تحقيق حلم

327 10 3
                                    

خمس سنوات.... خمس سنوات من الدراسة والاجتهاد...خمس سنوات من الضغط النفسي والارهاق وعدم الراحة لتحقيق اول خطوات حلمها الذهاب الى كوريا الجنوبية.... في هذه الخمس سنوات كانت تدرس ليل نهار.... كانت لا تترك الكتاب من يدها ابدا...لدرجة انها كانت تنام والكتاب بين احضانها... كانت الدراسة املها الوحيد في الوصول الى حبيبها..... كانت في هذه الخمس سنوات الاولى على دفعتها دائما في كل المراحل.... اصبحت تذاكر حتى في الاجازة الصيفية.... الراحة لم تكن موجودة في قاموسها.... اصبحت باردة... قليلة الكلام... ردودها مختصرة...... حتى اصدقائها لم تكن تكلمهم مثل قبل اصبحت محادثاتها معهم قليلية... كانت فقط تركز على هدفها وحلمها الوصول اليه الذهاب اليه فقط هذا ما كانت تركز عليه... مازالت تتخيله معها وجانبها لكن هذه المرة تتخيله يشجعها على الاستمرار... يحفزها على عدم الاستسلام  والمضي قدما في طريقها.... كانت فقط تستخدم الهاتف لتعرف اخباره وتطمئن عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.... فقط لتعرف انه بخير وعندما تطمئن يهدئ قلبها وتتمنى له الصحة والخير دائما... لكن عندما تراه معها... ممسك يدها... تترك الهاتف بغضب وترجع وتدفن نفسها بين الكتب فهى املها الوحيد.... كانت تنام وتحلم بهم معا كانت تستيقظ مفزوعة من نومها وتعود للمذاكرة..... كانت لا ترتاح ابدا وساعات نومها قلت ومع ذلك...ومع الضغط النفسي وضغط الدراسة والتعب وعدم الراحة والارهاق الجسدي الذي تتعرض له..... لم يمضي الوقت..... لم تنطفي نيران قلبها.....لم تنسى....لم تضمد جراح  قلبها المكسور.....مازالت غاضبة... ما زالت حزينة....لم تهدأ بعد... مازالت مرهقة.... تشعر دائما بعدم الراحة... بالحاجة للبكاء ولكنها كانت تحبس داخلها لتبان قوية... تشعر بنقطة سوداء داخلها او بركان يريد الانفحار.... ومع كل ما تفعله والارهاق الذي تتعرض له لم تختفي تلك النقطة داخلها ولم يخمد ذلك البركان..... فكرت في لعب رياضة تجعلها تخرج كل طاقتها السلبية... كل غضبها وحزنها في تلك الرياضة.... فاختارت تعلم الفنون القتالية..... لا تعلم ولكنها تشعر انها ستفشي غليلها في تلك الرياضة...... في ظرف مدة قصيرة اصبحت تجيد كل الحركات... اصبحت الاقوى والامهر بين زملائها... لقد جعلت المدربين مبهورين منها من سرعة اتقانها للحركات وتميزها في هذه المدة القصيرة..... اصبحت الاولى في هذه الرياضة في ناديها الرياضي ثم في الاولي في دولتها.....حصلت على العديد من الجوائز والميداليات والالقاب..... تعلمت حتى الاساليب اليابانية..... كانت قوية جدا.... تهزم منافسها من اولى دقائق الجولة الاولى.... كانت تبطحه ارضا ولا يستطيع ان ينهض بعدها.... ولكنها كانت تحرص على عدم كسر عضامه...كانت تكسر وتحطم الالات والنماذج التدريبية فقط.  ماذا انها  كانت تكسر الالات والنماذج التدريبية فقط احمدوا ربكم انها لم تكسر عضامكم..... اقسم انها كانت تحاول ان تكون لطيفة ولكن ليس ذنبها ان النماذج التدريبية  لم تتحملها وتتحطم.انه ليس ذنبها.وكان الذي يسهل فوزها ومهمتها انها كانت تتخيل تلك النماذج حبيبة تاي...كانت تتخيل كل منافسيها تلك الفتاة ولكنها كانت تحاول تمالك نفسها مع البشر حتى لا تحمل نفسها وضميرهل حمل اخر فوق حملها....  كان اسمها يشكل رعبا لمن يسمعه..... كانت المباراة تعتبر منتهية ومعروف نتيجتها..... كانت دقيقة لا تخطئ..... واثقة... حتى انهم لقبوها بالنمرة...كانت جحيم من يواجهها.... كانوا ينعتوها بالباردة والقوية وانها لا تملك مشاعر ومجردة من كل مشاعر الانسانية......لا شخص يتحول لانسان بارد الا عندما يمر بموقف صعب او ينصدم صدمة عمره في اشخاص احبهم بصدق وهى حبيبها احب غيرها ولا يعلم حتى بوجودها... فماذا يتوقعون منها.. ان تكون مرحة وسعيدة وتوزع ورود وعصائر على الناس....كيف لا تملك مشاعر وهى شعرت بكل انواع المشاعر.... شعرت بالفرحة والحب والحزن والغضب والكره..... ايوجد اكثر من هذه مشاعر لتكون ما هى عليه الان..... كيف هى مجردة من الانسانية وهى لا تؤذي منافسيها رغم انها تتخيلهم تلك الفتاة.... هم لم يشعروا بما شعرت به ليحكموا عليها.... لم يشعروا بقلبها الذي يحترق في كل ثانية لمجرد التفكير فيهم مع بعض.... لم يشعروا بما داخلها من حرب وهى الخاسرة فيها لم يشعروا بعذابها...... لذلك ليتركوا ارائهم لانفسهم ويتركوها بحالها... يكفيها شعورها بالشفقة والخذلان على نفسها......

حب مؤلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن