صفوت و زينب

2.3K 74 8
                                    

#بيت العوانس
الفصل الثامن والعشرون
صداع شديد.....تشعر برأسها ثقيل للغاية ومشوشة...لا تعرف من حولها ولكن علي ما يبدو أنهم كثيرون للغاية....بل هو شخص واحد ....حقا لا تدرى
حاولت التملل والتحرك إلا أنها شعرت بثقل في حركتها كأن هناك من يكتف حركتها ولا تستطيع الحراك....سمعت صوتا هامسا في أذنها
( كدا برضة وقعتي قلوبنا كلنا يا عم سمير ...حرام عليك والله ....المفروض انك جمل وراجل....يعني تستحمل ..لاء شكل الموضوع طلع تقيل ومأثر عليك .....طبعت قبلة رقيقة علي خدها لتفتح عينيها صارخة مرة واحدة
( مين دا اللي بيبوسني...شامة ريحة بيض )
ضحك ياسين بشدة وسعادة وشدد من ضمه لها وهتف قائلا
( طبعا لازم تشمي ريحة البيض ....دى الوجبة الرئيسية فطار وغدا وعشا في البيت بسبب مريم الله يسامحك ويحرق البيض اللي في البلد كله يارب ....فوقي يا ختي فوقي وقعتي قلبنا كلنا…..ثريا واقفة برا ومعاها ضيفة والبنت بترتعش من القلق والخوف عليكى ....
حاولت سمر القفز من حضن ياسين والذى كان متمسكا بها بقوة وهتف محذرا
( سمر اهدى يا ماما الله يباركلك....مبروك المدام حامل .....يوووه اقصد الدكتور قالي كدا يعني انتي حامل يعني انا هبقي أب وحضرتك تبقي أخ ....فاهمة يا سمر ؟؟؟؟
فغرت سمر فاها ونظرت نحو ياسين بعدم استيعاب وهزت رأسها في حيرة وتساءلت
(مدام مين اللي حامل ؟؟؟ازاي دا يحصل ازاي؟)
اتسعت عينا ياسين وهتف بحنق
(لاحظى ان كلامك جارح يا عم سمير ....كدا انتي بتشككي في قدراتي يا امي ....مش فاكره اي موقف ليا يجاوبلك علي كلمة ازاي دى ....
ثم لم يلبث أن اقترب منها محتضنا اياها بقوة وهمس بخبث
(اقولك ايه رأيك افكرك بدرس عملي عن كلمة ازاي دى حالا وهنا في اهم أوضة في بيتكم بالنسبة ليا ....اوضتك الخاصة.....هاه اية رأيك موافقة يا سوزى؟؟؟
جحظت عينا سمر وجزت علي أسنانها وهتفت بغيظ
(ياسين بلاش هزار ....فين ثريا وبعدين نشوف موضوع الحمل ....
هز ياسين رأسه في يأس كالمعتاد وهتف بصوت مبحوح
( حاضر يا ماما سمر هتدخل ثريا ومامتها دلوقتي ...المهم بلاش انفعال ....عاوز بنتي استكفينا بخير فاهمة)
ضحكت سمر بضعف هاتفة
(عندك حق هي بنتنا احنا بالذات لازم نسميها استكفينا وممكن بس كمان )
نظر ياسين لوجهها المجهد وضحكتها الرقيقة ولم يتمالك نفسه من التأثر من أن يقبل رأسها ثم خدها متمتما ببعض الأدعية والتحصينات من كل شر وخرج في صمت لتهتف  فاتن في سعادة
( مبارك يا ياسين الحمل .....يارب ولد وبنت يارب)
ضحك ياسين وهتف
( بالراحة علينا يا فاتن ....انتى عارفة الظروف ....لكن هدية ربنا كلها خير )
ثم نظر ناحية المرأة وثريا وهتف مرحبا
( يا اهلا بيكي ....اتفضلي سمر في انتظارك )
تحركت المرأة بخجل شديد في حين اندفعت ثريا للداخل لتلقي بنفسها في حضن سمر شاهقة باكية معتذرة
( أنا آسفة يا ماما سمر ....تعبتي واغمي عليكي بسبب خوفك عليا سامحيني يا ماما)
احتضنتها سمر بحنان وهتفت بها
( خلاص يا ثريا ....المهم انك بخير يا قلبي....وكمان السبب حاجة تانية خالص)
تنحنحت المرأة في خجل شديد وتمتمت بالسلام بصوت خفيض لترفع سمر عينيها إليها....فتاة شابة لم تتجاوز الثلاثين بكثير وتحمل طفل صغير لم يتم العامين يغفو على صدرها ....جميلة الملامح تبدو عليها الرقة والطيبة الشديدة وتشبه الي حد كبير نورا أخت ثريا الشقيقة ....ردت سمر عليها السلام وهتفت بهدوء لكسر حاجز الخجل
( اهلا وسهلا بحضرتك...آسفة مش قادرة اقوم بالواجب تعبانة شوية )
ظلت المرأة تنظر لسمر لفترة طويلة تتأملها في صمت ثم لم تلبث أن ترقرقت عينيها بالدموع واقتربت محاولة تقبيل يد سمر ...لتبعد سمر يدها سريعا وتنهرها عن ذلك بقوة لتهمس المرأة
( ازاي اوفيك حقك انك بتربي بناتي أفضل تربية ....يعلم الله انا كنت في عذاب ليل ونهار لحد ما قابلت ثريا النهاردة صدفة...
اطرقت المرأة رأسها بخجل وهتفت بحرقة
( كنت في عيادة الدكتور......للأطفال وفجاءة ثريا خرجت من سنتر للدروس وعرفتني وندهت عليا بأسمى ....انا معرفتش بنتي بعد أربع سنين بس هي عرفتني ونادت عليا ....أنا أم أنا؟؟؟؟؟
حاولت سمر التخفيف عليها هاتفة
( ثريا حكت لي عن إجبار والدك انك تتخلي عنهم وانك اتجوزتي مجبرة زوجك التاني ....عالعموم الحمد لله ان ثريا عرفتك ....كانت تتمني تشوفك.....
رفعت هالة نظرها إليها وهتفت بضعف وانكسار
(انا اتجوزت ازواجي الاتنين غصب ...منكرش زوجي التاني رحيم بيا شوية لكنه برضه مستحيل يقبل بناتي يعيشوا معانا ....هو عجوز جدا ...لكنه ارحم من والدى الف مرة ....
رفعت عينيها نحوها وتنهدت بعمق وهتفت
( علي فكرة حتي لو ربنا أراد وكان ممكن أخد بناتي بعد عمر طويل لجوزى ...مستحيل أخدهم....
تعجبت سمر وظهرت الدهشة في عينيها إلا أنها آثرت الصمت لتكمل هالة كلامها بتصميم
( بناتي حلوين...يعني والدى او حتي من بعده أخواتي هيخلهم تجارة  زى امهم بالضبط..... لكن معاكم هم بأمان ...هيتعلموا أفضل تعليم.....هيختاروا شريك حياتهم …..
ثم لم تلبث أن نظرت نحو سمر بتوقير واحترام شديد
(هيكونوا شبهك انتي يا مدام سمر..انا بس بستأذنك لما أقدر اخرج ساعة او ساعتين من جوزى اجي اشوفهم وازورهم واجيب ليهم هدوم او توك او شنط او ......او.....
وغرقت في البكاء الشديد لتحتضنها ثريا في حب شديد وتآثر وتقبلها هي واخيها النائم ببراءة ...تنهدت سمر هاتفة بوضوح شديد
( اهلا بيكي في اي وقت ...بس ارجوكى ممنوع تاخدى اي حد من البنات بدون علمنا مرة تانية
*************************************************************************
تحركت منيرة لتفتح باب الغرفة بهدوء شديد لتخرج سلمي صارخة متألمة
( الحمام فين ؟؟  انتي ......انتي ......فين الحمام ؟؟؟؟
أشارت منيرة بهدوء مستفز ناحية الحمام لتسرع سلمي نحوه وهى تتمتم بكلمات غير مفهومة ....
خرجت سلمي من الحمام محمرة العينين الغيظ والغضب يملؤها من هذه المنيرة ....فكرت ان مخططها ليس بهذه السهولة التي تصورتها فغريمتها قوية الشخصية وليست بالخصم الذي يستهان به ولكنها لن تتنازل عن حقها ..ومصعب حقها هي لقد أحبها هي اولا ....خسرته بغبائها واصرارها علي المال والمركز ومعها الأثنين الآن ولكنها ليست سعيدة ....تحتاج مصعب زوجها من كان يتمني نظرة رضا من عينيها ....هل عامين فترة كافية لقلع جذور حبها من قلبه ....لاء مستحيل ...لن تيأس أبدا.....
اقتربت من مصعب لتضع يدها علي ذراعها محاولة ترقيق لمستها وهتفت بدلال
( دكتور مصعب....ياريت لو سمحت توصلني لأقرب فندق...كفاية ضايقتك الفترة دى كلها....
اقتربت منيرة لتنزع يدها بقسوة من علي ذراعه وهتفت بحدة شديدة
( الدكتور مصعب تعبان عنده مرض الانتوخورس....تعرفيه المرض دا معناه ممنوع يوصل حد غريب مؤنث وحاليا اعراض الانتوخورس ظهرت حالا ....حصل يا مصعب ....
ابتلع مصعب ريقه وحرك نظره بينهما وهو يعلم ان ايامه القادمة لن تكون سهلة او بسيطة ابدا ....
أمسكت منيرة بيد مصعب واسرعت به نحو الطاولة واجلسته علي رأسها وهتفت لسلمي
( اتفضلي الغدا جاهز يا دكتورة علشان في تاكسى هيوصل بعد ساعة يوصلك لأفضل فندق ومتقليقيش تاكسي معرفة يعني مستحيل يخطفك لا سمح الله ولا يبيعك قطع غيار بشرية
ثم همست بشراسة لنفسها
( حاسة والله أعلم أنك ناوية تكوني قطع غيار بس مش بشرية ....ممكن استخدمك في المكنسة الكهربائية...طبعا انتي شاطرة في الشفط...
تحركت سلمي لتجلس علي الكرسى المقابل لمنيرة وتنظر للطعام بتقزز هاتفة
( ايه الاكل دا ؟ غريبه من امتي بتأكل السي فود يا دكتور ؟؟؟
رفع مصعب عينيه نحو منيرة وهتف بحب
( اي حاجة من أيد منيرة تتاكل من غير كلام طبعا...
نظرت نحوه سلمي لتصرخ فجاءة
( آه بطني ...بطني بتتقطع....الحقني يا مصعب ....هات لي دكتور ....اكيد مراتك عاوزه تموتني...وحطتلي سم في الاكل ....
لم تتحرك منيرة من مكانها بل استمرت في تناول الطعام بشهية في حين تمتم مصعب في دهشة واستغراب
( سم ايه ؟؟؟؟هو انتي اصلا اكلتي لسه اي حاجة يا سلمى؟؟؟؟؟

بيت العوانس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن