الفصل 29 ج1

163 14 6
                                    

الفصل 29 ج1
# دموع العاشقين

بسم الله  ،  الحمد لله  ،  والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

مولاي لا تأخذني بذنوبي ولا تبتليني بـ أحب الأشياء إليّ  ،  إلهي إن كان ذنبٍ فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وإني أطمع بعفوك ورضاك  ،  وأن كان ابتلاءٍ فذدني فإن شوقي يذداد إليه ستجدني صابره لا أعصي لك أمراً ذد من بلائي يا رحممممممن  ان كان بلاءٍ ستجدني ضاحكه مبتسمه راضيه مرضيه  ،  أن كان ذنبٍ قد أذنبته دون علم فـ انت ادري به مني إني أطهر فؤادي يا رحمن وانت اعلم فلا تبتليني بقيام ليالي و وردي اليومي وأداء فروضي وصيام يومي فهذا ما لا استطع عليه صبراً  ،  أنه شاق على قلبي يا رب العالمين شاقٍ للغاية  ،  أشق من ألالام جسدي التى لا تحتمل....

جلس زين على مقعد أمام غرفة العمليات  ،  يضع رأسه بين يديه  ،  الخوف والقلق يأكل شغاف فؤاده  ،  لا يدرك متى وكيف تسللت إلى سويداء فؤادة لتحتل كل ما به بتلك السرعه، متى حبها؟  منذ متى يهواها ولا يريد من الحياة إلا هي  ؟ 
ها هي بين الحياة والموت و هو مجرد جثه بإنتظار رجوع روحه ليرتد للحياة  ؟  روحه التى طارت بعيداً مغادره حتى نبضه  ،  ما هذة الحياة لماذا تتلاعب بنا هكذا  ،  لماذا تداهمنا بأوجاع الفراق وتسلب منا فجأة أرواحنا دون ان يرف لها جفن  ،  صعب صعبٍ للغايه الفراق موجع مؤلم قاسي لا نستطع عليه صبراً.
يا ليتها تنذرنا قبل ذهابهم حتى نستعد لتلك النكبه لنتحمل ونستقبل الأوجاع دون ان نتزحزح  ،  ونترك لدموعنا أن تعبر وكيف لها ان تعبر ما يكنه القلب  ،  فهناك أوجاع تميت كل ما بداخلنا لنصبح شظايا بإنتظار من يلمم بقايانا  ،  نصبح نضحك بوجع يليه سيلاً من الدموع وأنفجار من الآهات بافئدتنا  ،  وتبقى أروحنا مجرد روح منتظره قبر يضمها.
صورتها واااه من صورتها التى تتجسد أمام عينيه وعيناها التى تذيب فؤاده ألمٍ يود لو كان مكانها لو كان بإمكانه اخذ الألم عنها وتبقى هي بخير  ،  كان يدرك تماماً أنه المقصود وهي من أضحت بسبيل أن يكون بخير  ،  ضحت له للذى أذاقها مرارة الجرح دون رحمه وأزهق كرمتها هباءً  ،  كيف بعد جل ما فعله تضحى لسبيله كيف  ؟ مما مصنوعه هي،  لو فقط تعود فيخبرها أنه يهواها وأنه لا يستطع أن يكمل تلك الحياه بدون بسمتها وضحكتها التى تشرح روحه وتشرق نفسه وتنير فؤاده.
تذكر حينما غاب ذات يوم في الشركه  ،  وإذ به يعود ليجدها مستيقظه بإنتظاره.،  بلهفه ركضت لتعانقه  ،  كانت راضيه بكل أهانته ومعاملته تستقبلها بصدرٍ رحب محب  .
# بنتي فين يا ياسين حصلها ايه.
نطقت بها لمار الآتيه ركضاً من بداية الرواق  ،  بلهفه أستدار ياسين الذى كان يزرع الطرقه ذهاباً وأياباً  ،  توجه لها يحاول طمئنتها لكن كيف يطمئن هو  ؟ 
# اهدي يا عمتو عائشة هتكون كويسه ان شاء الله.
همست لمار بوهن وهي تطرف بعينيها  :-
حصلها ايه  ،  أنا مش حمل فراق تاني كفايه اللي راحوا لحد كدا  مش هخسر بناتي كمان.
# على حين غره صمت الجميع وخيم الهدوء المكان إلا من صوت يوسف الذى جاء بلمح البصر منقض على زين يلكمه دون هواده والآخر مسالم تماماً له  ،  بلحظه جذبه يوسف هائجاً بعبرات هزت أفئدتهم هزاً  :-
أنت عملت فيها أيه  ؟  مووووتها ليييه أنا هشرب من دمك دلوقتي.
توالي علية بالضرب مرة آخرى حتى خارت قوه زين ولولا أمساك يوسف له لكان ساقطاً ارضٍ لا محاله  ، يترنح بين يديه  ، تسيل الدماء من فاهه وأنفه ولكنه لا يبدي اي ردة فعل تحدث يوسف وهو يمسك من مؤخرة رأسه ويدفعه بالحائط  :-
أنت دخلت حياتنا ليييه  ؟  قولت اشوف وراك ايه بس أنك تموت بنت اختي ددددددي بنتي.
أطرحه ارضٍ وركله بقوة بقدمه وصااااح  :-
اتجوزتها عشان تقتلها.،  ارتحت دلوقتي خلصت اللي عايزة مين ورااااك يا كلب أنت بسببك دمرت عيلتي كنت مفكررر ااايه هنفترق محدش يقدر يبعدنا عن بعض أبداً.
ثم بنبره مرتجفه وهنه أردف بتحشرج  :-
كنت عارف أن وراك حاجه  ،  وسيبتك بس لأني حسيت جواك قلب طيب وكويس  ،  ماهو اللي يساعد طفله غريبه مستحيل يأزي  ،  حرضتني عل اختي و ابني وعملت اللي انت عايزه بس عشان اعرف أنت عايز توصل لأيه وعشان خوفت على عائشة أنما تقتل بنتي لا.
قالها وهو يدفعه مرة آخرى  ،  وإذ بـسجى تجثى حائل بينهما وهي تضم رأس زين وتهمس بيكاءٍ مرير  :-
لا زين اخويا مستحيل يقتل أبداً  أنت اكيد غلطان أبعد عنه محدش يقربله.
ابتسم يوسف ساخراً  :-
اخوووكي ايه فوقي اخوكِ جه امبارح فضل يقولي ازاي تسمح لأبنك يتجوز وحده عامية كلام كتيررر متعديش اخ اااايه دا  ؟
بجنون هزت سجى رأسها وهي تتحسس وجه زين وتمسح بكفيها دماءه السائله ليردد زين وهو يمسك بكفها  :-
عائشه هتروح مني يا سجى.
- لا يا حبيبي مش هترو.......
قاطعها حينما جذبها ياسين ودفعها بعيداً بحده وهو يقول بغضب  :- اوووووعي
وتابع بفحيح  :-
أنا كنت حاسس أنك مش بتحبها  ،  وان في وراك حاجه مرتحتلكش أبداً  ،  هخليك تتمنى الموت ومطلوش.
هجم ياسين عليه بكل قسوة  ، يذيد من ضربه كلما لاح له صورتها اتى غمرها الدم  ، وهي بين يديه جثه فقط.
أمسكه ياسين وخرج به من المستشفى وألقاه بالخارج وهو يشير له محذراً  :-
أياك ألمحك قريب منها لحد ما تفوق أنت فاااااهم.
حدجه بنظره غاضبه بها هلاكه ثم عاد أدراجه للداخل بشموخ!
فرفع عينيه وأعتدل بوقفته ثم نظر بتوهان حوله  ، فرأى كل شيء خالي حوله گ حال قلبه تماماً.
وجد ياسين سجى تتلامس طريقها للخارج  ، فتابع سيره حتى وصل أمامها ومر من جانبها وهو يسحبها من ذراعها قائلاً  :-
رايحه فين  ؟
بكت بمرارة وهي تحاول نزع يدها قائله  :-
سبني يا ياسين هشوف اخويا هو مستحيل يقتل حد.
أعماه غضبه لذا ضغط على معصمها حادثها بنبره أرتعش لها بدنها وهو يقول  :-
أنسى أن ليكِ أخ عشان مأخلصشي عليه وعليكِ دلوقتي وتقعدي بسكوتك مسمعش نفسك فاهمه.
تسمرت مكانها خوفاً  ، لا تستوعب من هذا الذي يحادثها  ، هوت دموعها بحرقها وهي تردد  :-
عايز تخلص مني  ؟
لجمته الكلمه  ، لا يدرك كيف تفوه بها من الأساس  ، فبخوف سحبت ذراعها الداكن من اثر قبضته وهي تقول بألم  :-
أنا هشوف زين.
وانصرفت للخارج تتعثر بخطاها ولكنها تتابع حتى أقترب منها زين و وضع كفه على منكبها قائلاً  :-
أنا مش قاتل يا سجى!
ضمت سجى وجهه بكفيها وهي تقول بأعين غشاها الدمع  :-
أنا عارفه يا زين ومتأكده كمان متبررليش أنا اكتر وحده عارفاك.
تحسست جروح وجهه فأنتفضت بفزغ صائحه:-
زين أنت بتنزف تعالى ندخل نشوف دكتور.
قالتها وهي تجذبه للداخل  ، إلا أنه أمسك ذراعها قائلاً بنبره تقطر وجعاً  :-
لا يا سجى مش مهم أنا أنا عايز أطمن على عائشة  ، ومعاهم حق يبعدوني.
- يعني كل اللي قالوه صح  ؟
نطقت بها سجى بإستفسار  ، فأستدعى هدوء قلبه وهو يطرف قائلاً  :-
ايوة.
تبسمت بهدوء وهي تقول  :-
انا متأكده ان في سبب عشان تتصرف كدا بس انت مشيت في طريق غلط.
أمسكت بكفه قائله  :-
تعالى نرجع البيت غير هدومك وضمد جروحك ونرجع تاني.
أغلق عينيه بعنف وبإستنكار هتف  :-
اسيب قلبي هنا وامشي ازاي مش هقدر لازم أطمن عليها..
تجمع الجميع بقلق أمام غرفة العمليات  ، لا وقت للتفكير فقط الوقت يلتهم أرواحهم من مشقة الأنتظار.، تهوى دموع لمار بصمت  ، بجوارها الفتيات يدعون لها. والشباب واقفون بقرب الباب.، يا ليت الوقت يمر دون أن نشعر به.، او يأخذ من أرواحنا  ، أخيراً رق لهم القدر ليخرج الطبيب فهرعوا إليه جميعاً  ، وقف الجميع امامه بصمت تنطق أعينهم  ، فبتفهم قال الطبيب مطمئنً أياهم  :-
مفيش قلق على الحاله الحمد لله هي عدت مرحلة الخطر بس هتفضل تحت الملاحظه.
أخبرهم عن حالتها وانصرف فتنفسوا جميعاً الصعداء.
علم زين بحالتها واطمئن فعاد برفقة سجى للمنزل  ، فما أن اوشك على دخوله.، حتى شعر بإنقباص قلبه  ، كان الدار كآيب للغايه خالي ليس به حياة  ، عاد فلم يجدها تنتظره كما كان قبلاً  لم تطالعه على الباب ببسمتها المشرقه التى تبث الراحه لفؤاده  ، شعر أن المكان يضيق  .. يضيق دون رحمه رغم أتساعه  .. حتى جدارنه شعر أنها أنهدمت فجأة.
ضمد جروحه بمساعدة سجى وأبدل ملابسه وأخذها وعادوا مرة آخرى للمستشفى.
رآه ياسين مقبل فتأججت النيران بعينيه  ، وهم أن يخطوا تجاهه  ، إلا أن أمسك عثمان بذراعه قائلاً بتأني  :-
ياسين احنا في المشتشفي سيبه دلوقتي.
كور قبضة يده يحاول تهدأت هيجانه وحدجه بنظرات توعد مغلفه بالكره والحقد وساد الصمت المكان.

دموع العاشقين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن