الفصل 23

143 13 6
                                    


البارت 23
الحزء الأول
# دموع العاشقين.

منذ أن أستيقظت "ورد" وحالة "ديجا" الصحيه تسوء تذداد حرارتها حتى أن أسماء مذ قليل أعطتها ادوية ومع ذلك فدرجة الحرارة تذاد جلست بجانبها وهي ممده بجوارها تفعل لها "كمدادت" باردة حيث تضع القماشة بالماء البارد وتعيدها على جبين خديجه ودموعها لا تتوقف عن السيلان ترعاها بقلبها الملهوف قبل يداها...تقبل جبينها كل لحظة... لا سيما ما زالت تعاني من أثر غيابها وقتما تم اختطافها تخشى بشدة فكرة غيابها او فراقها.
لا ريب أن حياتها لا تكمن بدونها ظلت تدعوا له بقلب أماً متضرعاً خاشعاً مناجياً باكياً ملهوفاً وجلاً.
تناهي لها صوت فتح الباب وأغلقه معلناً عن قدوم "عمرو" من عمله وتناهى لها صوته المنادياً بوهن مما بذله من مجهود :
- وردددد يا ديجا انتوا فين.
وضع هاتفه جانباً باحثاً بعينه بتعجب عن رفيقة روحه التى ما أن كان يفتح الباب حتى يطالعه وجهها الدري مستقبلاً آياه.
جاءه همسها لقلبه وهي تقول من وراءه :
- حبيبي جيييت حمد لله على السلامة.
ثم أقتربت مسرعه تعانقة بحب وهي تهمس "وحشتني"
فبادلها العناق مشدداً عليها بشوق ولهفه وتمتم بعشق "أنتِ اللي وحشتيني الكم ساعه دول بحس حياتي واقفه فيهم"
كان لا يبدوا عليها أثر البكاء او حزناً وغم وقلق وانما متوارياً بفؤادها لا غروٍ فـ وجهها باسم ضحكوك وعينيها لامعه.
همس متسائلاً وهو يبتعد :
- امال فين ديجا ؟ هالة قالتلي أنها هنا!
تبسمت هامسة بإطنئنان :
- دي نايمة شويه ... قعد استريح لحد ما أجهزلك الغداء.
قبل جبينها بحباً ولهفه ثم جلس بإرهاق وتوجهت هي لتجهيز الغداء لم تريد أن تقلقه فإن علم ما بخديجه لمه أراح جسده او حتى أكل شيئاً وهي لن تسمح بذلك فليستريح أولاً ولا تقلقه فسيمر كل شيئاً بخير بأمر الله.
جهزت الطعام والقلق مستحوذ على فؤادها متسلل بمهجتها حتى فرغت من أعداده وجلس هو يأكل بعدما أنتهى من تناول طعامه.
هتف متسائلاً بقلق :
- مالك يا ورد فيكِ أيه حاسك زعلانه ديجا كويسة؟
تبسمت بتكلف وهي تنظر له ثم أردفت :
- أنت هتنام ولا ايه ؟
هز رأسها نفياً وقال :
- لااا مش عاوز أنام دلوقتي ... فين ديجا ؟
استقامت ورد بوقفتها قائلة وهي تشير على الغرفة :
- ديجا كويسة الحمد لله هي جوه بس تعبانه شويه؟!
وثب واقفاً بفزع وهو يتقدم للغرفة بلهفه :
- تعبانه مالها وازاي متقوليش ؟
تعقبته هامسه :-
شوية سخونه بس واسماء ادتها علاج هتبقي بخير متقلقش.
جلس بجوار ديجا مائلاً بجذعه ناحيتها يتحسس جبينها وهو يقبلها بحنان وقلق في آن واحد كأنه يأكد فؤاده المرتجف أنها بجانبه.
أستدار برأسه لورد متسائلاً :
- ازاي يا ورد مقولتليش؟
تنهدت ورد بصوتاً مسموع ثم قالت باسمة :
- لو كنت قولتلك مكنتش هتأكل ... هي هتبقي كويسه دلوقتي متقلقش.
تبسم بحنان و وضع جبينه على جبين إبنته داعياً الله لها.

💐أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 💐

أخذت سمر الطرقة ذهاباً ومجيئاً بقلق لا يرقأ لها دمع لقد ظنت أن تلك الأيام قد ولت منذ أن أغلقت هاتفها وبقى ذاك الشاب لا يهددها ولكن بلحظه وعلى حين غرة أرسل ظرفاً به تلك الصور لتستلمة أسماء لا تدرى أمن حسن حظها ام لتعاسته.
كيف تطمئن على اسماء التى ذهبت بمفردها لا سيستطع أنس أنقذها فقد حادثته وأخبرته بكل شيء لن يحادثها مرة آخرى سيكرهها حتماً بعد كل ما قصته عليه ماذا عليها أن تفعل الآن ؟
وما الذي سيحصل لأسماء ؟
دعا قلبها أن تكون بخير ويردها سالمة.
أخفت بنفسها ذاك القلق وهي تضع المصلاة لتصلي.
وتسجد باكية لرب العالمين تدعوه أن ينجيهم وينقذهم.
على حين غرة جذبها للداخل وهم بالاعتداء عليها... ولكنها ظلت تقاومه بكل ما وأوتيت من قوة... وظلت تدفعه وهي تصرخ مستغيثه ... كل محاولاتها بائت بالفشل بسبيل أبعاده فدفعته بعزم ما بها وهي تنهض بعجل راكضه لأحدى الغرف مغلقه الباب خلفها .. لكنه لم يعطيها الفرصة وسرعان ما وقف أمام الباب يدفعه بقوة وهي تدفعه بكل قوتها ودموعها لا تتوقف لوهلة شعرت أنها النهاية فهمست مستنجدة ببكاء "ياررررررب" علا نحيبها وازدادت شهقاتها وهي تدفع الباب بذراعيها ولكنه دفعه للقوة للخلف لتقع هي أرضاً ويولج هو ناظراً بنظرة شهوة مفعمة بالانتقام والحقد والإكراه .
أسودت السبل بوجهها ، ظنت أن دقات فؤادها قد توقفت ، وأن روحها قد غادرتها ، تجرعت مرارة الزل وهي تتسول إليه وترجوه أن يتركها قائله ببكاء يفطر القلب :
-سيبني حرام عليك أرجوك سبني خاف ربنا يمكن اجلك قريب هتموت بأكبر ذنب بلاش تضيع أخرتك ترضى لأختك يحصلها كدا.
أتسعت عينيه وهو ينقض ممسكاً بحجابها بقوة وخصلات شعرها من اسفله فتأوهت بألم وتحدث بنبرة جنونية :
-أختي فين أختي دي ؟ بقيت جثه أختي بسبب جوزك بقيت مكتئبة بين الحياة والموت في المستشفى ليه يرسم عليها الحب ويتسلى مفكرش في مرة انها ممكن تحبه بجد أختي حاولت تنتحر أختي متعرفش يعني ايه شباب ولا بتتكلم معاهم لحد ما اخوكِ لف وراها لحد ما وصل لقلبها وفضل ورآها لحد ما بقيت تكلمة ليييبه
صدمه حلت عليها جعلتها تتسمر كلياً حتى دموعها لحظة وكان الباب يكسر ويولج أنس متلهفاً منادياً باسم "سمر" بقلق ومعه قوة من الشرطة وحذيفه الذى لا يدرك شئ.
أخفض أنس سلاحه متمتماً بزهول :
- أسماااااء.
ركض حذيفة تجاه الشاب وظل يضربه بقوة حتى فصل بينهما أنس وهو يكبله دافعه للخارج.
ركض حذيفة تجاه أسماء المرتعشه وهي تضم جسدها بذراعيها ما زالت بصدمتها لم تعي لضم حذيفة لها ولا حديثه المتسائل عن وجودها هنا.
ثم نهض بفزع صارخاً بها بغضب :
- ايه اللي جابك هنا بتعملي ايه مع شاب لواحدك وجاية تقابليه كمان ليييييه انطقي...
جذبه أنس من قبضة يده يديره نحوه وهو يجز على أسنانه قائلاً :
- قول لأختك مين دا واشكر مراتك انها جت مكانها وفوق بقا فووووق وخد بالك من أختك اللي بتدفع تمن أخطائك وانتبه ليها ولبسها وللشباب اللي كل يوم مع واحد.
أتسعت أعين حذيفة بصدمة وهز رأسه بعدم تصديق :
- انت كدااااب.
دفعه انس من امامه متحركاً تجاه أسماء :
- اوعى بقا وفوووق قبل فوات الأوان وتخسر أختك.
جثى بجانب اسماء متسائلاً بقلق :
- اسماء أنتِ كويسه عملك حاجه طمنيني بس لو ازاكِ والله هيكون موته على ايدي أنتِ بخير اتكلمي طيب.
رفعت بصرها الزائغ به بتيهه وتطلعت له لثوانً ثم تقلت بصرها ناحية حذيفة وأعادته مرة أخرى لـ أنس وتمتمت :
- خدني من هنا.
أؤمأ أنس رأسه بتفهم فأستقام واقفاً وهي معه ضائعة لا تصدق أنها لتوها قد كانت لتخسر أعز ما تملك.
توجهت معه منصرفه من هذا المكان.
بينما وقف حذيفة مصدوماً يحاول استياعب ما سمعه لتوه ثم غادر من المكان مستقلاً سيارته منطلقاً بسرعة فائقة بدون وجهه وكلمات أنس الاذعة تتردد على مسامعه مراراً وتكراراً دون هواده فشتت أنتباهه لذا وبدون سابت انذار لم يدر ما يدور حوله ولم يستشعر بشيء سوا بنوراً قوياً اخترق عينيه ليغمض عينه بعنف وهو يغط وجهه بذراعه متراجعاً بوجهه وكان عاملاً حادث وتجمعر حاشد هائل من المرء حوله بالطريق مسرعون بإنقاذ حياته.
_ في اوان ذلك وصل أنس لتترجل أسماء بضياع تحدق بالفراغ بصمت أسرعت سمر للخارج بوهن وتمسكت بذراعي أسماء التى كانت شبه متغيبة وغمغمت :
- أسماء طمنيني أنتِ كويسه فيكِ حاجة حصلك حاجه ؟
أبعدت أسماء كفيها ودون النظر إليها أبتعدت للداخل لتقابلها هالة مبتسمة وهي تقول :
- أسماء مالك يا حبيبتي فيكِ حاجة ؟
لم تجيب وأنما ارتقت الدرج دون حرفاً متوجهه لغرفتها بصمت فهزت ريم رأسها بقلق :
- مال أسماء حاسه انها مش كويسة يارب تكون بخير.
تمتمت تالا بزهول :
- هي مالها بجد ليكون فيها حاجه ولا حصلت حاجه ؟
_بالخارج نظر أنس باثر اسماء بحزن وهو يترجل فـ التفتت له سمر متسائلة وهي تشير على طيف أسماء :
- هي مالهااا ايه اللي حصل طمني.
صرخ بوجهها بغضب :
- بتسالي ليه يهمك يعني ؟ بنت عمك الزفت كان هيعتدي عليها لولا وصولي في الوقت المناسب وكله بسببك فوقي بقا يا شيخه أنتِ أيه ؟ اللي بتعمليه دا غلط وهتتعاقبي عليه دنيا وأخرى فووووقي عشان متخسريش حد أقسم بالله أنا بحمد ربنا ليل نهار.
هم ان يقول لأنك لست من نصيبي ويا ليتني لم احبك فاستدارك متراجعاً وهو يرمقها بغضب وتابع بنبره حنونه ما ان رآى دموعها :
- فوقي يا أسماء ليكون أجلك قريب وتموتي وتخسري اخرتك استغغفري ربك وقربي منه تعلمي من ورد من اسماء وعد من ديجا الصغيره بلاش تخسري اخرتك عشان حاجه عمرها ما هدوم استغلي ايامك واسعى لجنتك خاطبي ربك في سجده بجوف الليل وتضرعي واسئليه معفرة لكل ذنوبك فوووووقي قبل ما يضمك القبر فوقي متخليش القطار يمضى ويفوتك دا بيعدي بأقصى سرعه ألحقيه.
بكت بنشيج وهي تتمتم :
- أنس أنااااا.
رفع كفه لتصمت ثم استدار مغلقاً جفونه بألم واستقل سيارته مغادراً.
ظلت واقفه محلها بصدمة لبعض الوقت ثم كفكفت دموعها وصعدت لغرفتها.
لم تمض إلا دقائق قليلة وكانت تولج وعد بغضب كفيل الأخضر واليابس وهي تأخذ شهيق وزفير وعينيها متسعه مكورة قبضتي يدها.
بتوجس أبتلعت سمر ريقها الجاف وهي تنهض هامسة :
- وعددددد.
بلمح البصر كانت تتلقى صفعه تليها الآخرى بلا هوادة حتى سقطت أرضاً.
أمسكتها وعد بغضب من ملابسها :-
ازاي تعملي كدا ؟ هي دي التربيه اللي تربتيها أفتراض أسماء كان حصلها حاجه انت عايزه ربايه من جديد المسترجله اللي مكننش تعجبك وبتعيبي عليها في الطالعه والنازله هتربيكِ.
انهت وعد جملتها وهي تصفعها وسمر لا تبدي شيء سوا البكاء فهي تستحق ذلك نزفرت وسال دماءها.
همت وعد بضربها مرة أخرى فتسمر كفها على صوت بكاء ديجا آتي من الخلف.
ديجا التى ما آت تحسنت قليلاً توجهت للسمر تقرأ لها قرآن ما ان رآتها تبكِ.
تسمرت وعد لدقائق ثم ألتفتت ناحية خديجه ونهضت متوجهه إليها فما ان همت بالأقتراب ابتعدت ديجا بخوف لتهمس وعد :
- أنتِ خايفه مني يا خديجه ؟
بكت ديجا بصوتاً عال ونهضت راكضه تجاه سمر تعانقها.
فجثت وعد على قدميها واضعه رأسها بين كفيها بدموع وتمتمت :
- ليييه يا سمر تعملي كدا ليييه ؟ لو أسماء حصلها حاجه كان ايه هيحصل طيب؟
أجهشاء الفتيات بالبكاء ، لحظه ونهضت ديجا باكية ناحية وعد تبعد يديها عن وجهها وتضمها وتبكي فعانقتها وعد باكية.
بعد دقائق نهضت ديجا مبتعده تجذبها من ذراعها تجاه سمر فضمتها وعد بحنان ونجشيج.
همست سمر وهي تتمسك بوعد بقوة گ طفلاً صغير اوشك على الغرق وها هي يدين تنقذه وتجذبه خارج البحر :
- متسبنيش يا وعد محدش غيرك هيقدر يهديني خليكِ جنبي.
جفت دموعها وهدأت من هيجانها وهي تضم وجهها بين كفيها بحنان وتمتمت بوعيد وأعين يغلفها الغضب :
- احكيلي يا سمر اللي حصل ومين عمل كدا مين غير تفكيرك وحياتك كدا ؟
لم ترقأ دموع فؤادها أو عينينا وهي تقص لها مذ ان تقابلت بإصدقاء جدد أخذا رويداً رويداً بتغير تفكيرها من حيث ملابسها الواسعه وخمارها وكيف انها ترتدي تلك الملابس.
وأخذت هي بالانصاع لهم فما أوهنها وهي ترآهم يرتدون تلك الملابس البغضيه لتتدبل حياتها ثم يولج ذاك الشاب حياتها ليس هو فقط بلا ان تلك الفتيات قلبوا بالها وجعلوها تحادث الشباب.
لقد استطاع الشيطان بنزغ فؤادها وتغيرها كلياً.
والآن كيف تطهر فؤادها كيف تنجو من شيطان نفسها.
والتحرر من تكبرها الذى يكبلها ؟
تركتها وعد وهي ترحل ثم ضمت ديجاا راس سمر لصدرها لا تدرى ولا تفهم ما يدور حولها ولكنها تبكي لبكاءهم لأخؤاتها التى ما ان وعت الدنيا كانوا هما اول هام بحياتها استشعرت ان هناك شيئاً لكنها لم تدر مكنونه لذا همهمت بصدق كما علمتها والدتها وهي تزيح دموع سمر بكفيها الصغيران:
- متبكيش يا سمر يا حبيبتي عشان خاطري "قالتها بشهقه" ماما بتقول أن الشخص لما بيضايق يستغفر ويصلي على النبي ﷺ ويسبح ويحمد ربنا ويهلل.
تمتمت سمر وهي تبكى بحرقة لكلمات ديجا :
- ربنا هيتقبل مني انا عملت ذنب كبير اوي يا خديجة.
أنفتح الباب ودلفت ورد وهي تقول ببسمة :
-بيقبل يا حبيبتي بس طهري قلبك واستغفريه كتيرر اوي أسجدي وخطبيه وبثي له شجون قلبك بسجدة طويلة اتكلمي وقولي كل اللي حاسه بيه هيقبل توتبك طالما قلبك أتطهر من كل دول.
أقبلت ورد من سمر تنصحها وهى لا تدرى ما يحدث ولكن تحدثت بما شعرت انها بحاجة إليه.

دموع العاشقين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن