الفصل 30 ج2
أقترب رمضان الجميع يجهز له بهمه ونشاط ، تمتلأ الأفئدة بالهمة العالية لذاك الشهر الكريم ، بهجة وحبور يملأ أرجاء المنزل ، السعادة تستوطن الوجوه البسمه لا تفارق الثغر ، والحب يرفرف في الافاق.
الجميع منشغل يجهز "كراتين رمضان" بكل ما لذ وطاب ، تركض ديجا وهي تساعدهم بفرحه تناول هذا وتاخذ من ذاك.
وقالت مخاطبة والدها ببسمة تشع من مقلتيها :-
مش أنت يا بابا هتجبلي فنوس رمضان ؟
حملها عمرو ببسمة وقبل وجنتها بسعاده وهو يدور بها :-
هجبلك يا قلب بابا احلى فنوس.
ثم أنزلها برفق وتحدث بهدوء :-
يلا تعالي ساعديني نخلص وبعدين نوزعهم سوا.
شحذة همة خديجه ببهجه وهي تنتقل هنا وهناك ، تساعدهم بكل محبه ، تستقبل كل شيء بصدرٍ رحب ، تعلم هي ان ذاك الشهر الكريم به حسناتٍ لا تحصى ولن تضيعها او تتقاعس بها .
أنهوا الكرتين ونقلوها الشباب بالسيارات ، ثم ذهب عمرو وديجا لتوزعهم ، وياسين وسجى.، ومكه وعثمان ، وحذيفه برفقة وعد ، وتبقت اسماء من أجل تعبها.
_ ولج زين للمنزل بعد يوم عمل شاقٍ بالعمل ، مشتاق قلبه لعائشته التي لونت حياته الكاحله وروت ظمأ روحه ، وجدها تقبل علية وبيدها بعد الشنط "أكياس" وتحدثت ببسمه وهي تقدمهم له :-
امسك بقا وساعدني.
أرتد للخلف مصعوقاً ثم تحدث بتوتر وهو يتذكر حينما كان ينام بالمطبخ وإذ وجد فئران تحيطه من كل جانب :-
لا لا لا فيها ايه الكياس دي اكيد فيران صح ابعدي.
انفجرت عائشة ضاحكه وأخذت تهدأ آنً فآن وهي تقول :-
يا بني أبداً مش فيران والله متخافش دي شنط رمضان.
قطب حاجبيه بدون فهم وهو يتساءل :-
يعني ايه هتعملي ايه بردوا.
عائشة بغيظ وهي تدفع له الأكياس :-
امسك بس كدا يلا امشي قدامي.
قالتها وهي تدفعه فتمتم هو ببعض الكلمات.
* تجمع الجميع مرة اخرى بالمنزل بعد الأنتهاء من توزيع الكراتين ، الفرحه تغمرهم كلياً ليس مجرد فرحه بسيطه أنها سعادة لا تضاهيهّ ايّ سعادة آخرى ، لقد رسموا البسمة على الوجوه وأسعدوا افئدة الناس.
ركضت ديجا تجاه لمار التي تلقفتها سريعاً ببهجه لتقول ديجا بفرحه وهي تقبل وجنتها :-
انا عملت كله لوحدي ، وكمان خلصت كل الرسايل.
قبلتها لمار وهي تقول ببهجه :-
خلصتي كله كله.
هزت ديجا رأسها سريعاً وهي تتمتم :-
ايوة روحت المستشفى واديت للأطفال رسائل تفائل وهدايا وخلصت كله.
تبسمت سجى وهي تضم كف ياسين قائله :-
اول مره احس بفرحة رمضان.
رفع ذراعه مطوقاّ كتفها بحب وهو يقبل رأسها وغمغم :-
وان شاء الله هتفضلي حاسه بالفرحه دايماً طول ما أنا عايش.
تبسمت بحياءٍ شديد ، لتنظر لمار لها بفرحه وأمان.
وقف عثمان صائحاً بلهفه :-
امتى هنعلق الزينه دي ؟
دفعته مكه باحدى الوسائد وهي تقول بغيظ :-
أنت عيل يا بني قعد.
رفع حاجبه لها بغيظ ، فقالت لمار ببسمة هادئه :-
شوية وعلقوا براحتكم.(سنرحل يوماً تاركين هذه الحياة وراءنا ، لن نأخذ معنا شيء لا مال ولا جاه ولا وظيفه ولا عيال أو أحباب أو اصدقاء لن ينفعنا شيء ما عدا شيئاً واحد فقط ، أجل شيء لا غير هل عرفته عزيزي القارئ أنه "الصدقه" هي فقط من سنأخذها معنا أعمالنا فقط من زكاة وصوم وصلاة وقيام ، ستدخلنا الجنة ستنير قبرنا ، يوماً ما لن نستيقظ سنصبح من الأموات فهل أعدة العدة لملاقاة رب العباد ؟ إذاً ماذا تنتظر إذ جاء عليك صباح جديد وفتحت عينيك بالحياة كن على يقينً تام أن ما زال هناك فرصة لك ! فرصه كي تفوز بالجنه ، فرصه لا تضيعها وبادر بالأستغفار وكسب الحسنات ومساعدة المحتاجين مجرد "صدقه" سترفعك عالياً وستنجيك حتماً ، وستظلك بظل الرحمن ، أن الموت أكيداً وحتماً آتي أن لم يكن اليوم فـ غداً ، قبر وسؤال وجنه ونار ، تذكر ظلمة القبر تذكر النار هذه الحياة فانية ستمر كأنها لم تكن وسننتقل لدنيا اخرة هي الباقيه ، فـ أخبرني بربك كيف لا تعد العدة لسكنك الاخر.، حينما تذهب لمنزل جديد هل ستذهب إليه دون فرش وعفش دون ان تجهز له ؟ لا أليس كذلك .
إذاً ماذا تنتظر هي بادر إلى الجنه قبل فوات الأوان ، قبل ان تغلق عينك فلا تفتحهما ويخطفك الموت.)
![](https://img.wattpad.com/cover/253136778-288-k708171.jpg)
أنت تقرأ
دموع العاشقين
Acciónدموع العاشقين ج2 لفتاة العمليات الخاصة...... ترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ،...