الفصل العاشر..
اندفعت أيسل نحو غرفة والدتها، تقول بعصبية خفيفة تعجبت لها زينات :
- ماما هي رقية نزلت مع حمزة.
أومأت زينات بصمت، وتركت لعيناها تفسير تصرفات أيسل العدائية والتي ظهرت فجأة دون أي مقدمات.
زفرت أيسل في حنق، مردفه بعتاب حارق :
- مكنش ينفع تسيبها تنزل معاه.
انتفضت زينات سريعًا تقترب منها وهي تسألها في ترقب، أرسل الندم والتوتر لأيسل بعدما بدأت في التخبط أمام والدتها..
- أيوه، مكنش ينفع ليه؟!.
تلعثمت وهي تجيب :
- علـ..، علشان مينفعش تنزل وهي تعبانه، انتي مش خايفه عليها!.
عقدت زينات ذراعيها أمامها وهي ترمق أيسل في قلق، فحالتها غريبة تثير بداخلها شكوك تحرق تفكيرها :
- أخاف عليها من جوزها!، الراجل كتر خيره أخدها معاه في الكافيه، تفك شوية عن نفسها.
فتحت أيسل فمها للتحدث، ولكنها جال بخاطرها فكرة، فقررت تنفيذها على الفور، ارتدت قناع الهدوء، وعادت تهتف بثبات :
- اممم، أحسن بردوا، أنا هنزل اشتري شوية حاجات ناقصني وقبل ما اروح هبقى اتصل عليها اشوفها هتروح مع مين.
حركت زينات رأسها بالموافقة، وقبل أن تخرج أيسل من الغرفة، انطلق لسانها يسأل ابنتها في قلق وشك :
- أنتي مخبيه عليا حاجه يا أيسل.
صمتت أيسل برهة قبل أن تستدير مبتسمة، بابتسامة زائفة تخفي خلفها خوف على أختها وهي مع ذلك المحتال :
- لا أبدًا، أنتي عارفه لما رقية بتتعب أنا مببقاش طايقه نفسي.
هزت والدتها رأسها بتفهم، وانطلق لسانها يهتف بالأدعية لحفظ ابنتيها من أي مكروه.
بينما دخلت أيسل لغرفتها، تبدل ثيابها في سرعة، وداخلها يحفزها على سرعة الذهاب للحاق برقية، قبل أن يحاصرها حمزة مجددًا، فحالتها النفسية سيئة للغاية، وبالتأكيد لن تجيد التفكير معه، وعند هذه النقطة، بدأ عقلها يصور لها، بأن تصرف حمزة ذلك، ليس سوى خطة جديدة من تدبيره هو وشهاب، فأقسمت أن ترد الصاع صاعين لهما، وأن تنجو بشقيقتها من خداعهما.
رن هاتفها وانتشلها من واقع تفكيرها المظلم، فردت على الفور دون أن تنتبه أن المتصل هو شهاب، تأهب قلبها وعقلها معًا عندما وصل إلى مسامعها صوته المجهد :
- أيسل..
أصبحت شبه متأكدة، أن ما توصلت إليه الآن، هو لعبة جديدة من تدبيرهم، وما أكد لها هو مجيء حمزة واتصال شهاب الذي يعقبه، فهتفت بحدة :