الفصل التاسع (ظلام البدر)

25.1K 369 10
                                    

أين ذهب صاحب تلك العيون التي تستطيع أن تتغلغل بداخل من أمامه حتى يستطع التعرف على نوايا صاحبها؟؟ أين ذهبت ساديته بتعذيب أجساد النساء وعندما توسلته أعرض عن فكرة ضربها؟؟ أين ذهب بدر الدين الخولي الذي لم تغيره إمرأة فقط سوى ليلى حبيبته وزوجته؟

هو متأكد أنها مجرد فتاة مستغلة تريد الأموال.. هو يعرف منذ أن وقعت عيناه وتمعن بتلك الزرقاوتان أن بها شيء ما، ليست فتاة طبيعية، وراءها شيئاً هو يعرف جيداً .. لقد اكتشف كل ذلك عندما استمع لها مع كريم ولن يترك لها الفرصة لتدمر اخته!

لن يلتفت لإثارتها اياه بعد الآن، لن يلتفت لتلك البراءة المُزيفة بعيناها، هي تلك الفتاة التي أرادت أن تُفرق بين أخته وزوجها فقط لأجل حفنة أموال ليس إلا..

جاب جناحه ذهاباً واياباً وهو لا يُصدق أنه تركها هكذا بمنتهى السهولة، لا، لم تكن إلا لجعلها تستعيد عافيتها قليلاً حتى لا يشك أحد أفراد عائلته في أي شيء، هذا ما نواه، ليس لليناً تجاهها!!

استند بساعده على رأسه بعد أن استلقى على السرير وحاول أن يوصد عيناه ليرى بدر لدين الصغير الخائف المرتعد مرة أخرى..

"أنتي قذرة.. مش عايزة غير الفلوس وبس.. لو صابر مش موجود تدوري على غيره قوام، أنا عرفت إنك كنتي نايمة معاه من يومين و.."

"ولو نمت معاه أنت مالك، أنت مخليني زي البيت الوقف وابنك سايبهولي ومش فارق معاك حاجة" قاطعته ليصفعها بقوة

"ده أنا مشوفتش حد في وساختك!! جاية تكلميني عن ابني وبتقولي انك نايمة مع واحد تاني!! أنتي أم أنتي؟ يا شيخة ملعون أبو اليوم اللي عرفتك فيه"

"فعلاً كان يوم أسود، يوم ما روحت واتجوزت عليا!!"

"وأنا اتجوزت عليكي ليه؟ نسيتي ولا أفكرك؟"

"عشان واحدة وسخة ضحكت عليك وآآآه..." قاطعها ممسكاً بشعرها ليلفه على يده جاذباً اياه بعنف ليتهاوى جسدها أرضاً

"نجوى دي ضافرها برقابتك يا خاينة يا قذرة يا بتاعة الرجالة يا حرامية، على الأقل مباعتنيش لصاحبي عشان الفلوس بالعكس وقفت جانبي يوم ما سرقتي تعبي وشقايا، وابني اللي بتتكلمي عليه أنا هاريحك منه خالص، مش هتعرفي تطولي ضافره"

"يا أخي غور أنت وهو وطلقني وخليني أشوف حياتي بقا بعيد عنك وعن فقرك ده"

"بعينك خليكي كده زي البيت الوقف، بدر.." صاح منادياً اياه بينما كان بدر الدين ذلك الطفل يستمع لجدالهم ليجد المياة تنساب على بنطاله دون إرادة منه إلي أن لامست حذاءه!

فتح عينه وهو يشعر بالإختناق وتوجه للشرفة بعد أن خلع قميصه وتثاقلت أنفاسه والغضب ارتسم على جميع ملامحه وقتمتا عيناه السودواتان ليتجدد بداخله الكره الخالص لوالدته..

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن