الفصل السابع (ظلام البدر)

24K 371 16
                                    

مرت اثنتا عشرة ساعة منذ تلك الدقيقة التي وضعها بالدولاب، كلما تذكر كم كانت المساحة الداخية به ضيقة يبتسم من فرط السعادة لمجرد علمه بأنها تعاني في كل ثانية تمر عليها، كان يتخيلها بهذا الوجه المتورم والدماء المنسابة أسفل شفتيها ليشعر بالنشوة التامة لقسوة تلك الآلام عليها وكأنه مجنون فقد عقله ولا هناك متعة قد تضاهي متعة إيذاء النساء بداخله..

نهض من سريره الذي تواجد بجناح مختلف تماماً بنفس الدور حيث تركها وحدها في جناح آخر وشعر براحة نفسية فريدة من نوعها ليستحم ثم توجه للخارج ليعدو مُطلقاً هذا الهواء المنعش أن يتسلل رئتيه في حرية ثم مارس بعض التمارين الرياضية وتوجه مرة أخرى لغرفته ثم استحم مجدداً وجلس ليتناول وجبة إفطاره في تأني وتريث تام ثم خرج للشرفة ليحدق بتلك المياة الزرقاء..

فكر كثيراً ماذا سيفعل بعد عودتهما من هنا، هل سيتركها بكل تلك السهولة وهي تستحق العقاب؟ هل يعيدها لزوج والدتها بعد العودة مباشرة وبعد الإنتهاء من الإحتفال بمولد ابنة أخته؟ وهل كريم قد تعلم درسه جيداً أم إنه يُساير ذلك الوضع حتى ينفذ ما برأسه فقط؟

سأل نفسه العديد من الأسئلة التي لم يجد لها إجابات ولكنه ان واثقاً أنه دائماً ما يجد الحل المناسب لكل شيء، فبالنهاية بدر الدين الخولي قد تعلم الكثير خلال سنوات عمره الثلاثة وثلاثين ولم ينس أبدا كيف واجه الأصعب من تلك الفتاة الصغيرة التي ظنت أنها ستحتال على الجميع!!

تساقطت حبات العرق على وجهها لتسيل على ذلك الجرح أسفل شفتها لتشعر بالآلم وتمنت لو أنها فقط تناولت بعض المياة، بللت شفتاها وشعرت بالعطش وجفاف حلقها تماماً.. لا تدري لماذا يفعل بها كل ذلك، كان له أن يطردها خارج منزلهم، أن يعيدها لزوج والدتها، أن يكشفها أمام الجميع.. لكن ما يفعله بها فاق كل الحدود.

كم الساعة؟ كم يوم مر منذ أن أدخلها تلك اللعنة؟ لماذا تشعر بتلك السخونة حولها وكأن أسفلها موقد مشتعل..؟ لماذا يأسرها هنا؟ ومتى سينتهي هذا الكابوس الذي تحيا به منذ أن وجدها مع هذا القذر كريم!! تقسم أنها لم تفعل شيئا وصدت كل محاولاته معها!!

لا تدري إلي متى سيظل محتجزاً اياها هنا، اسيحتجزها حقاً حتى موعد عودتهم مرة أخرى؟

أيصدق أيضاً تلك الإدعاءات بأن كريم قد أقام معها علاقة بمثل تلك الطريقة التي سألها بها عنه؟ تقسم أنها لطالما كانت فتاة جيدة ولم يقترب منها رجل من قبل! هي حتى لا تعرف ما معنى أن تنام مع رجل مثل ما ادعى بدر الدين!

دمعت عيناها في صمت ولم تشعر بنفسها بعد ذلك لتتثاقل جفونها من الإرهاق او ربما قد فقدت وعيها.. هي حقاً لا تعرف ولا تعي ما الذي يحدث لها!

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن