1

4.2K 76 9
                                    

              صدفة خير من ألف ميعاد

الساعة التاسعة ليلا
اتمشى مع ايفا في احدى شوارع منطقة غربية بالجزائر بعدما اقتربنا على الوصول لشقتي

... ايفا أو بالأحرى (أسيل) أعرف أن الإسمان مختلفان تماما إلا أنني أحب مناداتها إيفا لإختصار إسمها اللعين ، تفعل ذات الشيء بإسمي فقط لإزعاجي ، هي قريبتي و ابنة خالتي قرب شخصياتنا من جهة ما هو السبب الذي جعلني اعتبرها صديقة لي و الا فأنا من المصابين بالرهاب الاجتماعي نوعا ما لا احبذ اي نوع من العلاقات مهما كانت بعدما أيقنت تمام اليقين أن لا أحد وفيٌّ لك في هذه الحياة ..

- أستنشق من سيجارتي تارة و انفث في الهواء تارة اخرى

- اقطب حاجباي بإنزعاج .. ايفا اطفئي الهاتف و اخبريني مالذي سأفعله بشأن رجوعك الى بيتكم

- تقهقه هي فهذا الشيء الوحيد الذي تجيد فعله : بصراحة لا ادري حقا ما سأصنع لكني بالتأكيد سأجد حلا ما لأبقى

- ارمقها و انا ارفع حاجبي انها عادتي المفضلة .. كيف يكون كل شيء سهل لهذه الدرجة بالنسبة لك ؟

- لا ادري فين لكني سأرى في الموضوع اظنني سأحاول اقناعهم بالبقاء معك فترة اخرى

- أقول بخيبة  .. لعينة هذه الحياة أخذتها مني دون سابق إنذار حتى و جاء دورك أيضا إيفا

- ما بك لقد وعدتِني بألا تتذكريها مجددا الحياة لم تأخذها تركتك بإرادتها لا تكوني سخيفة ! .. تردف بغضب

- هااه حسنا كفي عن صراخك رأسي يؤلمني .. أقول

- فلتتوقفي عن الشرب حتى الثمالة إذن ! تقول بسخرية

.. لم أكن أعلم بقدومها تلك التي ستجعلني أتخلى عن هذه العادة السيئة بل و أنني سأثمل دون نبيذ حتى !

.. لحظات أخرى لنلمح فتاة تجري نحونا و هي تلهث ، لم استطع رؤيتها بسبب العتمة حتى اعمدة الاضاءة هنا لا تعمل بشكل جيد لم أميز مظهرها جيدا سوى أن شعرها اشعث مغبر و ثيابها ملطخة بالوحل اشعلت ايفا مصباح هاتفها لتمسك بيدي مندهشة مما رأت

- من هذه ؟ لتردف

: اجيبها بذات نبرة التساؤل .. لا أعلم !

تقترب الينا الفتاة شيئا فشيئا و تتمتم بكلمات لم افهمها
- ا ارج رجوكم س ساع س .. لتسقط مغشيا عليها أمامنا

بقيت أناظر ايفا بعدم استيعاب لما حدث و ماذا سنفعل بهذه المصيبة !

إقتربنا بخطى مترددة هممت أمسح عنها التراب من وجهها و أحاول رفعها بمساعدة أيفا .. لا أنكر أبدا حتى و أنها متسخة بالوحل جميلة جدا رموشها الطويلة و عينيها الأخاذتين ، وضعت يدي على خدها اصفعه بلطف لتستيقظ لكنها لم تستفق ..

.. قررنا بعد نظراتنا التي تملأها الحيرة إدخالها الشقة ..

- تقول ايفا بحيرة و هي تبلل وجه الفتاة بالماء و قفاها على أمل أن تصحو : هل لاحقها احد ما ؟ أظنها مُغتصبة من قِبل شخص ما أو أنهم خطفوها و هربت ؟

- أجيبها انا الاخرى بتفكير : لا أدري ، ستستفيق و نفهم منها مالذي حدث

ما ان توقفنا عن الكلام حتى بدأت تحرك رأسها و تغمض عيناها بألم

- و تئن بصوت مبحوح : اخخ رأسي ما الذي حدث

نهضَت بهلع من مكانها مما جعلنا نتراجع للخلف

إذا وجدت دعما سأكمل إدعموني فضلا منكم🔮💜

عمقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن