الفصل 26

153 14 4
                                    


البارت 26
# دموع العاشقين.

بسم الله ، الحمد لله ، الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.

تجمدت وعد عينيها بصدمة ، عن كثب وقفت الحاجه صفيه بوجهاً تغرقه الدموع وتحدثت بنبره نمت عن وجعاً دفين :
- بنتي يا وعد غادة هتروح مني.
جحظت أعين وعد بصدمه وعدم أستيعاب ثم تمتمت بنبره تائهه :
- غادة ، مالها هي هي فين هتروح منك ازاي؟
أطرفت الحجه صفية بأعياء و وهن ، تلك المرأه التى لطالما رآتها صلبة لا يقهرها شئ تقف سداً منيعاً أمام وجه أحد فمذ وفاة زوجها فقدت قواها وشجاعتها... ترنحت بدوار شديد يعصف رأسها ، فتمسكت بها وعد بقوة وساندتها على الجلوس.
جاءت هاله ركضاً بكوباً من الماء ، ودفعته لوعد التى تناولته منها بلهفه وقلباً يقرع بالقلق وعاونت الحجه صفية على الأرتشاف منه.
اسئلة حائرة تقافزت بذهنها ، بادرت "لمار" متسائلة بقلق وهي تربت على ذراع الحجه "صفية" بإطمئنان :-
متقلقيش ان شاء الله هترجع بس فهميني أيه اللي حصل بالتحديد.
شحذة الحجه "صفية" لمار ببصيص أمل وروت على مسامعهم ما حدث وكيف خرجت دون أن تعود مجدّاً.
أنهت جملتها مجهشه بالبكاء بأنين أدمى الفؤاد.
ترامي على مسامع "وعد" ما حدث فأخترقت الكلمات فؤادها گ أسهم تتقاذف بلى هوادة وأستحوذ الخوف والقلق فؤادها ثم تنبهت لذاتها لتتساءل بحيرة :
- رحيم فين ؟
غمغمت الحجه "صفية" بشهقه :
- معرفش يا بتي طلع يدور عليها ما عدش تاني ولا سمعتله خبر ولادي الاتنين راحوا مني يا وعد.
نهضت بتثقال ممسكه بكفيها بتوسل ورجاء :
- عاملتك وحش بآخر فترة بس صدجيني كان من زعلى منيكِ عشان خبيتي عني ساعديني ارجع بتي مفيش غيرك هينجذها أنا شاكه في فرج والد عمها !
نظرت لـ وعد لوالدتها بنظرات ذات مغزى ثم ربتت على كف الحجه صفيه وهي تقبل جبهتها وبصدق همست :
- أياكِ تفكري إني ممكن أتاخر عن غادة دي أختي اللي مش من أمي أنا مستعدة اضحى بروحي بس هي ترجع بخير واوعدك أنها هترجع بخير دي أختي.
أطمئنت الحجه صفية وطلبت لمار من وعد أن تأخذها لتستريح.
ثم أجمعت الشباب حولها وهي تقص عليهم خطة ما..
وأعطت كل واحداً منهم مهمه.

🍁"رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"🍁

أصطحب ياسين سجى لاحدى المولات وجلب كل ما تحتاجه للبس الشرعي وبرفقتهم ورد وديجا.
أنتظر ياسين بالخارج ، أمام أحدى المحلات جانباً ، متحدثاً بالهاتف مع أنس وتحدث بلهفه مهللاً :
- بجد والله يا أنس أخيراً هبقي عمه الف مليون مبروك يا حبيبي.
بنبره فرحه أجاب أنس :
- ويبارك فيك يا غالي وعقبال ما تبقى أب.
ساد الصمت من جهة ياسين بدا گ المتفكر فتساءل أنس حينما طال صمته :
- أيه يا بني مالك روحت فين؟
هز ياسين رأسه منفضاً أفكاراً مؤلمة تسللت ذهنه خوفاً وتمتم :
- معاك طبعاً ، أنا هكلم لمار تعفيك من المهمه دي قلبي مش مطمن!
قطب انس حاجبيه بدهشه وقال بتعجب :-
تعفيني ليه مش فاهم ؟
مرر ياسين يده على وجهها بحيرة وهمس :-
المهمه مش سهله يا أنس أنت عارف وأنت هتبقى أب ابنك محتجلك.
تبسم أنس قائلاً بكل هدوء :
- قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ليه قلقك دا ملهوش داعي ، ولنفرض حصلي حاجه ما أنا هسيب معاه عم عم ايه أنت هتكون ابوه التاني يا حبيبي سيبها على الله كله خير.
تنهد ياسين بعمق ، ثم أيد حديثه بتأكيد واستمع لصوت سجى هامساً من خلفه :-
يا سين أنت فين ؟
أغلق سريعاً مع أنس ، وتحرك ناحيتها مسرعاً بلهفه وصاح بها :
- نعم يا بنتي أنا هنا ، في حاجه ولا ايه؟
تمسكت بيديه بلهفه وبأعين دامعه تحدثت :-
كنت فين.
ضمته بلهفه وهي تخفى وجهها بصدره مجهشه بالبكاء ، أستحوذ القلق ثنايا فؤادة وتمتم بهمس وهو يربت على ظهرها وعيناه تجوب المارة الناظرون إليهم :-
مالك بس يا سجى بتبكِ ليه ؟ قوليلي أنا جنبك أهوو.
لم تجيبه فشدد من ضمها إليه غير عابئ بهمهمات المرء حوله .
خرجت ورد بعصبيه وهي تتمتم بغيظ ، أشار لها ياسين بعينه على سجى فنظرت له بأسف ولم تجيب.
أبتعدت سجى عنه ببطئ وهمهمت :-
يلا نمشي.
أزاح دمعاتها برقه وهمس :-
احكيلي بس الاول بتبكِ ليه ؟
أبتسمت وهي تغض الطرف وتلعثمت مجيبه:-
مفيش حاجه...
هزت ديجا رأسها بصدق وتحدثت بسخط وبراءة لياسين :
- لا في البت اللي جوه بتقول هو المز دا يتجوز وحده عامية ازاي طيب أتجوزها ليه دي وهتنفعه بـ ايه ولا هتشوف تعمل ايه.
برزت عروقه من شدة عصبيته وجحظت عينيه بعنف وتوقدة عينيه بالنيران وتحدث وهو يخطو لداخل المحل :-
وربنا لن.....
قاطعته سجى التى تمسكت بقبضة يده هامسه برجاء :-
خلاص يا ياسين عشان خاطري.
تحدثت ورد حتى لا يتسبب بمشاكل :-
خلاص ياياسين حصل خير أنا هزأتها.
فكر سريعاً بصمت ثم بدون كلمه سحبها من معصمها برفق فغمغمت سجي بتعجب :- ياسين احنا رايحين فين ؟
ضيقت ورد عينيها بعدم فهم ثم أخذت بيد ديجا ولحقت بهما.
ظل ممسكاً بكفها وعينيه تبحث عن شي ما ثم جذب درس فضفاض وقاسه عليها وتحدث بنبره رقيقه :
- الله عجبني دا عليكِ جداً هيكون فيكِ قمر أنتِ اللي هتحليه.
ثم أشار لـ ديجا بعينه عن الفتاة التي ضايقت أبنته حبيبة قلبه فغمزة له ديجا على أحداهما ، فألتفت لها ياسين بحدة وتحدث بنبره قوية :-
جيبلي أفضل فساتين عندك لمراتي.
تمتمت الفتاة بضيق وشرعت بتنفيذ طلبه وهو يفعل لها بنفسه كل شئ حتى الحذاء أنكفأ ليضعه بقدمها مما جعل جل من بالمكان ينظروا له بزهول تام بعضهم بالدهش والبعض بالغيرة والحسد ذاك الشاب عريض المنكبين ذو بشرة جذابه مائله للسواد عيون حاده گ الصقر له هيبة و وقار وأطلاله مميزة شخصية قوية حادة متهجم الملامح ذي ذقنً نامية ، علا الحياء وجهها فهمست بتوسل :
- ياسين بتعمل ايه بس عشان خاطري كفايه.
لم يجيبها وأنما ألتفت مخاطباً ورد بود :-
ورد ممكن تسعديها في لبس الفستان دا.
أؤمأت ورد برأسها بكل رحابة صدر ، ثم ضيقت سجى عينيها بضيق :- أنا عايزة أمشي.
بدون حرف أمسك كفها بحنو لتنعدل واقفه وأخذتها ورد فنظر ياسين حوله مرة آخرى وأنتقا بعد الفساتين بمعاونة ديجا ، تقدمت ذات الفتاة تود التقرب منه وتعمدت التدلل وهي تريه بعض الفساتين فنظر لها ياسين بجمود وقال بنبرة حادة :-
العاميه اللي مش عجباكِ دي أحسن بنت في الدنيا هعديها المره دي وعشانها بس واحمدي ربنا أنها أخمدت غضبي عنك مش مرات ياسين الشرقاوي اللي حد يضايقها حتى لو بالغلط.
كانت نظره واحده كفيله بإن تسري الخوف بإوصالها فإبتلعت ريقها وأبتعدت عنه دون كلمة.
لم يشعر إلا وقد تراءت له ، فـ هام بها يتأملها وأقبل مقبلاً جبينها أمام الجميع لتتورد وجنتيها حياءً ، كأنه أراد أن يثبت للجميع أنه يحيّ لأجلها ، وأن ليس له غيرها كأنها أميرة وهو أحدى رعياها.
جهز ياسين هدية بسيطه لـ أنس وبالرغم من ذلك لم ينسى أحد قط وجلب للكل هدايه حتى ديجا ، كرر الذهاب لـ أنس ليبارك له فـ رفضت ورد الذهاب من أجل عملها ، فوصلهما ياسين هي وديجا وذهب برفقة سجى بعد أن أقنعها ؛ ركن ياسين جانباً وألتفت لها بغيرة وتحدث بنبره جعلها هادئه لطيفه :-
أيه رأيك تلبسي حجابك دلوقتي ؟
أستحت أخباره أنها لا تدر كيف ترتديه فغضت بصرها قليلاً ثم تمتمت :-
خليها لما نرجع أفضل.
هز رأسه بعنف و أخرج حجاباً بلون الدريس وأدار رأسها إليه ثم وضعه كما أستطاع فتأملها باسماً :-
الله بسم الله ماشاء الله مكنتش أعرف أن جمالك هيذيد جمال بيه.
تلامست حجابها المغطى خصلاتها بأكمله حتى صدرها ، هشت وبشت وهي تقول ببشاشه :-
بجد جميل فيا .
أخذت نفسً عميق وهي تتحدث بإريحية مستكينه :-
تصدق يا ياسين حاسه براحة غرريبه أول مرة أستشعرها.
وأمان غريب وسكينه ورضى حاسه أن قلبي متغير خالص ورجع لحياته اللي مفتقدها ، وكأنه كان غايب وعاد وأتمحت كل همومه وأحزانه وكسرته ، حاسه مطمئن ، حاسه بطعم وحلاوة الإيمان شكراً يا ياسين لأنك عيشتني الشعور دا بشكرك من كل قلبي .
ضاقت ملامحه لشكرها له فأدار وجهه بجمود وأندفع مسرعاً.
همست بتردد وحيرة :- أنت زعلت مني ؟
# ممكن متشكرنيش تاني على أي حاجه بعملها ممكن تمحى كلمة شكر دي للغرب أنما أنا لا لو عدتيها هزعل.
أدمعت بنظره محبة وقالت بهدوءها الخاطف لقلبه :-
حاضر مش هقولك شكراً تاني.
وصلا لمنزل أنس فترجل ياسين وتوجهه بخطى سريعه ليعاونها وارتقيا الدرج ثم لشقة أنس ففتح أنس وأتسعت عينيه فرحاً وهو يعانقه بمحبة ورحب به بشدة ومضيا للداخل بالصالون وجلسا بمقاعد متقابله ، ولم يترك كفها بتاتاً فـ أجلسها بجانبه ، فما زال هناك شيءٍ بقلبة وجلاً من بعدها مره آخرى ويعود لحياته الناقصه سحقاً أحياته فقط كانت ناقصة إذاً ماذا عنه ؟ فهو لم يكن هو.
خرجت زينب مرحبه بهم ومدت يدها لـ سجى التى لم تلاحظها ؛ ولم تكد تفقه بعد أنها لا ترى فضيقت حاجبيها هامسه بزهول :
- أنتِ مبتشوفيش اي ده ياسين أتجوزتها ازاي طب دي عاميه مبتشفش ازاي بس يعني اتجوزتها مش فاهمه لا هتعرف تطبخ ولا تغسل ولا تساعدك في اي حاجه بالعكس دي هتكون حمل عليييك.....
قطع جملتها حينما صرخ أنس بحده :-
ززززززينب.
نظرت له برعب فبأعين متسعه تطلق شرار جذبها من يدها مبتعداً بها .
وقعت الكلمات على نفس سجى وقوع الصاعقه وأغروقت عيناها بالدموع ، بريئه رقيقه گالفراشة هي ، هشه للغاية ، تألم قلبه وهو يرى فراشته دامعة العين مطأطأت الرأس فعاتب نفسه لجلبها معه هي آبت لكنه أصر.
خرج أنس متأسفاً وخلفه زينب قد أعتذرت حينما عنفها بعتاب غاضب ، فما لبث أن أستأذن ياسين وأخذها ورحل ومر. الطريق بصمت ، حتى دلفوا لغرفتهن ، فجلست على طرف الفراش بصمت ودموعها تهوى هوياً بحرقة أدمت قلبه ثم فكر بشيءٍ سريعاً وصاح مهللاً :-
تيجي أعلمك الوضوء والصلاة عشان نبدأ نصلي سوا ؟
واحفظك قرآن.
توقف دمعها وهي ترفع بصرها مهلله فتبسم لمرآه بسمتها التى تضيئ قلبه وشرع يعلمها الوضوء والصلاة بكل محبة وتأنى.

دموع العاشقين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن