دخلنا المشفى رفقة إيفا ، أخذتها لتفحصها الممرضة بعدما قصصت لها ماذا جرى بالتفصيل الممل ، حيث أني حفظته عن ظهر قلب من كثرة ما سردته اليوم ، تركتها مع إيفا و الممرضة لتكمل فحصها بطلوع الروح ، بينما رحت أسئلهم عن المريضة التي دخلت توا للعناية المشددة .. إنتظرت طويلا على ، و لم تخرجا لا هما و لا الطبيب اللعين حتى ، بينما أنا غارقة في تفكيري كالعادة !
- يخترق مسامعي صوتها الأنثوي .. ماذا جرى في غيابنا ؟
- لأستدير نحوهم .. ماذا حدث لما تأخرتم ؟
- أجابتني إيفا .. أظنها مبتدئة فحصتها مرارا لتتأكد من عدم وجود خطب ما ، عقمت جراحها و أيضا قالت أن يدها مصابة بإلتواء يجب ألا تحركها كثيرا
- هل أنتِ متأكدة ؟
- لتردف الفتاة .. أرى أن الطبيب لم يخرج بعد ؟
- أقول مزفرة بملل .. كأنه دخل ليلد
يلفتنا فتح باب غرفة الطوارئ لنستدير كلنا بإتجاه واحد و بنفس الوقت ، يخرج الطبيب متجها للرواق حيث نقف نحن ،
- تذهب الفتاة راكضة نحوه تخرج كلماتها بصوت مرتجف .. ماذا جرى لأمي ! ما الذي حدث لها ؟
- يصمت الطبيب لبرهة و أنا أقف افتح عيناي على مصراعيهما أنتظر الخبر !
- ليقول بحزن .. حالتها حرجة جدا لا نستطيع الجزم بأي شيء يجب علينا توقع أي شيء أيضا ، خسرت الكثير من الدماء .. يضيف بنبرة أمل لكن هناك أحتمال تجاوز الخطر أيضا ، تحتاج لدعائكم .. ليربث على كتف الفتاة و يذهب
تمسك إيفا رأسها بقلق و تذهب بعيدا كي لا تسمع شيئا آخر ، هذه عادتها لإيقاف التوتر !
أما عني فكاد يخترق قلبي قفصي الصدري بسبب نبضاته المرتعبة
- أناظرها بحسرة ، لم أردها أن تشعر بالضعف أبدا .. كفى دموعا عيناك ملتهبتان ، ستكون بخير لا تقلقي
- لا أدري ما الذي فعلته لا أدري ما الخطا الذي إرتكبته كي أجازى عليه هكذا .. تقول وسط دموعها
- أنت لم تفعلي شيء بالعكس الله يبتلي من أحبه ، ثم أن الطبيب قال بأن أمل شفائها موجود أيضا ، دعينا نفكر بإيجابية ! .. أربت على ظهرها لتكف عن البكاء
- فلننزل للكافي ! .. أقول لإشغالها عن التفكير
- كلا .. تردف
- لكني لا أحب شرب شيء وحدي سأضيفك .. أردف بإلحاح
- تناظرني و تقوم من مكانها بصمت
______
نزلنا للكافي لنجد إيفا إبتاعت كوب قهوة و تستنشق من سيجارتها متكئة على الجدار ، أبتعت عصيرا أحضرت لها واحدا و جلست جانبها ، لوحت لإيفا لأعلمها أننا هنا
- تفضلي ، إذن من أنتِ و أين تعيشين ؟
- تبتسم و تضرب رأسها بخفة .. ااه أنا أزل .. و تمد يدها نحوي
- مددت يدي لأصافحها و أقول .. و أنا ف ..
- لتقاطعني .. فين ، أنا أعلم كانت تناديك إيفا بإستمرار و أنتِ كذلك
- اضحك بخفة .. نعم كذلك
عفويتها جميلة ، تشرب من العلبة مرة و تبعد خصلات شعرها مرة اخرى تناظر الأرجاء بهدوء و تعيد احتساء القليل من العلبة ، أمعنت النظرة في عينيها اللوزيتين ، الى أن عادت بي ذاكرتي إلى اول مرة إلتقيت بتلك
•°•°•°•°•°•°•°•°
السادس من يوليو 2017
عند محطة الحافلات كانت تقف عند محطة الحافلة بنفس الطريقة و خصلات شعرها تغطي نصف وجهها تناظر في هاتفها تبتسم مرة و تقطب حاجباها مرة كرد فعل على ما تراه ، لمحتها صدفة ، و لم أدرِ أن تلك الصدفة ستسبب لي إنكسارا في العمق- تلوح أزل بيدها في أمام وجهي بينما أنا أناظر الفراغ و تقول .. أنا أتحدث أليك ؟
- أمسك يديها لأوقفها .. ، نعم أنا أسمعك !
- ماذا قلت إذن ؟
- فلندخل هيا الجو بارد
- ما الأمر ؟
- لا شيء
- تناظرني بعدم تصديق و تهمهم .. حسنا !
- تأتي إيفا نحونا .. ماذا حدث ؟
- تناظرني أزل باستغراب !
- أزفر بملل .. تعاليا الجو بارد
لتأتي إلي إيفا تتمايل بمؤخرتها بسخرية و تتحدث بغنج .. ما رأيك بليلة أيتها المثيرة !
- أرمقها بطرف عيني .. هذا بالتحديد ليس وقت سخافاتك
- تمسك بي من ياقة جاكيتي و تعيد تغنجها .. هل يعتريك الخجل أمام الغرباء
- أدفعها .. إيفا !
- اوه ، حقا لكن لا تقلقي تصبحين هكذا فقط حين تتعطشين لجرعة جنس في السرير
- أزفر بقوة لتصمت لكن ما من جدوى !
- تحمرٌُ أزل من شدة خجلها لتقول .. إفتحي الباب إيفا
- تجيبها إيفا بشفقة مصطنعة و هي تفتاح الباب و تدخل أولا .. أيتها الشريفة !
- لأضع أنا يدي على فمها و أسحبها معي .. أصمتي قليلا أيتها الآلة !
أنت تقرأ
عمق
Romanceحين تصادف الشخص المناسب الذي يلمس ذلك العمق بالذات الذي أمسى حفنة رماد ، يتحول إلى حديقة أو بالأحرى جنة .."