كشف اسرار

275 8 46
                                    

مر اسبوع على هذه الحادثة وها هى الآن تجلس في مدرج الجامعة وحيدة شاردة الذهن تفكر في كلام شوقا الذي لم يفارقها ابدا تريد العمل به ولكن كيف؟ ليس لديها فرصة حتى... الاستاذ يجلس معها ليل نهار لا يفارقها كظلها وكأنها حياته.. لم تعد تلتقي به ولا تكلمه كلمتين حتى... يستيقظ صباحا يتناول فطوره وهو يراسلها على الهاتف ثم يذهب مع الاعضاء للتدريب ويهلك نفسه حتى ينهى تدريبه مبكرا ليخرج معها ويقضي معها بقية اليوم حتى يأتي مساءا وينام لليوم الثاني حتى لم يعد يتناول معنا لا الغداء ولا العشاء يتناوله مع تلك الضفدعة.. حتى اصبح روتين ممل... تريده.. تريد المحاولة في جعله يحبها... في جعله لها..ولكن شعورها بالذنب كل مرة لا يفارقها...انها ستكون الشريرة في تلك القصة...الفتاة التي تغوي شاب مخطوب وتحاول اخذه من خطيبته...انها تحاول اخذ شئ ليس ملكها منذ البداية.. نعم هى احبته منذ ان كانت صغيرة ولكنه ليس ذنبه ليس مجبر على ان يكون لها وليست الوحيدة من احبته من صغرها يوجد الالاف لما لم يفعلوا مثلها.. لن تؤذي احد بمحاولاتها الفاشلة هذه غير نفسها.. ولكن ماذا تفعل كل وعودها لنفسها بانها ستحبه من بعيد وستكون كظله وتحميه وتحبه بدون ان يعرف وبلا بلا بلا تتهاوى وتتلاشى.. لم تعد تكفيها وتهدأها اصبحت تريد المزيد.. تريده ان يعرف.. تريد ان تجعله يحبها.. تريد ان ترضي قلبها وتكون معه.. تريد ان تمسك يده في كل مكان واي مكان وتخبر العالم انه لها.. حبيبها هى وحدها وملكها... تريد اخذه بعيدا في مكان لا يوجد فيه غيرهما فقط لا احد اخر.. هى وهو فقط وتخبئه عن العالم.. ولكن لا ليست انانية لتفعل هذا.. لن تسمح لمشاعرها وهوسها ان يحطموا سعادته وحبه.. لن تحاول فعل شئ  ولن تخطط للحصول على حبه ستترك كل شئ كما هو ليس من اجلها ولا من اجل تلك الضفدعة فقط من اجله.. حتى لا ترى نظرة حزن في عينيه.. ان كان مقدر ان يكون لها فسيكون لها بدون تخطيط وان لم يكن فهى ستحاول ان تنسى حبه ياللسخرية على اساس انها لم تحاول ذلك مئات المرات وفشلت حسنا ستحاول التعايش معه لن تجعله عقبة قد تفقدها حتى صداقته لذا نعم ستترك كل شئ للقدر..لما الحياة معقده هكذا.. اما الحياة هى المعقدة او البشر هم من يعقدونها بمشاعرهم.... لما لا يمكنها ان تحبه وهو يحبها ويتزوجوا وتنتهى القصة.. سهلة.. بدل كل هذا العذاب والمشاعر المؤلمة لما التعقيد ولكن ماذا نفعل هذه هى الحياة ليست قصة قبل النوم.. ليست قصة سندريلا.. يراها الامير يقع في حبها فيتزوجها وتنتهي القصة.. مع ان حياة سندريلا لم تكن  جميلة في البداية فقد رأت الويل من زوجة ابيها وابنتيها.. ولكن على الاقل... نالت نهاية سعيدة في النهاية وارتاحت... هل يمكن ان ترتاح في النهاية.. ان تنتهى قصتها بنهاية سعيدة كسينريلا...ام ستكون سيريلاك افضل منها و ستظل هكذا بائسة وحيده..كل ما تفعله التفكير به.. حتى الافكار محرمة عليها... هل ستظل دائما في هذا الظلام...وضعت يداها على رأسها وتنهدت بيأس من كثرة التفكير انها حقا متعبة..شعرت بيد تخبط على كتفها لتلتفت لتجد صديقتها تنظر لها بابتسامة حزينة: الن نذهب لم يعد هناك احد في الجامعة سوى نحن والاشباح.
نظرت لها الاخرى بصمت ثم تنهدت ووقفت لمت اشياءها ونظرت لصديقتها وقالت بتعب: لا اريد العودة اشعر بالاختناق.
نظرت لها الاخرى وقالت بابتسامة حزينة: علينا ذلك لقد تأخرنا بالفعل تعلمين كم ان اليوم مهم.
ردت الاخرى بسخرية: ماذا.. لم لا تقولين ما هو اليوم اتخافين على مشاعري من ذكره لا بأس هذا لا يؤثر بي مطلقا.
نعم فاليوم هو يوم حفلة خطبتهم رسميا سيقومون بحفل صغير في المنزل يضم الاصدقاء وزملاء العمل واهل تاي وبعض فرق بيقهيت الشباب اصدقاء بتس وكم اريد الا اعود ليس لاني اتمنى لهم السوء او لاني لا اريد او حزينة لا لقد اعتدت... انا فقط  تعبت..تعبت من اصتناع الابتسامة وانا داخلي ممزق.. لم الم شتات نفسي ومشاعري بعد.. لا اريد ان اكشف واظهر بمظهر مثيرة الشفقة تكفيني نظرتي لنفسي...  لن اسلم في كل مرة سيأتي يوم وانفجر.. لن اتحمل اصتناع انني بخير وانا لست كذلك..تعبت من التمثيل.. ولا اريد ان يكون ذلك اليوم ان يكون اليوم.. لست مستعدة للمواجهة بعد...
نظرت لي الاخرى باكثر نظرة اكرها في حياتي نظرت الحزن والشفقة كم اردت لكمها حتى لا تنظر لي تلك النظرة مجددا
انا: اانتهيت من تقييم حالتي؟ لا اشد في شعري صحيح؟ايمكنك تغيير تلك النظرة حتى لا اشوه وجهك الان؟
تنهدت الاخرى بتعب ونظرت لها بيأس: لقد اخبرتك... اخبرتك مئات المرات ان هذا ما سيحدث.. وماذا كنتي تفعلين؟ تتجاهلني.. اخبرتك انك لن تؤذي الا نفسك بكل هذا... كل ما كنتي تفعليه لاجله كان يجب ان تفعليه لاجلك انت..لا احد يستحق ان تفعلي كل ما فعلته لاجله.. انظري لوجهك.. انظري لنفسك... اهذا انت؟ ماذا فعلت بنفسك وماذا جنيتي من كل هذا؟..... لا شئ وانهت كلامها بصراخ... لا شئ غير الالم والوحدة انتي تتمزقين وتموتين ببطء من اجل لا شئ وكل هذا بسبب عنادك تبدين كالجثة وماذا بعد ها.... ماذا بعد امسكتها من كتفها :لن يشعر بك احد.. ستبقين تتألمين وحيدة.. لهذا اوقفي هذا الجنون اوقفي هذا الهوس حتى لا يبتلعك اكثر من هذا هو يحبها و لن ينظر لك اكثر من صديقة لهذا توقفي ارجوكم توقفي عن هذا الجنون توقفي عن قتل نفسك.....
نظرت لها الاخرى بعيون فارغة وببرود: هل انتهيتي؟  هل يمكننا العودة الان؟
تخطتها وكانت على وشك الخروج من القاعة لكن الاخرى امسكتها ذراعها بقوة وإدارتها لتواجها: الا اكلمك؟  كيف تتركيني هكذا وتمشي؟  من تظنين نفسك؟  الحق عل...
نفضت الاخرى يدها بقوة من عليها وقالت بصراخ: ماذا تريدين من لعنتي ها ماذااا؟ ان اقول لكي انك كنتي محقة؟ ان اندم اني لم اسمع كلامك؟ ام اصفق لك؟  هاا ماذا قولي ماذا تريدين قللت من نبرة صوتها قليلا: اعرف..اعرف ان كل ما فعلته وما افعله بلا قيمة... ولكن اتظنين اني لا اشعر بذلك... اني لا اعرف ان كل هذا بلا جدوى.. ولكن ماذا عساي ان افعل...هذا ليس بيدي... لم اختر ان يحدث لي ذلك.. لم اختر ان اقع في هذا العذاب...الكلام اسهل من الفعل.. هوسي الذي تتكلمين عنه هذا لا يفعل شئ سوى انه يزداد كل يوم ولا استطيع فعل شئ حياله...اذا كنتي تظنيني مجنونة فانا الان زدت جنونا عن قبل مئة مرة...
شهدت تحاول اخذ نفسها المسلوب ثم اكملت بنبرة ممزقة: ماذا ستطلبين مني؟ ان نعود؟.... لا استطيع... لقد فات الاوان.. انا الان لا استطيع العيش...انا الان لا استطيع التنفس سوى هواءه.. قلبي يؤلمني وانا بعيدة عنه اكثر حتى من رؤيته معها.. انا اموت... اموت اذ لم يكن موجود حولي انا..انا... انا فقط لا استطيع الابتعاد بعد الان.. انا ادمنه انتي لن تفهميني ابدا هذا ليس بيدي... حتى وان لم يكن لي يكفيني ان اراه فقط..صدقيني حاولت... حاولت التخلص من هذه المشاعر المقرفة.... من هذا الهوس المقزز.. ولكنني لم استطيع... انه يزداد رغما عني... اقسم لا استطيع اقسم...انهارت باكية وصديقتها تنظر لها بصدمة لا تعزف ماذا تفعل بقوا دقائق هكذا حتى اخذت نفس عميق ومسحت دموعها بخشونة: هذا هو عذابي وانا اتقبله بحلوه ومره... انا فقط..انا فقط ساتمنى الا ينالك هذا العذاب ابدا فانا لا اتمناه حتى لاعدائي.
التفتت وخرجت من القاعة وتركت صديقتها مصدومة تنظر لها بعيون مفتوحة لا تعرف ماذا تفعل او تقول فقط تصنمت..لقد تعدت مرحلة الهوس هذا جنون عليها ان تجد حلا والا ستفقد صديقتها للابد... لم تراها تبكي ابدا واليوم...اليوم تراها تبكي بسبب مشاعر ليست متبادلة حتى... لا تستطيع ان تلقاه بحب فالحب اطهر من ان يكون هكذا..ولكن اذا كان هذا هو الحب فلا تريد تجربته ولا رؤية وجهه حتى...ولكنها  بالفعل وقعت به هى الاخرى.. حسنا ستدعو فقط انا لا تصل لحالة صديقتها المجنونة... مجنونة واحدة تكفي في هذا العالم... والان لنلحق بالمجنونة الان لا نريد كوارث..  وبهذا خرجت هى الاخرى تبحث عن صديقتها المختلة.

حب مؤلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن