8

833 56 7
                                    

أعتدت على القول دائما : ‏غادر كل من حطم فيك شيئًا .. أو اطفأ بك وهجًا و اترك من خذلوك لا تشاركهم حديثًا أو مكانًا اعبر بقلبك لمكان آمن ولا تبحث عن سعادتك بالمكان الذي فقدتها فيه بل اصنعها من المكان الذي أنت فيه .."

لكن السؤال .. هل سأستطيع ذلك

تتثائب .. ألست نعسة ؟

- كلا ليس بعد

- حسنا عمتِ مساءا

- عمت مساءا ! .. أجبت لألتزم الصمت بعدها لأنه و بكل بساطة قد حان موعد زيارة الذكريات الآن

                   °•°•°•°•°•°•°

10 من أغسطس 2017  أي أن ال 11 يوم ميلادها

كانت تنام بين أحضاني بنفس الطريقة بعدما كنا قد تحدثنا طويلا عن مغامراتنا لليوم و كيف كان حافلا بالدروس ، متحاشية أن أذكر يوم ميلادها أردتها أن تفكر أني نسيته أحاول فعل هذا المقلب بها كل سنة و في كل مرة تقع فيه

- تتحدث و تحاول أن تعرف ما إن تذكرت ميلادها لتقول .. امممم ماذا لدينا اليوم أيضا ؟

- لا شيء لقد أخبرتك بكل ما جرى اليوم .. أجيب بتثاؤب مصطنع

- تناظرني بنظرة جانبية و تسرق قبلة مني بين الحين و الآخر ، لكن لا جدوى من رشوتها تلك لأتذكر لتردف .. لماذا أشعر أنك نسيتي شيئا لأخباري به

- كنت أضحك داخليا على محاولاتها الفاشلة في تذكيري لأجيبها .. أمممم كلا لم أنس شيء

قطبت حاجباها و حشرت نفسها داخلي ، رمت الغطاء على وجهها ، كدت أنفجر من الضحك بسبب تصرفاتها الطفولية ، بقت على حالها إلى أن غفت ، حلت  الساعة 00:00

لورين ؟ .. أناديها لهمس .. أهزها و أهمس في أذنها .. لووورين ؟

- تستيقظ منزعجة .. ماذا هناك ؟

كل عام و أنتِ بخير ، كل عام و أنتِ في حياتي،  كل عام و أنتِ لي يا كل أشيائي .. أقول بإبتسامة

- هل هذا ما أيقظتني من أجله ؟ .. تقول منزعجة

- لتتحول ملامحي و أقطب حاجباي بغضب و أردف .. كيف ؟

- أظننتي أن الوحيدة التي تجيد التلاعب بي ؟ .. تقول بإنتصار

- أحضنها و أردف .. لعينة

- كنت أعلم أنك لن تنسيني .. قالت بثقة

- ترفع رأسها لأقبل شفتيها بعمق .. كل عام و نحن معًا

إلى أن عدت لحقيقتي و أجد أزل بجانبي

نهضت من السرير بحذر ، مخافة أن تصحو لآخذ سيجارة و أفتح النافذة جزئيا ، أتقدم بالكرسي إلى جانب النافذة أشعل السيجارة لأستنشق تبغها بعد ذلك ، وضعت سماعتي و أغنيتي العراقية ، لطالما عشقت هذه اللهجة إنها جميلة و لذيذة جدا ، إنغمست في الأغنية و كلماتها و رحت أردد معها إلى أن شعرت بيد تسحب مني السيجارة و ترميها خارجا ، لأستدير للفاعل بغضب ، لكنها كانت أزل !

- ماذا تفعلين ؟ تقول و هي تقفل النافذة

- أجيبها بإستغراب .. ماذا ؟

- أنت تدخنين ! و هل هذا عادي بالنسبة لك ؟ تتحدث بنوع من الغضب

- عادي جدا لقد إعتدته

- أنا لن أتدخل بخصوصياتك لكن ، على العموم هذا ليس الحل المناسب للمشاكل

- أعلم ، لكن رأيتِ أيفا تدخن قبلا و لم تكن ردة فعلك بهذه الدهشة !

- هل قلتِ إيفا ؟ عندما تتحدثين عن شخص بأنك تتوقعين منه كل شيء ، هكذا هي إيفا مهما فعلت لم أكن لأستغرب

- و مالذي حدث الآن ، الأمر سيان

- تعالي ، ما هذه التصرفات الطفولية !

- أنا قادمة

- لا تتحركي من هنا !

- أجيب بملل .. حسنا ، تستطيعين النوم الآن

- كيف سأعتاد عليكم ثم أذهب بعد ذلك ؟

- تذهبين ؟

- نعم ، أقصد أنني أذهب لبيتنا بعد أن تتحسن أحوالنا

- أتنفس بهدوء .. قد نلتقي بين الحين و الآخر

- آمل ذلك

- تصبحين على خير

- هي فين !

- ماذا ؟

- أنتِ غريبة حقا ، ما الذي يغيرك كل لحظة ؟

- أضع الوسادة على وجهي .. ملاحظاتك كثيرة و هذا يحرجني ، أنت تشعرينني أني واضحة جدا !
- تعتدل بأستلقائها و تردف .. كلا لست واضحة أنا دقيقة الملاحظة

دعمكم إنها محاولتي الأولى🔮💜

عمقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن