٧ كنت نزلته واتحذف

18.4K 877 39
                                    

الفصل السابع...

بعد مرور عدة أيام..

وقفت رقية أمام فراشها تفكر بحيرة، انتقلت عدستيها ما بين الفستان ذو اللون النبيذي القاتم، والأخر المماثل للون عيناها، أزرق مبهج، وضعت طرف أصبعها بفمها تضغط عليه بتفكير، تتخيل هيئتها في كلا اللونين..
وما إن فشلت في اختيار لون محدد، تركت مكانها بضيق واتجهت صوب المرآة تنظر لملامحها، التي وبالرغم من جمالها الفاتن فقدت ثقتها، افتقرت لأشياء بسيطة جعلتها عبارة عن زهرة ذابلة، ينفر منها الجميع .

تنهدت بعمق وهي تهز رأسها بيأس، تحاول الخروج من أفكارها السوداوية، تبحث بكل طاقتها عن روحها التي غادرتها منذ أن أوقعت نفسها بمصائب أصدقائها، دون أن تراعي أن أقدار البشر مختلفة، بل وصل بها تشاؤمها أن ذلك الحظ التعيس الذي لاحق أصدقائها، سيلاحق جميع الفتيات بما فيهم هي وأيسل..

كانت ملامح الحب مبهمة لديها، ترى مصاعبه فقط، دون أن تتذوق حلاوة مشاعره، وبعد حرب طويلة دامت بين عقلها وقلبها، لا إراديًا   وقعت كالغريقة في بحور الغرام والعشق، وأدركت فيما بعد، أن الحب ما هو إلا انصهار روحك مع روح من تحب!.

خرجت من شرودها على دخول أيسل وهي تحاول إحكام حجابها بضيق قائلة بصوت مرتفع :

- رقية خلصتي..

قطعت حديثها وهي تشهق بعنف مردفه :

- أنتي لسه ملبستيش!.

وضعت رقية أناملها فوق جبينها، محاولة منها في خلق كذبة، تنقذها من الذهاب إلى ذلك الحفل وعقد قرانهم، والذي سيربطها به للأبد..

- أنا بقول بلاش أروح، أنا خلاص مش عاوزة أكتب الكتاب.

رفعت أيسل أحد حاجبيها بتفكر، فبدت كالمفتش حينما  يبدأ بالبحث عن الحقائق والدلائل، فقالت :

- اممم بلاش تروحي، امال حماسك قبل كده كان فين ياهانم، لالا..أكيد في إن قولي واعترفي، الإنكار مش هيفيدك.

تفرقت شفتاها في ابتسامة واسعة، لقدرة تلك المخلوقة على إخراجها من أصعب وأشد الأمور نفسية لديها، فهزت رأسها باستسلام لتقول :

- مش عارفة، حاسه أن الفساتين دي مش حلوة عليا، وحاسة أن هكون بايخة، وممكن حمزة يتقفل في اليوم ده وهو مستنى بفارغ الصبر.

اندفعت أيسل في هجوم تقول :

- أنتي عبيطة، حمزة هيتقفل فعلاً لو خطيبته، حبيبته مجتش واتفركش كتب الكتاب، واتحججتِ بكلام فارغ مالوش أساس أصلاً، أنتي متخيله القهر اللي هيكون فيه، ده احتمال يتجلط، واحنا نتجلط معاه.

كررت رقية تلك الكلمة التي هزت قلبها بقوة، متجاهلة باقي حديثها  :

- حبيبته.

لعبة الهويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن