4

1K 55 11
                                    

دخلنا المشفى رفقة إيفا ، أخذتها لتفحصها الممرضة بعدما قصصت لها ماذا جرى بالتفصيل الممل ، حيث أني حفظته عن ظهر قلب من كثرة ما سردته اليوم ، تركتها مع إيفا و الممرضة لتكمل فحصها بطلوع الروح ، بينما رحت أسئلهم عن المريضة التي دخلت توا للعناية المشددة .. إنتظرت طويلا على ، و لم تخرجا لا هما و لا الطبيب اللعين حتى ، بينما أنا غارقة في تفكيري كالعادة !

- يخترق مسامعي صوتها الأنثوي .. ماذا جرى في غيابنا ؟

- لأستدير نحوهم .. ماذا حدث لما تأخرتم ؟

- أجابتني إيفا .. أظنها مبتدئة فحصتها مرارا لتتأكد من عدم وجود خطب ما ، عقمت جراحها و أيضا قالت أن يدها  مصابة بإلتواء يجب ألا تحركها كثيرا

- هل أنتِ متأكدة ؟

- لتردف الفتاة .. أرى أن الطبيب لم يخرج بعد ؟

- أقول مزفرة بملل .. كأنه دخل ليلد 

يلفتنا فتح باب غرفة الطوارئ لنستدير كلنا بإتجاه واحد و بنفس الوقت ، يخرج الطبيب متجها للرواق حيث نقف نحن ،

- تذهب الفتاة راكضة نحوه تخرج كلماتها بصوت مرتجف .. ماذا جرى لأمي ! ما الذي حدث لها ؟

- يصمت الطبيب لبرهة و أنا أقف افتح عيناي على مصراعيهما أنتظر الخبر !

- ليقول بحزن .. حالتها حرجة جدا لا نستطيع الجزم بأي شيء يجب علينا توقع أي شيء أيضا ، خسرت الكثير من الدماء .. يضيف بنبرة أمل لكن هناك أحتمال تجاوز الخطر أيضا ، تحتاج لدعائكم .. ليربث على كتف الفتاة و يذهب

تمسك إيفا رأسها بقلق و تذهب بعيدا كي لا تسمع شيئا آخر ، هذه عادتها لإيقاف التوتر !

أما عني فكاد يخترق قلبي قفصي الصدري بسبب نبضاته المرتعبة

- أناظرها بحسرة ، لم أردها أن تشعر بالضعف أبدا .. كفى دموعا عيناك ملتهبتان ، ستكون بخير لا تقلقي

- لا أدري ما الذي فعلته لا أدري ما الخطا الذي إرتكبته كي أجازى عليه هكذا  .. تقول وسط دموعها

- أنت لم تفعلي شيء بالعكس الله يبتلي من أحبه ، ثم أن الطبيب قال بأن أمل شفائها موجود أيضا ، دعينا نفكر بإيجابية ! .. أربت على ظهرها لتكف عن البكاء

- فلننزل للكافي ! .. أقول لإشغالها عن التفكير

- كلا .. تردف

- لكني لا أحب شرب شيء وحدي سأضيفك .. أردف بإلحاح

- تناظرني و تقوم من مكانها بصمت

______

نزلنا للكافي لنجد إيفا إبتاعت كوب قهوة و تستنشق من سيجارتها متكئة على الجدار ،  أبتعت عصيرا أحضرت لها واحدا و جلست جانبها ، لوحت لإيفا لأعلمها أننا هنا

- تفضلي ، إذن من أنتِ و أين تعيشين ؟

- تبتسم و تضرب رأسها بخفة .. ااه أنا أزل .. و تمد يدها نحوي

- مددت يدي لأصافحها و أقول .. و أنا ف ..

- لتقاطعني .. فين ، أنا أعلم كانت تناديك إيفا بإستمرار و أنتِ كذلك

- اضحك بخفة .. نعم كذلك

عفويتها جميلة ، تشرب من العلبة مرة و تبعد خصلات شعرها مرة اخرى تناظر الأرجاء بهدوء و تعيد احتساء القليل من العلبة ، أمعنت النظرة في عينيها اللوزيتين ، الى أن عادت بي ذاكرتي إلى اول مرة إلتقيت بتلك

                    •°•°•°•°•°•°•°•°

السادس من يوليو 2017
عند محطة الحافلات كانت تقف عند محطة الحافلة بنفس الطريقة و خصلات شعرها تغطي نصف وجهها تناظر في هاتفها تبتسم مرة و تقطب حاجباها مرة كرد فعل على ما تراه ، لمحتها صدفة ، و لم أدرِ أن تلك الصدفة ستسبب لي إنكسارا في العمق

- تلوح أزل بيدها في أمام وجهي بينما أنا أناظر الفراغ و تقول .. أنا أتحدث أليك ؟

- أمسك يديها لأوقفها .. ، نعم أنا أسمعك !

- ماذا قلت إذن ؟

- فلندخل هيا الجو بارد

- ما الأمر ؟

- لا شيء

- تناظرني بعدم تصديق و تهمهم .. حسنا  !

- تأتي إيفا نحونا .. ماذا حدث ؟

- تناظرني أزل باستغراب !

- أزفر بملل .. تعاليا الجو بارد

لتأتي إلي إيفا تتمايل بمؤخرتها بسخرية و تتحدث بغنج .. ما رأيك بليلة أيتها المثيرة !

- أرمقها بطرف عيني .. هذا بالتحديد ليس وقت سخافاتك

- تمسك بي من ياقة جاكيتي و تعيد تغنجها .. هل يعتريك الخجل أمام الغرباء

- أدفعها .. إيفا !

- اوه ، حقا لكن لا تقلقي تصبحين هكذا فقط حين تتعطشين لجرعة جنس في السرير

- أزفر بقوة لتصمت لكن ما من جدوى !

- تحمرٌُ أزل من شدة خجلها لتقول .. إفتحي الباب إيفا

- تجيبها إيفا بشفقة مصطنعة و هي تفتاح الباب و تدخل أولا .. أيتها الشريفة !

- لأضع أنا يدي على فمها و أسحبها معي .. أصمتي قليلا أيتها الآلة !

عمقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن