3

1.2K 47 3
                                    

أنا لا أكذب . حقاً أشتقت لكِ ولم أفكر أن يصل بنا الأمر إلى ما هو عليه الآن . ولكن بعد تركك لي نهاية المطاف ، مُقارنتُكِ مع علبة سجائر سأختار السجائر بكل تأكيد .."





- ابتسم فرحة لأجيبها .. احقا ما تقولين ؟

- وصلت الينا تسرد ما سمعت بفرح .. نعم قالو أن المرأة نجت لكن حالتها حرجة ستنقل للعناية المشددة ، لتصمت قليلا

- ماذا  ؟ .. أسألها و أنا أناظر ملامحها المتحسرة

- تجيبني بصعوبة .. السائق قد فارق الحياة بسبب الضربة على رأسه

- يضيف الشرطي جانبنا.. هذا محتمل السائق لا ينجو في اغلب الحالات ، سنحاول إيصال والدتك بأقصى سرعة للمستشفى

- احتضنت الفتاة من هول ما سمعت .. اسكنه الله فسيح جنانه

لتبتعد عني باكية بهستيريا .. عسى ان لا يرى الجنان هته ابدا ، هو من كان سبب الحادث هو من كان سببه ، و تجثو ارضا على ركبتيها ، رحت اربت على كتفها كما تفعل ايفا ذات الشيء ايضا مهدئين اياها : اهدئي هذا ما كتبه الله لنا لن نستطيع معارضته ارضي بما قسمه الله لك حمدا لله على نجاة والدتك .. أردف

- تشهق تارة تمسح دموعها تارة اخرى و تتحدث بتعب .. لا أدري ما الذي سنفعله انا و أمي وحدنا هنا كان هو أملنا الوحيد

- سيعوضكم الله عن كل ما ضاع منكم .. اقول كلماتي تلك و انا اشفق على حالها

- ستأتي الفتاة معي في السيارة .. يطلب الشرطي بحدة

- لتجيبه هي .. كلا سأذهب مع الإسعاف للمشفى يجب ان اكون بجانب والدتي

- أمسك يديها لأقول .. حتما سنذهب لكن سنلحقهم بالسيارة .. قلت لأني اعلم انها ستنهار عند رأيتها لأمها غارقة بدمائها

- حسنا سنلحق بك إذن .. يردف

- اردف بذات النبرة .. اشكرك سيدي

تذهب ايفا لتشغل السيارة و نركب بينما اجلستها في الكرسي الخلفي لأجلس انا بجانبها ، تقود ايفا للمستشفى بهدوء و تنظر لنا من مرآة السيارة ، بينما الفتاة تتشبث بي دون ان تنبس بحرف واحد

                      •○•○•○•○•○•○•○•○•

الصمت سيد المكان فقط صوت السيارات يعم في الأرجاء

- اقول للفتاة لأكسر ذلك الصمت بيننا .. هل انتِ بخير الآن ؟

- تتنهد بتعب و تقول .. كيف لي أن أكون بخير و أنا قد فقدت أبا و أمي في طريقها للعناية المشددة

- اشششش ستكون بخير أعدك

- ترفع رأسها إلي .. كيف تعدينني بشيء كهذا و أنتِ متأكدة ؟

- انا أتأمل ذلك فقط لا تكوني سلبية .. أجيبها بهدوء

- لتقول .. حسنا آمل أن يحدث ما تقولينه

- ما رأيك إيفا ستكون بخير .. أغمز لإيفا من مرآة السيارة لتجاريني

- تضيف مبتهجة .. بالتأكيد حبيبي ستنجو و سيعودون كما كانوا سابقا

- ان شاء الله

______

نصل للمشفى في غضون نصف ساعة او أكثر بدقائق ، تنزل بإنهيار

- أظن أنكِ بحاجة لطبيب أيضا .. أوجه كلامي لأزل

- ما من داعٍ لذلك

- بلا !

- لتبتسم لي وسط انهيارها .. حسنا لما تصرخين هكذا

- كلا ، لكن يجب أن يفحصك الطبيب .. لأجيبها بهدوء

-  حسنا سأدخل

يدخل الممرضون أمها بهلع و صراخهم يصلنا .. ابتعدوا حالة حرجة ! .. ابتعدوا حالة حرجة ! ، لتعود مجددا لإنهيارها و ملامحها المكتئبة

- تقول إيفاو هي تناظر الفراغ .. لطفك يا رب !

تدخل المشفى متشبثة بي ، بخطوات بطيئة ، لأشعر بدمعة ساخنة تسقط ملامسة جلد يدي

- تشتد يدي حولها لألتزم الصمت فقط فلا كلمة مما سأقوله ستطفئ حرقتها

- وعدتني أنها ستنجو .. تحدثني و تناظر عيناها الأرضية

كلمة وعد هته أصبحت تصيبني بهستيريا الضحك على كل شخص يتفوه بها ، أصمت قليلا لأتوه في فكرة أني فتاة مليئة بالأخطاء و ناكثة للوعود أيضا بل و أنني لا أذكر وعودي حتى ، لا أبالي إلا بنفسي !

2017

سنة لعينة مرت عليَّ ، كنت قد وعدت نفسي سابقا ألا أمنح قلبي لأحد لم أكن أعلم أن الحب لا يطرق الأبواب كما يزعم البعض ، لطالما اعتقدتهم ضعفاء أمام قلوبهم ، ألى أن ضعف دون إذن مني حتى !
خسرت ثقتي بالوعد الذي قدمته لنفسي بكل رضى ، نكثت به بقناعة ، كأني ابتلعت حبة مخدر دامت مدة و اختفى المفعول بإختفائها هي ، لأجد نفسي وسط ذلك الخراب قبيل صحوة ثمل من نومه ، صحوت من غفلتي منهكة جدا و لم أعرف ترتيب ذلك الخراب داخلي ليومنا هذا ، كأنني أنتظر أحدا ما ليقوم بذلك

- أبتسم لها .. نعم فعلت

عمقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن