الفصل الخامس عشر

618 71 18
                                    

الفصل الخامس عشر

بقلم عبدالرحمن أحمد
الرداد

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد كما ينبغي لقدره ومقداره العظيم
اللهم برحمتك اكتب لنا عفوك وبكرمك اجرنا من عذابك
اللهم أقبل تضرعنا إليك
وأغننا إذا طرحنا أنفسنا بين يديك وكن غوثًا لما استغاث بك ونجاة لمن لجأ إليك

****************************************

ترك والدته بعدما وعدها أن يعود إليها مرة أخرى ثم صعد إلى الأعلى حيث شقته وتسارعت دقات قلبه وهو يفتح الباب، تقدم إلى الداخل وسار بخطوات هادئة إلى أن وصل إلى غرفة «نيران» ففتح الباب بهدوء شديد ثم سار بهدوء شديد حتى لا تستيقظ من نومها، جلس بجوارها على طرف الفراش وقدم وجهه منها كثيرًا حتى التصقت أنفه بأنفها ففتحت هي عينيها بهدوء قبل أن تصرخ بصوت مرتفع فأسرع وكتم فمها وهو يقول:
- يخربيتك أنتي اتعديتي مني ولا أيه أنا طيف يا مجنونة
هدأت قليلًا وحدقت به بعدم تصديق قبل أن تقول:
- طيف! أنا كنت متأكدة إنك عايش، كنت متأكدة
حضنته بشوق وحنين ورددت بصوت هادئ:
- أنا آسفة مكانش ينفع أسيبك لوحدك في موقف زي ده، أنا من يوميها وأنا مش بدوق النوم وبلوم نفسي ألف مرة علشان سيبتك
ابتعد عنها قليلا ثم وضع كفيه على كتفيها وردد بابتسامة:
- أنا اللي طلبت منك ده وأنتي اللي عملتيه ده كان أحسن حاجة، لو بقيتي كنتي هتموتي واللي في بطنك، أنا ربنا نجاني وكنت لوحدي لكن لو كنا مع بعض كانت هتبقى النهاية فعلا وبعدين مش جايلك نوم أيه ده أنا دخلت الاوضة لقيتك في تاسع نومة
ابتسمت وحضنته مرة أخرى بقوة فردد بتألم:
- براحة متعصرينيش أنا مضروب برصاصتين مش مسدس خرز هو
ابتعدت قليلا عنه وأردفت باعتذار:
- آسفة يا حبيبي مش قصدي
نزل ببصره إلى بطنها وردد بابتسامة واسعة:
- بنتنا القمر عاملة أيه؟
نظرت هي إلى بطنها ورددت بسعادة:
- بنتنا فرحانة علشان أنت رجعت تاني، مش لاقية اللي يجيبلها بطيخ
رفع أحد حاجبيه وأردف بتعجب:
- لسة بتتوحمي على بطيخ! حاضر هجيبلك بدل ما البنت تطلع قرعة
ضمت حاجبيها ورددت باعتراض:
- ليه يا طيف مش يمكن تبقى بطيخة حمرا! مش لازم تبقى قرعة يعني
- ده كدا تبقى أنيل هتبقى زي البنت اللي في فيلم افنجرز اللي وشها أحمر دي لا لا أنا أجيب بطيخ أحسن ونخلص من كل الحوارات دي
ضحكت بصوت مرتفع على ما قاله وحاوطت رقبته بيديها وهي تقول بحب:
- وحشتني ووحشني هزارك وكلامك ووجودك معايا
ابتسم ونظر إلى عينيها بحب وهو يقول:
- والله وأنتي وحشتيني أوي، الحياة من غيرك ملهاش طعم يا بسبوسة حياتي أنا
رددت بصوت هادئ وهي تقرب وجهها منه:
- مش ناوي تحكيلي بقى أيه اللي حصل؟
ابتسم ورفع أحد حاجبيه وهو يقول مازحًا:
- لا بقولك أيه أنا ممكن أضعف في أي لحظة وأصلا بابا مستني تحت ولو منزلتش علشان أفهمه الدنيا هياخد سيزكا ويطلع يحطها في الحجز
ضمت حاجبيها بتعجب وهي تقول متسائلة:
- سيزكا! هي سيزكا موجودة هنا؟
هز رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه قبل أن يقول بجدية:
- مش هحكي مرتين تعالي وهتفهمي كل حاجة تحت، قصة ولا ألف ليلة وليلة

خط أحمر "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن