إتصال 1

444 16 2
                                    

"صباحات ديسمبر دائما بارده ولكنها مشرقة بأسلوبه الخاص ."

"مرحبا، من المتصل؟ ...
عفوا من يتحدث ؟!!
...
سأغلق الخط إن لم تُجب ."
...

_"معلمة ... ما الخطب ؟!"

سأل إحدي الطلاب بإستغراب مُعلمته التي تقف شارده تنظر لهاتفها بعد ان اغلقت الاتصال  .

انتشلها من شرودها فردت بأبتسامه بسيطه

"هممم ، اعتقد انه رقم خاطئ ، لنتابع الشرح الأن ."

في الحقيقه كانت تشعر بالقلق من ان هذه الاتصالات ليست بالخطأ ، أصبحت تأتيها كثيرا هذه الفترة .
كل يوم منذ ثلاثة ايام ماضيه ...
المتصل يصدر كلمات غريبه بصوت متقطع وخافت واحياناً يأتي صفير ويستمر عشر ثواني تقريباً ثم ينقطع الإتصال ويعود مجددا في اليوم التالي .

قلقه وخائفه ولكنها لا تريد ان تقُلق عائلتها و طلابها لأمر قد يكون مزحه عبثيه .

°°°°°°

تسير بسرعه تتجه لموقف الحافلات بعد انتهاء اليوم الدراسي اخيرآ .

تنظر بين الحشود لتحاول ان تجد مكاناً لتجلس به ولكن لم تجد .

واقفه تعبث بهاتفها وتتمسك بالمقبض المتدلي فوق رأسها بعشوائيه حيث كانت سرعه الحافله معقوله
حتي شعرت بشعور غير مريح وكأن خط النظر لايفارقها .

نظرت حولها بتريث لتجد من يحدق بها حتي وقعت عينها عليه ، شابٍ يجلس خلفها حانياً ظهرة للأمام وضامً يده أمام صدره ولم يقطع تواصله البصري معها رغم ان عيونه الحاده هي الوحيده التي رأتها حيث كان ملثم بكمامه سوداء وغرته البنيه الناعمه تناثرت بعشوائيه علي جبهته ،كان ينظر إليها بهدوء .

يحدق كلاهما ببعض ولكن عكسها هي من تحدق بإستفهام فأرتسمت نظراته بحده .

قطع التحديق الغريب الذي لم يدم اكثر من بضع ثوان بينهم ووقف يقدم لها مقعده بلطف قائلاً  بتواضع
" تفضلي اجلسي مكاني . "

شكرته بإمتنان وجلست بسعاده جانب السيده العجوز حتي وجدته يقف امامها ويتحدث مجددًا يخاطبها بصوت واضح

" يبدوا ان عملك شاق .. تبدين منهكه ."

ردت بتلقائيه

" التدريس ليس مهنه صعبة ولكن طلاب الثانويه ... انهم فقط مشاغبين اكثر من طلاب الابتدائيه "

ابتسمت بعفويه في نهاية كلماتها عندما تذكرت طلابها الرائعون .

حدق بها دون ان يرد فشعرت بعدم الراحه من صمته .

ضيقت حاجبيها وهي تضع إحدي خصلاتها السوداء التي شردت علي جبهتها خلف أذنها منزعجه من رفرفة الهواء المفاجأه حتي جذب انتباهها عليه مجدداً عندما سمعت صوته الموجه لها بكلمات غزليه غير مبرره

في ليله ال٣١ من ديسمبر || On the night of December 31حيث تعيش القصص. اكتشف الآن