الفصل السابع (عتمة الزينة)

17.5K 277 3
                                    

"ايه اللي أنت بتعمله ده أنت اتجننت؟!" صرخت بوجهه عندما جذب ذراعها في عنف ثم صفع باب السيارة ودفع بجسدها بصلابة ليرتطم بالسيارة واقترب منها ناظراً لها ثم صاح بوجهها

"أنتي عيلة صغيرة على كل اللي عملتيه ده النهاردة؟ ايه طفلة؟ مش عارفة تميزي بين الالتزام والأفورة والصح والغلط؟! ومش نبهتك إنك متاخديش قرار من غير ما ترجعيلي؟ ايه بقا اللي جاب سيرة إننا فجأة كده ننزل مواقع.. لو مش عاجبك اسلوبي اتفضلي امشي، إنما تتعديني وتكسري كلامي اللي نبهتك عليه من أول دقيقة ليكي في الشركة.. ايه بتستعبطي يا زينة ولا ايه مش فاهمك؟!" صرخ بوجهها بنبرته الرجولية التي قد استمع لها جميع من بالمنزل وشعر بدر الدين بالقلق الشديد عندما رآه بتلك الحالة من شرفة غرفته

"يا اهطل يا ابن الغبي.. ايه اللي أنت بتهببه ده بس" تمتم ثم توجه مسرعاً للأسفل حتى ينقذ الموقف

"يا سلام!! لا يا سليم اعرف إنك بتكلم واحدة زيها زيك في الشركة، لما أنت اللي مش عاجبك أسلوبي أنت المفروض اللي تغير من أسلوبك، وبعدين ايه الـ Over اللي عملته؟! وايه اللي ملتزمتش بيه؟! أنت راكب دماغك كده ليه وبتتحكم في كل اللي حواليك بالطريقة الزفت دي.. لو هما شوية هُبل ومستحملينك يبقا يكون في علمك أنا مش هاقبل طريقتك دي واياك تمد ايدك عليا بالطريقة دي تاني.. أنا بحذرك، احترم نفسك يا سليم! فاهم ولا لأ؟!" صرخت هي الأخرى بوجهه ليسحق هو أسنانه غضباً بينما كلمتها الأخيرة تركته مندهشاً رافعاً احدى حاجباه في تمرد

"احترم نفسي عشان جريتك من دراعك برا العربية.. وهو شهاب بيه لما كان ساندك ده كان اسمه ايه؟! ولما هو فضل سايب ايده عليكي كان اسمه ايه؟ مقولتيلوش يحترم نفسه ليه ولا عاجبك اوي وداخل دماغك عشان كده سيبتيه يعمل اللي هو عايزه؟ عشان كده رايحة تهزري معاه قدامي ومسخسخة على روحك من الضحك اوي واحنا بناكل وكل شوية تمسكي في دراعه قال ايه يا عيني هتقعي.. لما تحترمي نفسك أنتي الأول ابقي تعالي اتكلمي على الاحترام"

"لا أنا محترمة غصب عن عينك .. وبعدين أنت مالك ما أهزر مع اللي أهزر معاه براحتي"

"مالي إني ابن خالك يا هانم وعيب اللي أنتي عملتـ.."

"وهو ابن عمي ومفرقش عنك حاجة" هنا قاطعته لتنفجر حمرة الغضب بوجهه مجددا

"بقا أنا يا زينة بتقارنيني بواحد حيوان زي ده"

"ماله يعني.. أنت أحسن منه في ايه؟! ليه شايف نفسك أحسن من الكل؟ وبعدين بطل بقا تكبير للمواضيع ومتتعاملش معايا تاني احسنلك غير في اطار الشغل ده لو كملت معاك أساساً.. فاهمني ولا أعيد كلامي تاني؟؟"

"جرا ايه يا ولاد صوتكوا سمعته كل الفلل اللي حوالينا" هنا تدخل بدر الدين الذي حاول أن يُبعد سليم من أمامها

"سيبني يا بابا"، "سيبني يا خالو" صاحا في نفس الوقت ليرفع بدر الدين حاجباه في دهشة

"بصي يا زينة، وكويس إن بابا حاضر وسامع كلامنا، لو ماتعدلتيش واتعاملتي بإحترام ونفذتي كل اللي بقول عليه في الشغل أنا هيكون ليا تصرف تاني.. اعتبري إن النهاردة كان درس ليكي وده أول وآخر تحذير!! ياريت متنسيش الكلام ده وتفهميه كويس وتفهمي إن عشان كان أول يوم ليكي النهاردة أنا مردتش اهزئك قدام الناس!" صاح بها وأنفاسه التي تثاقل غضباً تتابعت في سرعة جنونية دفعت صدره أسفل قميصه الرسمي ليعلو ويهبط بطريقة غريبة لم يرها بدرىالدين أبداً على ابنه من قبل.

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن