|لقاء| #2

309 12 9
                                    

-----------

مرت الايام وظلت تتجاهل التفكير في امر خطبتها وتمارس حياتها كمعلمه بشكل طبيعي لإعداد طُلابها للأمتحانات القادمه 

وادركت ان ثلاثة ايام مرت بالفعل دون ان تتحدث مع والدها ... ربما كانت الطريقه الوحيده لديها للأحتجاج .

وعلي ذكر عائلتها وعلي تلك الطاوله الخشبيه التي كانت السبب الوحيد لإجتماع ثلاثه اشخاص عليها لتناول طعام الافطار ، اكتفت روزيليا بالنظر إليهم بلامبالاه لتتنهد بخفه وتذهب حاملة حذائها الشتوي ذو الكعب القصير لترتديه وتتجه للخارج .

قبل مغادرتها اوقفها صوت والدتها الضعيف بحزن
فإستدارت لها وهي تعلم انها كانت تبكي ولكن لم تخمن السبب ..

عانقتها والدتها بدفئ بين زراعيها وبعض الدموع انزلقت من حواف عينها المغمضه بأسف.

.
.
.
.

في الحديقه الخلفيه للمدرسه الشاسعه تجلس علي المقعد الخشبي ويديها مخبأه في جيوب معطفها الأسود الطويل ... نظرت تلك العيون الواهنه للسماء الغائمه فوقها بفتور .

منذ الصباح قد اختلجتها مشاعر مختلطه من الحزن والتردد والذي يجعلها تفقد طاقتها الان أو ما قالته  والدتها لها في الصباح  .
ولم تكن محادثه دارت بينهم حتي... بل بضع كلمات نُصح لم تطلبه روزيليا .
.
.
.

علي عتبة الباب عندما كانت علي وشك ان تغادر وتتجه للمدرسه وقفت والدتها وخلفها والدها الذي اختلس النظر لإبنته وهو يضع ملامحه القاسيه كالعاده عندما يكون غاضباً منها .

نظرت لها أمها نظرة يملئوها الشعور بالضعف حاولت اخفائها وترددت في القول ولكنها اخذت قرارها بالفعل عندما نبثت بهدوء :

_"انه يعرف كل شئ حدث معكِ ... ليس لديه اي مشكله في الزواج منكِ فلماذا لا توافقين ...
لماذا لا تُريديننا ان نحاول أن نكون سُعداء لأجلكِ ؟"

اجهشت بالبكاء في نهاية كلماتها مما دفع روزيليا للتحدث دون ان تفكر في الكلمات البسيطه التي من شأنها ان تكسر فؤادها .

_" موافقه ... سأفعل ما تُريدونه ان كان هذا يرضيكم ."

وعندما كاد ضوء النهار يسبب لها عمي مؤقت بسبب تحديقها المطول في السماء

شعور الندم ملئوها عندما ادركت انها تسرعت بالموافقه

لم يكن لها ان توافق علي مشاركه ما يخصها من ألم مع شخص غريب ... ولا يمكنها الرفض ايضاً .

قاطع تفكيرها المزدحم صوت فتاة اقتربت بحذر من معلمتها الشابه وقالت بتردد :

_معلمه روزيليا .. أيمكنني التحدث معكِ قليلاً ؟

في ليله ال٣١ من ديسمبر || On the night of December 31حيث تعيش القصص. اكتشف الآن