الفصل الحادي عشر

652 50 8
                                    

الفصل الحادي عشر

بقلم / عبدالرحمن أحمد
الرداد






اللهم إنى أعلم أنني عاصيك ولكنى أحب من يطيعك فاجعل اللهم حبي لمن اطاعك شفاعة تقبل لمن عصاك
اللهم إن بعض خلقك قد غرهم حلمك و استبطئوا اخرتك فلم يتبعوا القرآن وسخروا من أهل الإيمان فأسألك ألا تمهلهم حتى لا يكونوا اسوة لكفر غيرهم الله آمين

************************************

أطلق رصاصته الثانية لتستقر بجسد «طيف» الذي هدأت أنفاسه وسالت دمائه بغزارة وسط تصوير صديقه لما حدث بابتسامة واسعة وفي تلك اللحظة داهم المكان قوات مجهولة يبدو أنها تابعة لـ «سيزكا» فصرخ «خالد» بصوت مرتفع:
- استنوا ! أنتوا مش فاهمين حاجة
وقبل أن ينطق بالحقيقة التي عرفها عن طيف أطلق هؤلاء المسلحين الرصاص عليه وعلى من كان معه دون رحمة ثم توجه أحدهم ووضع يده على رقبة «طيف» لثوانٍ قبل أن يقول بجدية:
- لسة عايش عايزين دكتور حالا يطلع الرصاصتين من جسمه علشان لو اتنقل من هنا هيموت!
هز صديق له رأسه ورفع هاتفه بعدما ضغط على أزراره وانتظر لثوانٍ قبل أن يقول بجدية:
- تعالى بسرعة على المكان اللي هبعتلك عنوانه دلوقتي وخلي بالك كويس

وضع هاتفه بجيب بنطاله ونظر إلى صديقه «هادي» الذي قام بشق ملابس «طيف» عن طريق مطواه ثم خلع قميصه ووضعه على مكان الرصاصتين ليمنع خروج الدماء ، مر من الوقت عشرون دقيقة قبل أن يصل الطبيب، جلس الطبيب على الأرض بجواره وفتح حقيبته وأخرج منها المعدات الطبية لكي يُخرج الرصاصتين من جسده وبالفعل بدأ في نزع الرصاصة الأولى وما إن نجح في ذلك حتى بدأ في نزع الرصاصة الأخرى وبعد وقت ليس بطويل استطاع مداواه جرحه وإنقاذ حياته، نظر «هادي» إلى صديقه «مروان» وردد بجدية:
- تلاتة يشيلوه ويدخلوه العربية دلوقتي حالا لأن الشرطة ممكن توصل في أي ثانية
هز رأسه بالإيجاب ونفذ أمره وبدأ ثلاثة من الرجال يحملون طيف ثم اتجهوا به إلى السيارة الخاصة بهم ثم انطلق بقية الرجال واستقلوا السيارة الأخرى ورحلوا من هذا المكان.

***

وصلت «نيران» إلى مكتب اللواء «ايمن» بمديرية أمن القاهرة وكانت بحالة يُرثى لها، شاهدتها «فاطمة» فأسرعت إليها وأمسكت يديها قبل أن تسقط وهي تقول:
- نيران حبيبتي فيه أيه مالك؟ حصل أيه
انهمرت الدموع من عينيها ورددت بصوت باكي:
- لازم أقابل اللواء أيمن دلوقتي حالا
في تلك اللحظة حضر «رماح» الذي اتسعت عينيه بصدمة بعدما شاهد حالتها تلك وأردف بتساؤل:
- نيران! حصل أيه وأيه اللي عمل فيكي كدا؟ اللواء أيمن كلفني أدور عليكي لأنك مختفية من بداية اليوم
نظرت إليه ورددت بصوت باكي وضعيف:
- لازم أقابل اللواء أيمن دلوقتي، طيف هيموت
لم يستمر بالكلام بل طرق مكتب اللواء «ايمن» على الفور فأذن له بالدخول، عاد إلى فاطمة وأشار إليها بأن تتقدم بها فساعدتها على المشي واتجهت إلى المكتب ودلفوا إلى الداخل جميعًا، وقف «ايمن» ونظر إلى «نيران» بصدمة وهو يقول بتساؤل:
- نيران أيه اللي عمل فيكي كدا وكنتي فين من الصبح؟
كان قلبها يحترق على زوجها وحياتها بأكملها ورددت بصوت ضعيف يأبى الخروج:
- طيف اتكشف وهيقتلوه
صمتت للحظات قبل أن تتابع:
- أو قتلوه خلاص
تحرك «ايمن» من مكانه واتجه إليها وهو يقول بصدمة:
- طيف! عرفتي إزاي؟ طيف في مهمة سرية ومحدش يعرف هي أيه أصلا
شرحت له بإيجاز كيف وصلت له وما حدث تمامًا حتى تلك اللحظة فوضع يده على رأسه وفرك شعره بقوة وهو يقول بقلة حيلة:
- إزاي اتكشف؟ رجوعه مصر أصلا كان أكبر غلط حتى لو كان جزء من الخطة، مش هنتكلم في حاجة حصلت دلوقتي، المهم نلحقه

خط أحمر "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن