مرة اخري مع فاتن التي تحركت سريعا لتدق جرس بيتهم فتحرج آسر وسيد وتحركا الاثنان للأسفل معا لتسمع سيد يحدث آسر مفسرا لوضعه مع فاتن
( تعرف يا افندي صحيح اتلغت الكلمة من زمان بس لايقة عليك والله ....المهم يا افندي باشا الست فاتن دى حظها من الدنيا قليل...ليه بأه؟ اسألني ليه ؟ولا اقولك هقولك أنا ليه من غير ما تسأل .....الست فاتن رفضتني انا ....تخيل يا بيه قلة بختها واحد زيي طول بعرض .....
نظر اليه آسر متفحصا ثم رد بلهجة يشوبها بعض السخرية
( عندك حق ومن جهة العرض بالذات بصراحة مستوفي جميع المقاسات )
اكمل سيد وكأنه لم يسمعه
( الست فاتن اصلا مش طباخة درجة أولي لكن عليها ام الست أمل ايه شيف مفيش منها اتنين وبصراحة كدا حتي حنين خطيبتي ....نفسها في الاكل يعني نص نص..انا ليا نظرة في الاكل ....لازم تعرف يا افندي اني انا الحمد لله موظف ومقتدر و.........
لم تسمع فاتن باقي الحديث الممتع بين عملاقي السلم واتسعت ابتسامتها حين تذكرت كيف سيضطر المتكبر المغرور آسر لتحمل المتحاذق  الجشع كلاما وطعاما  السيد سيد .....فتح امجد الباب لتدخل فاتن لحظة خروج  كمال وعائلته لتسمع تمتمه خافته " سبحان من ابدع وصور ....سبحان من خلق وحسن ....سبحان الله العظيم " طأطأت فاتن رأسها وهتفت بالسلام عليكم وتحركت للداخل مباشرة دون انتظار الرد وظهور الخجل الشديد على وجهها .....اقترب صفوت بانفاس متقطعة على كمال وهمس متسائلا
( كمال ....الله يبارك لك القمر اللي تشبه جميلة دى تقرب ايه لخطيبتك ....واياك تقول مرتبطة)
لم يرد كمال عليه ....بل لم ينتبه لدخول فاتن من الأساس وهو يحاول بشتي الطرق اطالة مدة جلوسهم او الحصول علي رقم رضا وأستاذان والدها ليهاتفها ....لكن رضا كانت له بالمرصاد ورفضت رفض تام اي محاولة لتقرب كمال خوفا أكثر منه خجلا.....
اقترب كمال من رضا متجاهلا نظرات والدته المحذرة...واستياء حمدى الواضح وغيظ صفوت ولهفته للتعرف علي فاتن....همس لها بصوت خفيض
( كلها اسبوع ....مش عاوز تليفون اكلمك فيه ....كلها كام يوم وتكوني زوجتي حلالي واكلمك وجها لوجه  وبقا لبق....وكل واحد يعرف مصيره ....تمام يا أستاذة .....حبيبتي رضا)
تنهد كمال بحرقة في حين انكمشت رضا وارتجف جسدها ورفعت عيناها لتري براكين سوداء متفجرة....لا تدرى أين المهرب والمفر من هذه النظرات الغريبة المخيفة.....
دخلت فاتن وهي تضحك بسعادة هاتفة لمنيرة
( حقيقي يا منيرة ...آسر دا حكاية ....معرفش هو غبي ولا عبيط ...ناوي يتجوزني بقوة الزن الجبارة ...)
ابتسمت منيرة بخبث وهتفت محرضة لفاتن للتأثير في آسر
( آسر طيب جدا ومعجب بيكي بس بيكابر....هو محتاج شوية تأديب وتهذيب وأصلاح....وطبعا عنده ثلاثي ممكن يغيروا كيانه بالكامل ....
وتنهدت في اسي كاذب وهتفت بلؤم
(صعبان عليا و معرفش ممكن يوصل امتي للسرايا الصفرا.....او ممكن السرايا الحمرا وممكن خضرا كمان)
جلجلت ضحكة فاتن بسعادة لتدخل رضا ويجتمع اربعتهم وتهتف سمر متسائلة
( اتطمنتى عالاولاد يا فاتن ؟)
ردت عليها فاتن  لتعطيها التقرير كامل
( ايوه يا ماما سمر ....فضلت حوالين البيت ومش دخلت ....فيه غرفتين منورين ....وغرفة مظلمة وشباك نص نص ....وصراخ وصويت وواضح صوت مريم ....احم احم كمان سمعت ياسين يصرخ  ويقول ....." هنفضل شهر بحاله  علي الاكل المشوي وياريته مشوى دا متفحم رسمي )
ترقرقت عينا سمر بالدموع وهتفت بصوت مختنق
( مسكين ياسين والأولاد....هياكلوا ايه ؟معلش لازم مريم تتعلم وتتعود....المهم في حد بيراقب البيت يا فاتن ....اصلا كنت هبعت حد من الاولاد لكن الضيوف وكمان خفت حد يعرفهم لكن انتي بتعرفي تتصرفي وتتحركي من بعيد.....عالعموم ربنا يسلم ونشوف آخر الموضوع ده ايه؟)
رن هاتف رضا لتقفز للأعلي رعبا وتعود تنظر للهاتف بعيون متسعة وتمسك الهاتف لترد وأخواتها ينظرن إليها بتساؤل....صدمت رضا عندما سمعت صوت محمود يتكلم ببطء
( إزيك يا رضا ؟ وحشتيني جدا اخبارك ؟محتاجك جدا يا رضا ....يا تري هتتخلي عنى ....انا نفسي نتجوز النهاردة قبل بكرا..)
تنفست رضا وانخرس لسانها وتحركت بسرعة للخارج لتضيق عينا منيرة وتهتف في نفسها
( شكلك ناوية على كارثة يا رضا...بس من يسمح لك بكدا يا عبيطة حقيقي عبيطة ومجنونة كمان...)
دخلت رضا الحمام وهي تتنفس بصعوبة وهتفت برجفة قوية
( في ايه يا محمود ....بتتصل عاوز ايه ؟كلامك ملهوش معني ....خلاص كتب الكتاب هيكون بعد اسبوع بابا اتفق ومستحيل اكسر كلمته مهما حصل...مفهوم)
تنحنح محمود وهتف بصوت مبحوح يحاول التأثير على رضا
( خالي ممكن تأثري عليه ....حرام حب السنين يضيع ...انا ما صدقت ماما توافق ...ارجوكي يا رضا لازم حل سريع ...ايه رأيك نكتب الكتاب ونحط خالي قدام الأمر ....رضا ردى عليا)
صمتت رضا مصدومة من كلام محمود وانعقد لسانها لا تعرف كيفية الرد على هذا الوقح ....صمتت لفترة طويلة ثم تنهدت وهتفت وهى تشهق بشدة
( تمام يا محمود ....هرد عليك بعد ساعتين أن شاء الله....مع السلامة)
تحركت رضا بآلية لتدخل الغرفة بجوار اخوتها وتمد الهاتف المحمول لمنيرة دون كلام ودموعها توضح كل شئ لتتألق عينا منيرة وتمسك المحمول بحرص وحذر وتهتف
( اهلا وسهلا.....هو شرف ....هقوم بالواجب وزيادة ولا يهمك يا قمر)
التفتت سمر وفاتن ناحية رضا وهالهم  منظرها المزرى ودموعها الغزيرة وتساءلت  فاتن في خوف
( هو في اية يا رضا ؟ومين اللي شرف ....بلاش عياط علشان خاطري)
تحركت فاتن لتحتضن رضا باكية شاهقة مثلها وتسكن الأرواح وتهدأ النفوس ...فالأخت للأخت سكن وهداية......
بعد مرور ساعتين .....رن هاتف رضا مرة أخرى لتتألق عينا منيرة وتفتح الهاتف وتسمع فقط ما يقوله ابن العمة رجاء ....
همس محمود بصوت خافت للغاية
( فكرتي يا رضا....سبتك ساعتين يا حبيبتي علشان تفكري ....لازم نتصرف قبل كتب الكتاب يا رضا ...مستحيل اسمح لأي حد ياخدك مني .....انا بحبك اوي يا رضا ....ما صدقت الظروف سمحت اخيرا نكون لبعض .....ردى عليا...ايه رأيك؟  أفضل حل الأمر الواقع!! موافقة يا نور عيوني يا حبيبتي.......ساكتة ليه؟)
رمشت منيرة بعينيها بحركة تعطيك ايحاء بالرومانسية التي تسمعها لترقق صوتها وتهتف بدلع
( ايوه يا حوده يا ابن عمتي الغالية ....معاك منيرة يا حبيب قلبي....رضا مشغولة شوية ....معلش بتقيس فستان كتب الكتاب يا غالي..... تحب اندهلك خالك حمدى يا حودة .....ولا كفاية عليك انا ....بصراحة مليش مزاج ابهدلك دلوقتي ...كفايه عليك سحوره وعمتو الله يكون في عونك )
وانعقد حاجباها وظهر الشر علي ملامحها وهتفت
( حوده...تعرف أنا ممكن اعمل فيك ايه دلوقتي حالا يا فالنتينو عصرك........ انا ممكن اجيب روحك دلوقتي في أيدى....يا تري سحوره حبيبه قلبي لو سمعت تسجيل المكالمة دى هتعمل فيك ايه يا تري ؟؟؟؟؟ولا اقولك هاتها وتعالي كتب كتاب رضا الأسبوع الجاي ولو مشرفتش هنا انتوا الاتنين هخلي سحوره تتصرف يا حوده.....
نهايه الفصل الحادي والعشرين
#هبه ابورحاب إسماعيل#بيت العوانس

بيت العوانس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن