# البارت 17
# دموع العاشقين
لقد كانت خديجه تسير بالطرقات دون وجهه لا تدري أين هي ولا أين تذهب فقط تسوقها قدميها إلي مكان مجهول لا تعلم عنه شيء لا يرقأ لها دمع مما ادي لعدم رؤيتها جيداً فقد كانت الدموع تحجب عنها الرؤيه إلا ضباباً تتخبط بهذا وذاك وتتعثر وتسير قدماً زائغت العينين تتلفت من حين لآخر وقلبها يدق خوفاً ، تتمني فقط ان تبصر أحداً ما اي احد تعرفه ، تود لو تغمض عينيها وتصرخ حتى تثلج تلك النار التي اجتاحت سويداء قلبها وتخللت شغافه ، تود لو تنشق الأرض وتبتلعها من ذاك الخوف الذي يمزق فؤادها يجعله فتاتاً ، شيئاً ما يكتم نفسها وصدرها لا تدري مكنونه ، تائهه ضائعه خائفه وجله تنتظر ان تأتي عاصفه أخرى وتحملها .
هبت نسمات الفجر العطرة مصحوبه بـ " الله أكبر الله أكبر "
رددت خديجه الاذان مع المؤذن الذي صدح صوته بالأرجاء بصوت يرج الأرض رجاً.
تردًها مصحوباً بدموعاً كالشلال .
ومضات ما مضى لاحت امام عينيها فـ بذاك الوقت كانت تصلي مع والدتها.
جلست على الارض منهارة من البكاء اما لسانها فأخذ يردد مع المؤذن حتي نهضت بتقاثل بقدمين يكاد يحملانها سارت تتبع الأذان لعل الله ينجدها هي ليست خائفه من اي شئ فمعها الله الواحد الاحد يؤنسها وينير قلبها ولكنها تخشى ان لم ترى الاحباب مرة اخرى ، لا تفكر ما قد يحصل معها فكل ذلك لا يهم ... ما يهم هو أن الله معها طريقاً وضعها الله به وستحمله صابرة مستعينه متيقنه به انه خيراً لا محاله ما ستراه بطريقها اختبارا وستخرج منه ناجحه صابرة حامده شاكره.
قادتها قدميها ناحية المسجد و وقفت على حائطه مسنده رأسها بتعب شديد وهي تتنفس بصعوبه.
وترتجف برداً
أقترب منها شاباً كان خارج من المسجد بعجل وقال بقلق :-
مااالك يا بتي خير بتبكِ ليه ؟
فتحت جفنيها بتثاقل كانت مقلتيها مكتظه بالدموع الأمعه ورفعت رأسها به وصمتّ.
ليجلس الشاب ليكون بمستواها وقال باسماً :-
بتبكِ ليه أنتِ كويسه ؟
دققت النظر به رآته شاب ذو لّحيه نامية طويل القامه عريض المنكبين ذو عيوناً حاده وملامح خشنه رجوليه ولكن عينيه بهم حنان رأتهم قبلاً بوالدتها ولمار و والدها والجميع هزت رأسها وهمست بدموع تهوي بغزارة :-
انا عايززه ماما ، أنا خايفه !
تألم لنبرتها الموجعه تلك ونظر لها متسائلاً :-
طب هي فين ، أنتِ تايهه ؟
هزت رأسها ايجاباً فصمت ملياً بدا لها بتفكير وشردت عينيه بالفراغ أمامه وطال صمته قطعه بعد وقت وهو يعود النظر لها :-
أنا مش عارف أعمل ايه؟!
اوديكِ القسم طيب ممكن اهلك يكونوا مبلغين باختفاءك او عندهم معلومة.
نظرة أمل مفعمه بالبهجه وهي تنظر له مستنجده نظره جعلته يقسم إلا يتركها إلا بتسليمها لوالديها همس بحنان وهو ينهض وصوته الرجولي محتفظ بنبرته الحاده :-
يلااا تعالي معايا هنروح القسم سوا.
تخشبت قدميها بخوفاً شديد ليردف مطمئناً اياها :-
مش عايزك تخافي تعالي.
همت خديجه بالسير معه قدماً ولكن دارت بها الدنيا كمن اصبحت فجأة داخل لعبه تدور تدور بلا هوادة وتوقفت لتمسك رأسها وهي تغمض جفنيها عدة مرات حتي اسودت الدنيا امامها ولم تشعر بشئ سو ارتطام جسدها بالارض ليهرع إليها الشاب ليحملها وقاد بها لمركز الشرطه ولكنه قبل ان يصل جاءه اتصال جعله يتخشب وهو يحجب دموعه بجهد عظيم للغايه وجحافل من الاسئله والقلق اخترقت ذهنه وفؤادة وتطلع بخديجه الراقدة تماماً لا تعي شئ .
ماذا لو أوصلها القسم وتركها ولم تتوصل لأهلها اين سيذهبون بها إلي ملجا اكيد .
نظرتها الخائفه الوجله المتوسله المستنجده به لا تفارق عينيه صورتها المرتجفه أحتلت قلبه لينظر لها عازماً امره بالمغادرة، ليقف بعد وقت ملتفتاً للخلف ناثراً بعض الماء من زجاجته بوجهها وهو يحاول افاقتها لياتيها شيئاً لتاكله لترفض ديجا رفضاً تاماً وعقدة ذراعيها دون كلمه دامعة العينين تردد ذكر الله بفؤادها شاردة تنظر للفراغ امامها واقتربت سانده رأسها على النافذة وراحت عينيها تتأمل النجوم الأمعه الساهرة معها لم تسئل إلي اين يأخذها فقط سلمت امرها لله لن يخيبها أكيداً..
أنت تقرأ
دموع العاشقين
حركة (أكشن)دموع العاشقين ج2 لفتاة العمليات الخاصة...... ترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ،...