عريس الفازة

1.9K 73 4
                                    

#بيت العوانس

الفصل الرابع والعشرون

أمسك كمال بالمنديل يقربه من فمه مرة ومن قلبه مرة ....يتنهد بعمق ويهتف هامسا لنفسه
( مراتي ....رضا اخيرا بقت مراتي ..والمنديل دا يشهد علي اللحظة التاريخية دى ....صح يا منديل....مش انت تشهد ان رضا مراتي انا؟؟؟)
ضحك حمدى وهو يقف من المقعد المقابل له بعد انتهاء مراسم كتب الكتاب ويحتضن كمال سعيدا فرحا ويهتف
( بالراحة علي نفسك يا ابو كمال.....مبروك يا بني وصيتك رضا اطيب بناتي يا كمال)
رد كمال بصدق وتأثر واضح بكلمات حمدى
( بتوصيني علي روحي وعمري كله يا عمي ....رضا دى قلبي اللي بيدق ....النفس اللي داخل وطالع في صدري ...هي فين صحيح ؟؟؟؟....فين مراتي يا عمي الحقنى بسرعة.... نفسي وقف عاوز تنفس صناعي بسرعة)
اتسعت عينا حمدى وبهت جميع الحاضرين في حين اقترب منه ياسين مؤازرا وهتف بخفوت
( شوف يا عديلي العزيز ....الموضوع محتاج منك تركيز وصبر ...حضرتك متجوز نسخة بالكربون من سمر مراتي....بس الكربون تقيل شوية في النسخة دي يا عريس....رضا احتمال تجيبلك شلل مبكر وضيق في التنفس واحتمال كبير تفضل اسبوع تقنعها انكم مخطوبين لسه وتقدر تمسك ايديها ....تقدم يا روميل وربنا معاك يا عريس)
نظر اليه كمال وعيونه تظهر بها القلوب وهتف بتأكيد
( اسبوع مين يا استاذ ياسين . ...اتفرج واتعلم حضرتك....أقصاها اسبوع والفرح هيكون بأذن الله....وسع كدا شوية لو سمحت ادخل لعروستي أبارك لها )
نظر اليه حمدى وهتف محذرا
( كمال خمس دقايق بس وتخرج انت وعروستك علشان الضيوف وإلا......بحذرك كدا ممكن أأجل الفرح شهرين ....)
ابتسم كمال بسعادة واحتضن حمدى وهمس في أذنه
( عمي حبيبي ....الفرح الأسبوع الجاي أن شاء الله...حقيقي والله خايف عليكم ...وبعدين ليه خمس دقايق كفايه جدا دقيقتين....ورانا الليل كله بعد ما يمشي الضيوف بالسلامة...)
تحرك كمال سريعا دون انتظار الرد من حمدى الذى هز رأسه وهتف مقرا معترفا
( فعلا لازم الفرح يكون الأسبوع الجاي...دا ناوي يفضل معانا طول الليل ...شكله هيعسكر في البيت ....محظوظة يا رضا...يكون في عونك من حب المجانين اللي ناوي يشغله عليكي كمال)

****************************************************************
تحركت رجاء بغيظ شديد وهي تنظر للساعة كل خمس دقائق لتشتم بصوت عالي ابنها وزوجته والتي أكدت عليهم الحضور باكرا لتذهب لحمدى وكتب كتاب رضا لتري العريس المصون الذى قبل بتلك العانس....قررت إلا تدع الموضوع يمر علي خير وخصوصا وان زينب لجأت لخالها لتحقيق طلبها في إنهاء خطبتها من وليد ....أصرت إلا تفتح الموضوع او تجادل اخاها تليفونيا او تذهب اليه إلا أثناء كتب الكتاب...وها قد ضيع عليها ابنها الوحيد الفرصة ولكنها ستنتقم.... وستحرج حمدى وابنته وابنتها ...وتأتي بها الي البيت غصبا وستؤدبها لخروجها بدون رضاها....همست لنفسها بحقد شديد
( هخليه كتب كتاب مهبب علي دماغكم كلكم ....بتعصي بنتي عليا يا حمدى طيب ....)
اخيرا سمعت ضحكات سحر العالية التي تفتعلها خاصة عند دخولها المنزل لتزيد من غيظ رجاء غير كثير من التصرفات المفضوحة....لكنها ليست في وقت يسمح لها بالرد والكيد الآن....فتحت الباب لتقف امام محمود وزوجته وصرخت فيهما
( لسه بدرى يا بهوات....منبه عليكم توصولوا بدرى علشان نلحق كتب الكتاب اللي زمانه اتكتب ....خلاص مبقاش لكلامي اي أهمية يا محمود ....؟؟؟؟؟؟)
نكث محمود رأسه ارضا ولم يستطيع الرد خوفا من ردة فعل سحر او والدته ....في حين اقتربت منها سحر لتقبلها قبلة عميقة مغيظة وهتفت بمكر لا يستهان به
( الغلطة غلطتي يا حماتي....اصل انا أصريت اشتري هدية غالية جدا لرضا بنت خال محمود حوده حبيبي ....امال ايه ....رضا بالذات غالية عليا أوى أوى..طبعا مش كانت هتبقي في يوم من الأيام ضرتي....) وانطلقت ضحكاتها مدوية لتصرخ رجاء فيها
( انتي بتقولي ايه ؟؟؟جبتي الكلام دا منين؟ )
في حين اتسعت عينا محمود بخوف شديد وشحب وجهه شحوب الموت أو أشد في حين هزت سحر رأسها بلا مبالاة حقيقة وهتفت هازئة
( ايه ؟؟؟؟توقعتي اني معرفش ....او ممكن الموضوع يتم ببساطة ....لاء يا طنط ....كنت اظنك اذكي من كدا بصراحة .....ما علينا ....يلا علشان نبارك للعروسة وكمان العريس ....وبالمرة نلحق بنتك زينب اللي هربت.... وفضلت بيت خالها علي بيتك يا طنط...)
شعرت رجاء بأنها لا تستطيع التنفس وان الضغط ارتفع عاليا ويصرخ طالبا النجدة إلا أنها حاولت تهدئة نفسها حتي لا تسمح لأخيها وابنته بالانتصار عليه وهتفت بغيظ
( يلا اتحركوا قدامي علي السريع ....اتأخرنا بما فيه الكفاية.....والكلام اكيد لسه فيه كتير اوي يتقال ويتعمل كمان ....الصبر يا مرات ابنى يا نجمة يا مشهورة الصبر....)

بيت العوانس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن