الفصل الثاني والعشرون

626 55 13
                                    

الفصل الثاني والعشرون

عبدالرحمن أحمد
الرداد

اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدَّين، وغلَبة الرجال.
اللهم إني أعوذ بك مِن جَهد البلاء، ودرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

***************************************

وصل إلى المستشفى وترجل من سيارته على عجالة، ركض بسرعة كبيرة إلى الداخل وصعد الدرج الذي أوصله إلى الطابق الثاني، تحرك في ممر طويل إلى أن وصل إلى نهايته فانحرف يسارًا ليجد «ابتسام» شقيقة «أسماء» ومعها ابنتها الكبرى «دلال»، اقترب منهما وهو يلهث من التعب وردد بلهفة وشوق:
- اسماء عاملة أيه يا ابتسام؟
ابتسمت في وجهه ورددت بسعادة:
- متقلقش كدا يا ايمن هتبقى بخير إن شاء الله، وبعدين مالك قلقان كدا هي أول مرة تولد ولا أيه؟
نظر إلى باب الغرفة ثم عاد ببصره إليها مرة أخرى قائلًا:
- مش أول مرة بس المرة دي حاسس إن ربنا هيرزقني بولد، ولد يشيل اسمي ويبقى ظابط شرطة زي أبوه ويكمل مسيرته
في تلك الأثناء فُتح باب الغرفة وخرجت ممرضة تحمل بين يديها طفل صغير واقتربت من «ايمن» وهي تقول بابتسامة:
- ألف مبروك يا سيادة الرائد، ربنا رزقك بولد زي القمر
اتسعت حدقتيه بسعادة وانهمرت عبرة من عينيه وهو يحمل الطفل من يدها، حمله بين ذراعيه ونظر إلى وجهه بحب كبير قائلًا:
- ما شاء الله
مال برأسه وقبل جبينه بحب قبل أن يعتدل قائلًا:
- اسماء عاملة أيه دلوقتي؟
أجابته بنفس الابتسامة:
- الحمدلله بخير تقدر تدخلها

تحرك على الفور إلى داخل الغرفة ووقعت عينيه على حبيبته «اسماء» فتقدم إلى الداخل وجلس أمامها قائلًا:
- حمدالله على سلامتك يا حبيبتي
ابتسمت بسعادة وأردفت بضعف:
- الله يسلمك يا حبيبي، شوفت ابننا قمر ازاي
اقترب منها أكثر وأمسك بكف يدها بحب قائلًا:
- قمر علشان شبه أمه، متتصوريش فرحتي دلوقتي بيه
نظرت إليه بسعادة غامرة ثم عادت ببصرها إلى زوجها مرة أخرى وهي تقول بتساؤل:
- هنسميه أيه يا حبيبي
نظر إلى وجه طفله البرئ وردد بابتسامة:
- طيف، هسميه طيف، أيه رأيك؟
رفعت أحد حاجبيها وأردفت:
- طيف! أول مرة أسمع الاسم ده، هو فيه حد اسمه طيف؟
هز رأسه بالإيجاب وأجابها قائلًا:
- أيوة فيه، النهاردة قبل ما أجي قابلت طفل صغير ما شاء الله عليه عسل كان بيبيع مناديل، اديته فلوس وسألته اسمك أيه رد عليا وقال إن اسمه طيف، عجبني الاسم أوي وحسيته مختلف والصراحة عشش في دماغي، أيه رأيك؟ لو مش عاجبك خلاص نختار اسم تاني
هزت رأسها بابتسامة قائلة:
- لا يا ايمن الاسم جميل اوي وزي ما قولت مختلف، ربنا يحفظه لينا هو واخته تنة
قبل جبينه قُبلة مطولة قبل أن يقول بسعادة:
- اللهم آمين

عاد «ايمن» من ذكرياته تلك وردد بابتسامة:
- وأخيرا جيه اليوم اللي شوفته فيه بني آدم ناجح وهو اللي هيكمل مسيرتي، ربنا يبارك في عمرك يا طيف أنت ويحفظك أنت وتنة ورنة

خط أحمر "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن